الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبيرتان دوليتان: إشراك «حزب الله» بالعملية السياسية اغتيال للبنان

خبيرتان دوليتان: إشراك «حزب الله» بالعملية السياسية اغتيال للبنان
24 سبتمبر 2020 00:55

شادي صلاح الدين (لندن)

تعتبر فرنسا أحد أقدم حلفاء لبنان على المستوى الأوروبي، وتلعب دوراً سياسياً وثقافياً هاماً بسبب كون لبنان مستعمرة فرنسية سابقة، وتواجد جالية لبنانية كبيرة في فرنسا، لكنها لا تستطيع المساعدة في إحلال السلام في البلاد وإنقاذ مستقبلها، مع استمرار تجاهل معضلة ميليشيات «حزب الله» الإرهابي، وفقاً لتحليل سياسي جديد.
وبعد زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الثانية لبيروت، في الأول من سبتمبر الجاري، اتفقت القوى السياسية اللبنانية على مهلة أسبوعين لتشكيل حكومة، كشرط أساسي لخطة الإنقاذ الدولية التي تقودها فرنسا، وانقضى الموعد النهائي، مع استمرار نفس الممثلين في لعب نفس اللعبة لمنع أي نوع من التغيير. وبالفعل، أصر «حزب الله» وحليفه «حركة أمل»، على الحصول على وزارة المالية ووزارات حيوية أخرى، ضمن التشكيل الجديد.
وأكدت الكاتبتان «سيمون رودان»، و«آن صوفي سيبان» في تحليل مشترك، عبر صحيفة «ميامي هيرالد» الأميركية، بإشراك فرنسا لـ«حزب الله» كمحاور شرعي في العملية السياسية، فإن باريس تواصل نفس الخطأ القديم باستمرار مشاكل لبنان، مشددتين على أنه ما لم يتطرق ماكرون إلى قضية «حزب الله»، فلن يتغير شيء.
وأشارت الكاتبتان إلى أن المنظمة الإرهابية سيطرت على المجتمع اللبناني لعقود، وعلى عكس ما أكده الدبلوماسيون الفرنسيون، فإن المنظمة ليست جهة سياسية شرعية. واستخدمت العنف والترهيب لكسب السلطة السياسية خلال العقدين الماضيين. 
وكمثال على ذلك، أدانت المحكمة الخاصة بلبنان، مؤخراً، ناشطاً بارزا في «حزب الله» في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005، لكن الكثيرين داخل المجتمع المدني اللبناني أصبحوا أكثر جرأة، ورفضوا الانصياع لابتزاز «حزب الله». 
وبشكل ملحوظ، أدانت المزيد من الأصوات اللبنانية «حزب الله» علناً، حتى أنها شنقت دمية لزعيم الحزب «حسن نصر الله» في إحدى التظاهرات.
وقالت الباحثتان المتخصصتان في الشأن اللبناني: إن «حزب الله ليس فقط ألد أعداء النظام السياسي والمجتمعي اللبناني، بل إنه تهديد أمني كبير، ويعتبر دولة داخل دولة، بل تم تصنيفه على أنه أقوى منظمة إرهابية في العالم، تجهيزاً وعتاداً، من قبل بعض المنظمات والدول».
وكما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مؤخراً إلى نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان، حتى لا يكون هناك سلاح أو سلطة في لبنان غير تلك الموجودة في الدولة اللبنانية، فيجب على المجتمع الدولي، دولاً ومنظمات، وخاصة فرنسا، أن تصر على نزع سلاح هذه الحركة الخبيثة على الفور.
لم يعد «حزب الله» مجرد تهديد للشرق الأوسط، ولكنه على مدى سنوات عديدة، قام نشطاؤه وأنصاره بجمع الأموال وتخزين الأسلحة، والانخراط في شبكات غسيل الأموال والتزوير والاتجار بالمخدرات، كما تم العثور على مستودعات نترات الأمونيوم في كل من جنوب ألمانيا وضواحي لندن، بجانب نقل كميات كبيرة من نترات الأمونيوم، عبر بلجيكا وفرنسا واليونان وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا. 
وقالت الكاتبتان، في تحليلهما السياسي، إنه «في الواقع، هناك حزب الله واحد فقط وليس مجرد جناح عسكري، وأدركت ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا ومؤخراً ليتوانيا هذه الحقيقة، دون الاعتراف بأن الحركة كلها، بشقيها السياسي والعسكري، منظمة إرهابية، ودون تحميلها مسؤولية الفشل في الخروج من الأزمة، ستفشل جهود فرنسا الحالية لإنقاذ لبنان».
إن إيجاد طريق لحل الأزمة اللبنانية سيكون طويلاً ومعقداً، ويتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي الذي تقوده فرنسا، ومن المقرر أن تستضيف باريس مؤتمراً دولياً حول لبنان في 15 أكتوبر، ولكن إذا كانت فرنسا لا ترغب في أن تكون مسؤولة عن ولادة لبنان «قديم جديد» دون تغيير حقيقي، فإن معالجة القضية المركزية لـ«حزب الله» وتصنيفه كجماعة إرهابية أمر ضروري.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©