عدد اليوم
أسماء الحسيني (جوبا)
أشادت شخصيات سودانية وإقليمية بالدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم مفاوضات السلام السودانية، والوصول إلى توقيع اتفاق السلام النهائي في جوبا أمس الأول.
وأكد ضيو مطوك مقرر لجنة الوساطة في مباحثات السلام السودانية ووزير الاستثمار بدولة جنوب السودان، أن دور دولة الإمارات العربية المتحدة كان كبيراً في دعم إنجاز اتفاق السلام السوداني، والتوصل إلى توقيع الاتفاق النهائي. وأشاد مطوك، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، بجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقال: إن دوره كان محورياً وبناءً في دعم إنجاز الاتفاق التاريخي. وأعرب مطوك عن أمله أن تتوحد الجهود جميعاً في الفترة المقبلة للدفع قدماً بتنفيذ الاتفاق، لإنهاء الحرب في السودان إلى الأبد، وتمهيد الطريق للتنمية والتقدم والبناء.
بدوره، أشاد موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» بدور دولة الإمارات، وإنجاح التوصل إلى توقيع اتفاق السلام الشامل، الذي وصفه بأنه ساهم في تحول تاريخي لدعم السلام والاستقرار في السودان، وفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان.
وأكد فكي أن الاتحاد الأفريقي سيدعم تنفيذ الاتفاق، وشدد في الوقت نفسه أن تنفيذ الاتفاق يتطلب تضافر الجهود، وأشار إلى أن الشعب السوداني هو الضامن الأساسي للاتفاق، ودعا عبد العزيز الحلو «رئيس الحركة الشعبية» وعبد الواحد نور رئيس «حركة تحرير السودان» للانضمام إلى التفاوض، وقدم الشكر لرئيس وحكومة الجنوب على الجهود التي بذلت للوصول إلى الاتفاق.
ورحبت أطياف الشعب السوداني باتفاق السلام الشامل في السودان، واعتبروه بداية عهد جديد للسودان، وطالبت قوى وأحزاب سودانية كل أطراف الاتفاق بالتحلي بالحكمة، وتحمل المسؤولية التاريخية للمحافظة على هذا الإنجاز العظيم، وإحداث تغيير حقيقي، وكذلك بإكمال مسيرة السلام مع الحركات التي لم توقع على الاتفاق بعد.
ووصف عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني لـ«الاتحاد» توقيع اتفاق جوبا بالإنجاز الكبير، وتحقيق لأحد أهم مطالب الثورة السودانية، وهو تحقيق السلام.
ودعا الدقير إلى مواصلة العمل حتى يكون اتفاق السلام شاملاً بانضمام باقي الحركات المسلحة، وكذلك بالعمل لإنهاء معاناة النازحين واللاجئين وتحقيق العدالة والتنمية.
وقال الدكتور حامد البشير حاكم جنوب كردفان لـ«الاتحاد»، إن الاتفاق ينهي حرب تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن، ويفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان، وأضاف أن الاتفاق سيطوي كل صفحات الماضي الأليمة، ويعالج ما خلفته الحروب في أنحاء السودان من فقر وتشرد وتدهور.
حمدوك: فتحنا صفحـــة جديــدة
أكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أن السلام سيفتح صفحة جديدة في تاريخ الفترة الانتقالية بالسودان.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية «سونا» أمس، عن حمدوك قوله، في مطار الخرطوم عقب عودته بعد المشاركة في توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية و«الجبهة الثورية» في جوبا، إن البداية العملية لحكومة الفترة الانتقالية في تنفيذ إحدى أهم أولويات الفترة الانتقالية يتمثل في تحقق السلام بالبلاد. ونوه إلى أن السلام سيفتح آفاقاً كثيرة وتأثيره في الاستقرار الاقتصادي بجانب تحصين الفترة الانتقالية، مشيراً إلى ملحمة توقيع اتفاق السلام والتي تداعى لها كل العالم في المحيط الإقليمي والدولي للمشاركة بالاحتفال بالسلام. وأشاد بالقيادة الحكيمة لدولة جنوب السودان ورئيسها الفريق أول سلفاكير ميارديت وفريق الوساطة الجنوبية لدورهم الكبير في عملية السلام وخص بالشكر شعب دولة جنوب السودان لحضوره المميز والمشاركة في احتفالات اتفاق السلام، مؤكداً على رمزية اختيار جوبا لهذا السلام. ولفت إلى أن ميدان الحرية بجوبا جسد شعب واحد في دولتين مما يتطلب تجسيد علاقات استراتيجية لا تحدها حدود، لافتاً إلى لقائه مع رئيس دولة جنوب السودان والقائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية ومناقشة عملية السلام مع الحركة الشعبية.
وقال إن «ما تم إنجازه في هذه المرحلة سيكون له تأثير في المرحلة القادمة باعتبار أن أغلب القضايا تمت مناقشتها».
