السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات تستنكر الجريمة الإرهابية في فرنسا

الزهور تفترش مدخل المدرسة التي شهدت مقتل المدرس باعتداء إرهابي قرب باريس (أ ف ب)
18 أكتوبر 2020 00:51

أبوظبي، عواصم (وام ووكالات)

استنكرت دولة الإمارات بشدة أمس العمل الإرهابي والإجرامي الذي وقع في «كونفلان سان أونورين» بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، وأدى إلى مقتل مواطن فرنسي. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الجريمة النكراء ولجميع الأعمال الإرهابية، مشددة على أن القتل جريمة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال. 
وشددت الوزارة على رفضها الدائم لجميع أشكال العنف التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية. وجددت دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف أياً كان شكله أو مصدره أو سببه، ووجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان. كما أعربت عن خالص تعازيها ومواساتها لأهل الضحية وللشعب الفرنسي.
بدورها، أدانت المملكة العربية السعودية العملية الإرهابية. وعبرت وزارة الخارجية في بيان عن تضامن المملكة مع الجمهورية الفرنسية، مقدمة العزاء والمواساة لذوي الضحية وللحكومة والشعب الفرنسي الصديق، ومؤكدة موقف المملكة الرافض للعنف والتطرف والإرهاب بجميع أشكاله وصوره ودوافعه، ومجددة دعوتها لاحترام الرموز الدينية والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان. كما أدانت الحكومة الأردنية الحادث الإرهابي واستنكارها لهذه الجريمة وجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف دون تمييز الجميع وتهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.
إلى ذلك، أوقفت الشرطة الفرنسية تسعة أشخاص في إطار التحقيق في جريمة قتل المدرس التي نفذها شيشاني عمره 18 عاماً، أردته الشرطة فيما بعد قرب موقع الاعتداء شمال غرب باريس. وقالت الشرطة «إن الضحية أستاذ تاريخ عمره 47 عاماً اسمه صامويل باتي، كان قد عرض على تلاميذه رسوماً كاريكاتورية مسيئة للرسول خلال حصة دراسية في إطار نقاش حول حرية التعبير. وأضافت أن اثنين من أشقاء المعتدي وجديه خضعا للاستجواب، كما تم توقيف خمسة أشخاص آخرين بينهم والدا تلميذ في المدرسة عبرا عن معارضتهما لقرار المدرّس عرض الرسوم وأصدقاء لمنفذ الهجوم.
وأظهرت وثائق وجدت مع منفذ عملية قتل المدرس وقطع رأسه، إنه يبلغ من العمر 18 عاماً ومولود في موسكو لكنه ينحدر من منطقة الشيشان بجنوب روسيا. وعرّفت السفارة الروسية في باريس المهاجم على أنه عبدالله أنزوروف الذي وصلت عائلته إلى فرنسا عندما كان في السادسة من عمره وطلبت اللجوء. وذكرت أن المهاجم حصل على الإقامة هذا العام ولا صلة له بروسيا. وقالت الشرطة إنها تحقق في تغريدة نشرها حساب جرى إقفاله على تويتر، تظهر صورة لرأس المدرس. وأُرفقت بالصورة رسالة تهديد لماكرون، لكن لم يتضح ما إذا كان ناشر الرسالة هو المهاجم.
وأفاد النائب العام المكلّف قضايا الإرهاب جان-فرانسوا ريكار إن باتي تلقى تهديدات عبر الإنترنت قبل قتله. وقال في مؤتمر صحفي متلفز، إن والد إحدى التلميذات طالب بإقالة المدرّس، وأطلق دعوة عبر الإنترنت للتحرّك ضده بعد الحصة الدراسية التي تناولت حرية التعبير. وذكر أن المدرسة تلقّت تهديدات بعد الحصة التي جرت مطلع أكتوبر، وعرض المدرّس خلالها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة. 
لكن لم يوضح ريكار إن كان للمهاجم أي صلة بالمدرسة أو التلاميذ أو الأهالي، أم أنه تحرّك بشكل مستقل استجابة للحملة على الإنترنت. وأفاد شهود عيان أنه شوهد في المدرسة بعد ظهر الجمعة حيث كان يسأل عن مكان وجود باتي، وأنه عثر على صورة لباتي ورسالة اعتراف بقتله على هاتف المهاجم النقال. وأفاد أن المهاجم كان يحمل سكيناً وبندقية هوائية وذخيرة، وأطلق النار على الشرطة وحاول طعن العناصر لدى تحرّكهم لمحاصرته قبل أن يطلقوا النار عليه تسع مرّات. وأشار إلى أن عملية قتل باتي تظهر مستوى التهديد الإرهابي المرتفع للغاية الذي لا تزال فرنسا تواجهه. 
وقالت مصادر إنه تم توقيف تسعة أشخاص بينهم والد الطالبة ومتشدد كان على قائمة أجهزة الاستخبارات الفرنسية للأفراد الخاضعين إلى الرقابة. ومن بين الموقوفين أربعة من أفراد عائلة المهاجم المقرّبين وشخصين أفادت الشرطة أنهما كانا على اتصال به، بحسب النائب العام.
كما أوقفت الشرطة أحد أصدقاء والد التلميذة الذي ذهب معه لمقابلة مدير المدرسة والمطالبة بإقالة باتي. وكان الصديق المذكور في الأساس على قائمة أجهزة الاستخبارات الفرنسية للأشخاص الخاضعين للرقابة باعتباره متشدداً. وأشار ريكار إلى وجود مذكرة توقيف بحق أخت والد التلميذة غير الشقيقة، التي انضمت إلى صفوف تنظيم «داعش» في سوريا. لكن النائب العام أوضح أن المهاجم نفسه لم يكن معروفاً بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الفرنسية. وأكد أن التحقيق جار بشأن«عملية قتل على صلة بمنظمة إرهابية».
وقال ماكرون لدى زيارته مكان الاعتداء، إن الأمة بكاملها تقف إلى جانب المدرسين من أجل حمايتهم والدفاع عنهم، مضيفا « لن تنتصر الظلامية». وكتب رئيس الحكومة جان كاستيكس في تغريدة أن المعلمين سيواصلون إيقاظ الروح النقدية في مواطني الجمهورية لإخراجهم من كل شمولية»، وأضاف «تضامنا مع معلميها ستتحرك الدولة بأقصى درجات الحزم كي تحيا الجمهورية ومواطنيها بحرية. لن نستسلم أبداً». ومن المقرر أن يجتمع اليوم الأحد الوزراء الذين يشكلون مجلس الدفاع الفرنسي لمناقشة عملية القتل، بينما يتوقع أن يقام حداد عام الأربعاء.
وتدفق مئات التلاميذ والأساتذة والآباء إلى مدرسة« باتي» حيث وضعوا الورود البيضاء. وحمل بعضهم لافتات كتب عليها «أنا استاذ» و«أنا صامويل»، ما يعيد إلى الذاكرة شعارات «أنا شارلي» التي رفعت حول العالم بعد الهجوم على مقر شارلي إيبدو عام 2015. وأشاد أهالي ومدرسون بالمدرس القتيل الذي كان محبوباً على نطاق واسع، وهو أب أيضاً. ووضعوا الورود البيض أمام المدرسة وحملوا لافتات كتب عليها «أنا معلم.. حرية التعبير». وبحسب عدد من الأهالي والمدرسين فإن باتي قال للتلاميذ المسلمين إنّ بإمكانهم المغادرة قبل أن يعرض الرسوم، وبأنه لا يريد جرح مشاعرهم. وكشفت مصادر أن أحد الموقوفين نشر تسجيلاً على مواقع التواصل الاجتماعي يعبر فيه عن الصدمة إزاء عرض الرسوم، ووصف باتي بأنه «مارق» ولا ينبغي أن يستمر في التعليم داعياً أهالي آخرين للتحرك.

الأزهر يدين الحادث الإرهابي ويدعو لنبذ خطاب الكراهية
أدان الأزهر الشريف الحادث الإرهابي الذي وقع في باريس، وتمثل بقيام شخص متطرف بقتل مدرس وقطع رأسه، لأنه عرض على تلاميذه صورًا مسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكداً رفضه لهذه الجريمة النكراء ولجميع الأعمال الإرهابية، ومشددًا على أن القتل جريمة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال. وجدد في بيان، دعوته الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف أياً كان شكله أو مصدره أو سببه، ووجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان، داعياً إلى ضرورة تبني تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة، كما دعا الجميع إلى التحلي بأخلاق وتعاليم الأديان التي تؤكد على احترام معتقدات الآخرين.
وأدان مفتي مصر شوقي علام، أيضاً الحادث الإرهابي، مؤكداً أن هذه الجريمة يرفضها الإسلام رفضاً قاطعاً، وأن هذا العمل الإرهابي ليس هناك ما يبرره لأن الإسلام دعا إلى حفظ الأنفس. مشدداً على ضرورة تفعيل قوانين مكافحة خطابات الكراهية التي تعد رادعًا لكل من يفكر في الإساءة إلى غيره بسبب الدين أو العرق أو الجنس. وأشار أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر شعبان إسماعيل، إلى أن الإسلام دعا إلى حفظ النفس البشرية، وجعلها من مقاصد الشريعة وحرم قتل النفس بغير حق، مؤكداً لـ«الاتحاد» أن جميع الشرائع تدعو إلى الإخاء الديني واحترام الآخر ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي وعدم الاعتداء على الآخرين مهما كان السبب.
وأدان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين محمد بن عبدالكريم العيسى، الحادث الإرهابي الذي وقع في فرنسا ووصفه بأنه جريمة مروعة، لا تُمثل سوى النزعة الإرهابية الشريرة لفاعلها. وأكد أن ممارسات العنف والإرهاب مُجَرَّمةٌ في كافة الشرائع ومصنفة في أعلى درجات الاعتداء الجنائي. ودعا إلى أهمية تضافر الجهود لملاحقة الإرهاب واستئصال شره، ومن ذلك هزيمة أيديولوجيته الفكرية المتطرفة المحفزة على جرائمه، مؤكداً بأن الفعاليات الفرنسية بتنوعها الذي شكَّل قوتها ووحدتها ستواصل جهودها للقضاء على كافة أشكال العنف والإرهاب مع تأكيدها الفاعل والقوي على وحدة الشعب الفرنسي ووقوفه صفاً واحداً ضد تلك الفظائع الوحشية وضد أي أسلوب يحاول المساس بأمنه واستقراره.

«المفوضية الأوروبية»  تتضامن مع المدرّسين
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس، أن أفكارها موجهة إلى المعلمين في فرنسا وفي كل مكان في أوروبا بعد قطع رأس أستاذ للتاريخ في مدرسة كونفلانز سانت أونورين، بالقرب من باريس. وقالت في تغريدة على «تويتر» «علمت برعب مقتل أستاذ في كونفلانس سانت أونورين. أقدم تعازيّ لعائلته وللفرنسيين وأفكاري أيضاً مع المعلمين». وأضافت أنه «بدونهم، في فرنسا وفي كل مكان في أوروبا لا يوجد مواطنون وبدونهم لا ديموقراطية».

الشلغومي لـ«الاتحاد»: الجريمة فظيعة ووحشية
وصف رئيس منتدى أئمة فرنسا حسن الشلغومي، العملية الإرهابية الأخيرة في ضواحي باريس بأنها مثلت صدمة لكل المسلمين في فرنسا وكانت فظيعة ووحشية وتنم عن حقد وتطرف لا يقبل به الدين الإسلامي الحنيف الذي يعلم التسامح والتعايش مع الآخر. وأضاف في تصريح لـ«الاتحاد»: «نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى، بترسيخ مفاهيم جديدة عن التعايش وغيره من القيم». وحمل ما وصفه بـ«مجموعات الإسلام السياسي»، المسؤولية عن تحريض الشبان للقيام بعمليات شنيعة. وقال: «علينا أن نوجه الناشئة نحو التسامح والتكافل والتضامن لأنها القيم الباقية التي يجب التمسك بها». داعياً لتفعيل حلقات نشر ثقافة التسامح في مواجهة التيارات الراديكالية. وأضاف «إن من حق فرنسا أن تدافع عن علمانيتها وحريتها».

المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: توحيد الجهود لاستئصال الإرهاب
أدان المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بشدة، العمل الإرهابي الذي وقع في منطقة «كونفلان سان أونورين» بالقرب من باريس. وجدد دعوته الدائمة إلى توحيد كل الجهود والمبادرات لمحاربة الإرهاب، واستئصال جذوره الفكرية، وملاحقة جماعاته، ومواجهة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، أياً كان مصدره، مع احترام المقدسات وما يعتبر رمزاً دينياً عند جميع الطوائف الدينية. كما دعا الجميع إلى الابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان، واحترام دساتير الدول والنظم القانونية المنظمة للشأن العام.
ودعا المجلس إلى أهمية تفعيل القوانين والتشريعات الخاصة بالحد من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطاب الكراهية والتطرف العنيف، وأشار إلى ضرورة تفعيل ما جاء في «إعلان أبوظبي لتجريم الإرهاب الإلكتروني» في عام 2017. وأكد ضرورة تحصين المجتمعات المسلمة في بلدانها من خطر تفشي الفكر الديني المتطرف، ونشر مبادئ الاعتدال والتسامح والمحبة وترسيخ الانتماء للوطن واحترام القانون والحوار والتعايش مع الأديان والثقافات الأخرى.

تونس تحقق في تدوينة  نائب بـ«شبهة الإرهاب»
قال المتحدث باسم المحكمة الابتدائية في تونس محسن الدالي أمس، إن النيابة العامة تعهدت بالنظر في تدوينة النائب راشد الخياري لاحتمال تضمنها ما وصفه بـ«تمجيد» للعملية الإرهابية التي استهدفت مدرس بإحدى ضواحي باريس. وأوضح أن النيابة ستحقق في التدوينة التي نشرت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، على أنها جريمة إرهابية، طبقا للقانون التونسي لمكافحة الإرهاب، لما قد تشكله من تمجيد وإشادة بتلك العملية الإرهابية. وأضاف أن النيابة باشرت الأبحاث والتحريات اللازمة في الموضوع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©