الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عضو المجلس الأعلى للدولة سعد بن شرادة لـ«الاتحاد»: مبادرة ليبية اليوم لتثبيت وقف النار والحل السياسي

ليبيون يلوحون بالعلم الوطني خلال إحياء الذكرى التاسعة لإطاحة القذافي في فبراير الماضي. (أ ف ب)
12 سبتمبر 2020 00:31

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة) 

يطرح وفد ليبي يمثل المنطقة الغربية، غداً الأحد، مبادرة على المسؤولين في اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي، لتثبيت وقف إطلاق النار بين ميليشيات حكومة «الوفاق» والجيش الوطني الليبي وتفعيل الحل السياسي بين كافة الأطراف. وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي سعد بن شرادة المشارك في اجتماعات القاهرة لـ«الاتحاد» أن مبادرة الوفد تشمل أيضاً إقامة منطقة منزوعة السلاح في مدينتي سرت والجفرة، واستئناف إنتاج وتصدير النفط، وإخراج كافة القوات من منطقة الهلال النفطي وتولي قوات محلية عملية تأمين المنشآت بإشراف كامل من الأمم المتحدة.
وأشار بن شرادة إلى أن الشعب الليبي يرفض سيطرة تيار سياسي أو إيديولوجي على مؤسسات الدولة، داعياً إلى دور أكبر لمصر في المنطقة الغربية لتفعيل الحل السياسي، ومتهماً لجان إلكترونية تتبع جماعة «الإخوان» في تشويه صورة مصر في ليبيا، وقال «إن تيار الإخوان والجماعات الراديكالية مرفوضة بشكل كامل في ليبيا ودورها غير مؤثر»، وأضاف أن الشعب الليبي يرفض حكم الإسلام السياسي وخاصة «الإخوان». ولفت إلى ضرورة وجود زيارات متبادلة بين المسؤولين المصريين والممثلين عن المنطقة الغربية لليبيا، وممارسة القاهرة ضغوطات على دول إقليمية لعدم التدخل في الشأن الليبي. وأوضح أن الوفد يدعم هيكلة المجلس الرئاسي بحيث يضم رئيساً ونائبين وفصل الحكومة عنه، مشدداً على أهمية الإطاحة بكافة الشخصيات الليبية التي تدير المشهد الحالي والدفع بشخصيات وطنية تتولى شؤون البلاد إلى حين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وعلمت «الاتحاد» أن المسؤولين المصريين يسعون إلى دور فاعل في المنطقة الغربية باستضافة وفود سياسية وعسكرية خلال الفترة المقبلة، وذلك لتفعيل دور القاهرة وقطع الطريق على أي أطراف إقليمية تسعى للهيمنة على القرار الليبي أو انتهاك سيادة ليبيا. وقال مسؤول مصري لـ«الاتحاد» إن القاهرة ترحب بأي شخصية ليبية تؤمن بالحل السياسي وترفض الحل العسكري، مؤكداً أنها تقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف الليبية ولا تدعم طرف على حساب الآخر وتعمل جاهدة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء لتفعيل الحل السياسي عبر حوار ليبي – ليبي.
ويرجح أن تكثف وفود ليبية من المنطقة الغربية زياراتها إلى القاهرة خلال الأسابيع المقبلة في إطار التحركات التي تجري لتفعيل الحل السياسي وتثبيت وقف إطلاق النار، وذلك بدعم وتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة برئاسة الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني وليامز. وتسعى القاهرة إلى طرح مشروع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية إلا أن الأطراف الليبية غرب البلاد تتحفظ على القيام بتلك الخطوة خلال الوقت الراهن وتدفع نحو التوصل لحل سياسي أولاً.
وفي بنغازي، حذر رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في بيان أمس من المرحلة العصيبة التي تمر بها ليبيا ومن الأجندات الخارجية والداخلية التي قال بأن هدفها استمرار الفوضى في البلاد ونهب خيراتها. وأوضح أن ليبيا تمر بضائقة مالية بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة على مصرف ليبيا المركزي وحكومة السراج، ولم يحصل المواطن الليبي على أدنى متطلباته اليومية في بلد يُعتبر من أغنى الدول في الثروات، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية وانقسام مؤسسات الدولة التي أدت إلى تردي الأوضاع المعيشية والخدمية، كما لم تحصل الحكومة الليبية برئاسة عبدالله الثني على شيء من دخل النفط والغاز.
وأكد رئيس البرلمان الليبي على العمل بكل جد وإخلاص على توحيد مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة وطنية موحدة وتوزيع المؤسسات والهيئات على أقاليم ليبيا التاريخية وذلك طبقاً للعرف السائد منذ استقلال ليبيا العام 1951. وحتى الآن ووفقاً لمخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة. وقال معلقاً على تظاهر عشرات الليبيين في بنغازي بسبب نقص السيولة وانقطاع الكهرباء وتردي الخدمات، «إنه تلبيةً لمطالب المواطنين تم دعوة الحكومة والجهات التابعة لها للاجتماع لمُعالجة تحقيق المطالب المشروعة للمواطنين ومعرفة أسباب القصور والتقصير والتأخير في توفير احتياجات المواطنين وستتخذ الإجراءات اللازمة لوضع الأمور في نصابها الصحيح».
وأكد صالح التزامه بوقف إطلاق النار الذي أُعلن في القاهرة والحرص على توزيع الثروة بعدالة والعمل على خروج المرتزقة وتفكيك الميليشيات المسلحة، مشيراً إلى أن اجتماع المغرب لم يكن من أجل توزيع المناصب على أشخاص كما يشاع، وإنما من أجل تقسيم المؤسسات السيادية على أقاليم ليبيا وسيكون المجلس الرئاسي والحكومة على هذا الأساس، ضماناً لعدم تهميش أي منطقة من الوطن. فيما أعرب عضو مجلس النواب الليبي، سعيد أمغيب، عن تفاؤله بما حمله البيان الختامي لجلسات الحوار الليبي في المغرب، معتبراً أنه خطوة أولى في اتجاه محاربة الفساد وتوحيد مؤسسات الدولة.
ورحبت جامعة الدول العربية بالحراك السياسي الراهن الذي يشهده الملف الليبي والهادف إلى تقريب وجهات النظر وبناء الثقة بين الأطراف الليبية والوصول إلى تفاهمات محددة لحلحلة الأزمة على مساراتها الأمنية والسياسية والاقتصادية تحت الرعاية الأصيلة للأمم المتحدة. وثمنت الدور الذي قامت به المملكة المغربية في استضافة وتيسير الحوار الليبي في بوزنيقة بالمغرب، الذي أسفر عن جملة من التفاهمات بين الجانبين وخاصة فيما يتصل بتوحيد مؤسسات الدولة الليبية. كما رحبت بنتائج الاجتماع التشاوري الذي عقد بسويسرا والتفاهمات التي توصلت إليها الشخصيات الليبية المشاركة بخصوص الاستحقاقات والخطوات الهادفة إلى استكمال المرحلة الانتقالية واختتامها بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
ورحبت وزارة خارجية مملكة البحرين بالنتائج المثمرة التي حققتها جلسات الحوار الليبي في المغرب، وما توصلت إليه من اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لتولي المناصب السيادية بهدف توحيدها، وشددت على ضرورة التزام كافة الأطراف بتفعيل هذا الاتفاق، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة وسلامة الأراضي الليبية وتلبي تطلعات الشعب في الأمن والسلام والاستقرار. كما رحبت الحكومة الأردنية، بالنتائج الإيجابية لمحادثات بوزنيقة، مؤكدة دعمها لكل الجهود والمبادرات التي تستهدف حل الأزمة الليبية، من خلال مفاوضات سياسية بما يضمن وحدة ليبيا واستقرارها وسيادتها ويمنع التدخلات الخارجية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©