الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«حزب الله» و«أمل» يخربان «فرص» الحل في لبنان

أديب اعتذر عن تشكيل الحكومة بسبب ممارسات حزب الله (أ ف ب)
27 سبتمبر 2020 00:45

بيروت، باريس (وكالات)

أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب انسحابه من مهمة تشكيل الحكومة بعد جهود استمرت قرابة شهر بسبب تعنت ميليشيات «حزب الله» الإرهابية و«حركة أمل» وتمسكهم بقرار تسمية الوزراء الشيعة والاحتفاظ بمنصب وزارة المالية في ضربة لمبادرة فرنسية تهدف إلى دفع زعماء لبنان للتكاتف لانتشال البلاد من أسوأ أزماتها منذ الحرب الأهلية، فيما أعلن الإليزيه أن المبادرة الفرنسية مستمرة وغير مرتبطة بشخص، يأتي ذلك فيما تظاهر لبنانيون في طرابلس وصيدا تضامناً مع أديب وتنديداً بالفساد. 
وكان أديب، السفير السابق لدى برلين، كُلف بتشكيل حكومة في 31 أغسطس بعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أمّن توافقاً على تسميته. وبموجب خريطة الطريق الفرنسية، كانت الحكومة الجديدة ستتخذ خطوات سريعة لمكافحة الفساد وتطبيق إصلاحات مطلوبة تضمن الحصول على مساعدات دولية بمليارات الدولارات لإنقاذ اقتصاد يرزح تحت جبل من الدين العام.
وأعلن أديب تنحيه عن مهمة تشكيل الحكومة لكنه قال إن لبنان يجب ألا يتخلى عن المبادرة الفرنسية. وقال بعد أن التقى بالرئيس ميشال عون «إنني أؤكد أن هذه المبادرة يجب أن تستمر لأنها تعبر عن نية صادقة من الدولة الفرنسية الصديقة ومن الرئيس ماكرون شخصياً بدعم لبنان ومساندته». وقال في بيان الاعتذار «مع وصول المجهود لتشكيل الحكومة إلى مراحله الأخيرة، تبين لي بأن هذا التوافق الذي على أساسه قبلت هذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الصعب من تاريخ لبنان لم يعد قائماً، وبما أن تشكيلة بالمواصفات التي وضعتها باتت محكومة سلفاً بالفشل، وحرصاً مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها وميثاقيتها، فإني أعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة، متمنياً لمن سيتم اختياره للمهمة الشاقة من بعدي وللذين سيختارونه كامل التوفيق في مواجهة الأخطار الداهمة المحدقة ببلدنا وشعبنا واقتصادنا».
وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون قَبلَ اعتذار أديب عن مهمة تشكيل الحكومة، وسيتّخذ الإجراءات المناسبة وفقاً لمقتضيات الدستور. وقال عون إن «المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا تزال مستمرة، وتلقى مني كل الدعم». كما نفت الرئاسة اللبنانية معلومات نقلتها إحدى القنوات التلفزيونية بشأن رفض عون​ تسلّم ​تشكيلة حكومية​ قدمها أديب إليه مساء أمس الأول، وأكدت أن أديب لم يقدم في الزيارات المتتالية التي قام بها إلى قصر بعبدا، بعد تكليفه وبلغ عددها 6 زيارات أي صيغة حكومية ولم يعرض على الرئيس عون أسماء مقترحة للتوزير ولا تشكيلة حكومية.
وأعلن قصر الرئاسة الفرنسية الإليزيه أمس، أن المبادرة الفرنسية بشأن لبنان مستمرة وغير مرتبطة بشخص.
وكان السياسيون في لبنان وعدوا باريس بتشكيل حكومة بحلول منتصف سبتمبر، لكن جهود أديب ذهبت سدى بسبب خلاف على الحقائب الوزارية خاصة وزارة المالية التي سيكون لمن يقودها دور حيوي في وضع برنامج لانتشال لبنان من الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
واصطدم تشكيل الحكومة بحجر عثرة عند تعنت ميليشيات «حزب الله» الإرهابية و«حركة أمل» بتسمية عدد من المناصب في الحكومة منها حقيبة المالية.
وأبدى رئيس مجلس النواب بري التزام البرلمانيين اللبنانيين الثابت بمبادرة ماكرون، قائلاً: «لا أحد متمسك بالمبادرة الفرنسية بقدر تمسكنا بها، ولكن هناك من أغرقها فيما يخالف كل الأصول المتبعة». وتابع: «المبادرة الفرنسية روحها وجوهرها الإصلاحات، والحكومة هي الآلة التي عليها أن تنفذ هذه الإصلاحات بعد إقرارها، وأعتقد أن كل الكتل مع هذه الإصلاحات والمجلس النيابي أكثر المتحفزين لإقرار ما يجب، ونحن على موقفنا بالتمسك بالمبادرة الفرنسية وفقاً لمضمونها». 
وقال التيار الوطني الحر إنه ملتزم بمبادئ الخطة الفرنسية وحث ماكرون على مواصلة دعم لبنان. وأضاف أن الحكومة الجديدة تحتاج إلى دعم التكتلات السياسية.
بدوره، حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من عواقب اعتذار مصطفى أديب، داعياً إلى التركيز على البحث عن بديل عنه.
وأعرب دياب في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، عن «خيبة أمله إزاء فشل أديب في الاستفادة من قوة الدفع الفرنسية وزخم التوافق الداخلي في جهوده الرامية لتشكيل الحكومة»، مشيراً إلى أن «ذلك يعيد الأمور إلى الوراء ويزيد من الصعوبات على لبنان واللبنانيين».
وشدد دياب على أن اعتذار أديب يستوجب الإسراع في إجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية أخرى بتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان. وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاستمرار بالوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الصعبة ومواصلة مساعيه ومبادرته لمساعدة لبنان، مضيفاً: «الظروف التي يعيشها لبنان استثنائية، وهي تتطلب جهوداً استثنائية، وأن تتوقف القوى السياسية عن الممارسات والتجاذبات التي تهدد ما بقي من مقومات صمود الوطن».
إلى ذلك، قطع محتجون لبنانيون مسارب ساحة النور في مدينة طرابلس تضامناً مع مصطفى أديب واحتجاجاً على عرقلة مساعيه في تشكيل الحكومة، ورددوا هتافات تندد بالفساد وارتفاع سعر صرف الدولار، مطالبين أديب بسحب اعتذاره «لإنقاذ لبنان من الانهيار».
وسجل أيضاً تحركاً مماثلاً في صيدا في الجنوب، حيث ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن شباباً قطعوا الطريق بالإطارات المشتعلة عند «دوار إيليا» في اتجاهات عدة، احتجاجاً على الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار.

الأمم المتحدة للسياسيين اللبنانيين: متى ستوقفون هذه اللعبة؟
انتقد المنسق الخاص للأمم المتحدة في ​لبنان​ ​يان كوبيتش​ «قلة المسؤولية حين يكون مصير لبنان وشعبه على المحك» لدى السياسيين اللبنانيين على خلفية اعتذار رئيس الحكومة المكلف.
وتوجه كوبيتش في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى المسؤولين اللبنانيين، بالقول: «هذه الدرجة من اللامسؤولية عندما يكون مصير لبنان وشعبه على المحك! أيها السياسيون، هل فوتّم فعلاً الفرصة الأخيرة التي أوجدتها ​فرنسا​؟ متى ستوقفون هذه اللعبة المعتادة؟ استمعوا إلى صرخات شعبكم وحاجاتهم، واجعلوا الأولوية لمستقبل لبنان».

الحريري: ستعضون أصابعكم ندماً
أعرب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري عن أسفه إزاء اعتذار رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، موجهاً رسالة تحذير إلى من يرحب بهذا الإخفاق.
وشدد الحريري، في بيان على أن «اعتذار أديب عن تشكيل الحكومة يمثل نموذجاً صارخاً عن فشل أهل السياسة في إدارة الشأن العام ومقاربة المصلحة الوطنية»، محذراً من خطورة انهيار مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الوضع الداخلي في لبنان.
وخاطب الحريري الذين «يصفقون اليوم لسقوط مبادرة ماكرون» بالقول: «إنكم ستعضون أصابعكم ندماً لخسارة صديق من أنبل الأصدقاء ولهدر فرصة استثنائية سيكون من الصعب أن تتكرر لوقف الانهيار الاقتصادي ووضع البلاد على سكة الإصلاح المطلوب».
وشدد رئيس الوزراء الأسبق على أن «مبادرة ماكرون لم تسقط لأن الذي سقط هو النهج الذي يقود لبنان واللبنانيين إلى الخراب»، مشيداً بـ«تحمل أديب مسؤولياته بكل جدارة والتزامه بحدود الدستور والمصلحة الوطنية حتى اللحظة الأخيرة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©