الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعوات عربية وعالمية لوقف التصعيد في «قره باغ»

تحصينات في إقليم «ناغورني قره باغ» المتنازع عليه (رويترز)
28 سبتمبر 2020 01:35

يريفان (وكالات)

دعت عواصم عربية وعالمية كلاً من أرمينيا وأذربيجان إلى وقف التصعيد، بعدما بدت كل من يريفان وباكو على وشك الانخراط في حرب إثر مواجهات عنيفة، أمس، بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليين الأرمينيين في إقليم «ناغورني قره باغ»، أدت إلى سقوط عسكريين ومدنيين، بينهم طفل على الأقل.
وزادت أسوأ اشتباكات منذ عام 2016، احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا، اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على «ناغورني قره باغ».
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، عن القلق إزاء التصعيد بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة «ناغورني قره باغ». وأكد الحجرف في بيان أمس، أهمية حل الخلافات بالحوار والطرق السلمية وخفض التصعيد في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ودعت كل من مصر وروسيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، فيما صلى البابا فرنسيس كي يسود السلام.
وأكدت أرمينيا، أمس، أن قوات أذربيجان هاجمت مناطق مدنية في «ناغورني قره باغ» بما في ذلك عاصمة المنطقة ستيباناكرت، في عملية أسفرت عن مقتل امرأة وطفل. وأعلن المسؤولون المحليون في إقليم ناجورنو قره باغ، مقتل 16 جندياً وإصابة أكثر من 100 خلال الاشتباكات مع قوات أذربيجان.
وأعلنت كل من أرمينيا ومنطقة ناغورني قره باغ الأحكام العرفية والتعبئة العامة. كما أعلنت أذربيجان أيضاً الأحكام العرفية وحظر التجول في باكو ومدن أخرى، اعتباراً من منتصف الليلة الماضية. 
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: «استعدوا للدفاع عن أرضنا المقدّسة»، متهماً أذربيجان بـ«إعلان الحرب» على شعبه.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في أذربيجان آرتسرون هوفهانيسيان: «إنّ قتالاً عنيفاً اندلع على طول جبهة ناغورني قره باغ بعد ظهر أمس».
وأعلنت أذربيجان أنّ قواتها دخلت سبع قرى خاضعة لسيطرة الأرمينيين خلال المواجهات العنيفة، وهو ما نفته أرمينيا.
وفي خطاب متلفز للأمة، تعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بالانتصار على القوات الأرمينية. 
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات الأرمينية انتهكت وقف إطلاق النار، وذكرت أنها أطلقت «عملية مضادة لكبح أنشطة القتال الأرمينية وضمان سلامة السكان»، باستخدام الدبابات والصواريخ المدفعية والطيران العسكري والطائرات المسيّرة.
ومن جانبه، أشار المسؤول المحلي في قره باغ، أرتاك بغلاريان، إلى سقوط ضحايا مدنيين من سكان المنطقة.
وقال رئيس قره باغ أرايك هاروتيونيان، خلال جلسة طارئة للبرلمان في ستيباناكرت: أُعلنت الأحكام العرفية وتعبئة جميع الأفراد القادرين على الخدمة العسكرية، والذين تبلغ أعمارهم أكثر من 18 عاماً.
وانتزع الانفصاليون الأرمينيون قره باغ من باكو في حرب في التسعينات أودت بـ30 ألف شخص.
وجمّدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذي يعتبر بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.
ورغم توقيع اتفاق 1994 وقيام وساطة روسية أميركية فرنسية تحت اسم «مجموعة مينسك»، ما تزال الاشتباكات المسلحة متواترة. 
وفي هذه الأثناء، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: «إنّ الأعمال العسكرية يجب أن تتوقف بصورة عاجلة لمنع المزيد من التصعيد»، ودعا «لعودة فورية للمفاوضات دون شروط مسبقة».
وأعلنت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أنها تتابع ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع المتسارعة بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم «ناجورنو-كاراباخ» المتنازع عليه، وناشدت الطرفين بضبط النفس ووقف التصعيد.
وأكد البيان على موقف مصر الثابت والقائم على حث الأطراف كافة على الحوار من أجل الوصول إلى تسوية بالطرق السلمية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وذلك في إطار مجموعة «مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي. 
وفي الفاتيكان، قال البابا فرانسيس للمصلين في ساحة القديس بطرس: «إنه يصلي من أجل السلام ودعا إلى بوادر ملموسة من حسن النية والأخوة من الأطراف المتحاربة». وقال مراقبون سياسيون إن على القوى العالمية تكثيف المحادثات لوقف تطور النزاع. وقالت أوليسيا فارتانيان، من مجموعة الأزمات الدولية: «نحن على بعد خطوة من حرب واسعة النطاق». وأضافت: «إن أحد الأسباب الرئيسة للتصعيد الحالي هو عدم وجود أي وساطة دولية استباقية بين الجانبين لأسابيع». وكتب ديمتري ترينين مدير مركز «كارنيغي» في موسكو على «تويتر»: «إن الحرب تتواصل، وحان الوقت لروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بشكل فردي وجماعي لوقفها». وأفادت رئاسة قره باغ أن أذربيجان بدأت، صباح أمس، قصف خط التماس بين الطرفين وأهدافاً مدنية، بما في ذلك ستيباناكرت.
وأكدت وزارة الدفاع التابعة للانفصاليين أن قواتها أسقطت مروحيتين تابعتين للجيش الأذربيجاني وثلاث طائرات مسيرة. وهو ما نفته باكو. ونفت وزارة الدفاع في باكو الأمر، وأكدت أن قواتها كانت ترد على هجوم من قبل أرمينيا.
وأشار حاجييف إلى أن القوات الأرمينية في قره باغ انتهكت بشكل صارخ نظام وقف إطلاق النار وشنّت باستخدام أسلحة ذات العيار الثقيل وقاذفات ومدفعيات هجوماً على مواقع لقوات أذربيجان المسلحة على طول خط التماس. وذكرت وزارة النقل في أذربيجان أنها فرضت «قيوداً على الإنترنت لمنع الاستفزازات الأرمينية». واتهم علييف أرمينيا، أمس الأول، بتقويض محادثات السلام المرتبطة بقره باغ.
وفي يوليو، أدت مواجهات على الحدود بين البلدين إلى سقوط 17 جندياً على الأقل من الطرفين. وهددت أذربيجان حينها بضرب محطة أرمينيا للطاقة الذرية في حال هاجمت يريفان منشآت استراتيجية. ولقي نحو 110 أشخاص حتفهم في آخر مواجهات اندلعت في أبريل 2016.

أردوغان يغرد خارج السرب ويحرض على العنف
خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الدعوات العربية والعالمية المطالبة بخفض التصعيد ووقف إطلاق النار فوراً في إقليم قرة باغ المتنازع عليه، وحاول سكب الزيت على النار، داعياً الشعب الأرميني إلى الانقلاب على قياداته. وفي حين التزمت العواصم الرئيسة في العالم الحياد وطالبت بوقف العنف، نددت تركيا بأرمينيا بسبب ما وصفتها باستفزازات موجهة لأذربيجان.
وقال أردوغان على «تويتر»: «أدعو شعب أرمينيا لمواجهة قيادته التي تجره إلى كارثة»، وقال إن تركيا سوف «تواصل على الدوام» تضامنها مع أذربيجان.
واعتبر الرئيس التركي، بعد حديث هاتفي مع رئيس أذربيجان إلهام علييف، أن أرمينيا، هي من أضافت المزيد في سجل هجماتها على أذربيجان، ووصفها مجدداً بأنها أكبر تهديد للسلام في المنطقة. 
ولم ترد أرمينيا بعد على الانتقادات التركية لكنها قالت: إن قوات أذربيجان هي التي بادرت بإطلاق النار.

يريفان تتحرى وجود مقاتلين سوريين بأذربيجان
كشفت وزارة الدفاع الأرمينية، أمس، أنها تتحرى معلومات عن مشاركة مقاتلين من سوريا في القتال مع أذربيجان في اشتباكات بخصوص إقليم ناجورنو قره باغ.
ونفى حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان للسياسة الخارجية صحة التقرير، الذي أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان ووصفه بأنه «هراء».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©