الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأزهر يدعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين

كلمة الرئيس المصري خلال احتفال المولد النبوي الشريف (من المصدر)
29 أكتوبر 2020 01:35

أحمد شعبان (القاهرة)

دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أمس، المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات والاحترام الكامل المتبادل.
وقال الطيب في كلمته بمناسبة ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بمشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: إن «العالم الإسلامي ومؤسساته الدينية وفي مقدمتها الأزهر الشريف قد سارع إلى إدانة حادث القتل البغيض للمدرس الفرنسي في باريس وهو حادث مؤسف ومؤلم». كما دعا الطيب المسلمين في الدول الغربية إلى الاندماج الإيجابي الواعي في هذه المجتمعات والذي يحفظ عليهم هوياتهم الدينية والثقافية ويحول دون انجرارهم وراء أي استفزازات.
وحث المواطنين المسلمين على أن يتقيدوا بالتزام الطرق السلمية والقانونية والعقلانية في التصدي لأي خطاب للكراهية وفي الحصول على حقوقهم المشروعة اقتداء بأخلاق نبيهم الكريم.
وأعلن الطيب عن إطلاق الأزهر الشريف منصة عالمية للتعريف بنبي الرحمة ورسول الإنسانية، صلى الله عليه وسلم، يقوم على تشغيلها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف وبالعديد من لغات العالم وكذلك تخصيص مسابقة علمية عالمية عن أخلاق النبي محمد وإسهاماته الكبرى التاريخية في مسيرة الحب والخير والسلام.
بدوره، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن «مكانة سيد الخلق النبي العظيم في قلوب ووجدان المسلمين في كل أنحاء العالم لا يمكن أن يمسها قول أو فعل». وشدد السيسي في كلمته خلال الاحتفال على الرفض القاطع لأي أعمال عنف أو إرهاب تصدر من أي طرف تحت شعار الدفاع عن الدين أو الرموز الدينية المقدسة.
وقال: إن «رسالة الإسلام التي تلقيناها من الرسول الكريم جاءت انتصاراً لحرية الإيمان والاختيار والاعتقاد والفكر، إلا أن تلك الحريات لم تأت مطلقة حتى لا تحولها أهواء النفس البشرية إلى فوضى تبيح التخريب والتدمير». وأكد أن تلك الحريات ينبغي أن تقف عند حدود حريات الآخرين ولا تخرج عن المنظومة المحكمة التي خلق الله الكون في إطارها مبيناً أن «تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين بل إنه محرم ومجرم ولا يتعدى كونه أداة لتحقيق مصالح ضيقة ومآرب شخصية». وأضاف أن «التطرف لا يمكن قصره على دين بعينه ففي جميع الديانات وبكل أسف يوجد المتطرفون الذين يسعون لإذكاء روح الفتنة وإشعال نار الغضب والكراهية، وهي الأفكار التي لا تسفر إلا عن تغذية خطاب التناحر والحض على التباعد والفرقة».
وقال: إن «الاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق ونبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم، يستدعي كل معاني الرحمة في ديننا الحنيف ويذكرنا بأن شريعة الإسلام السمحة قد قامت على البناء لا الهدم». وأوضح أن مقاصد الأديان قائمة على تحقيق مصالح البلاد ومنفعة العباد من خلال السماحة واليسر وليس التطرف والتشدد والعسر.
وذكر أن «قضية الوعي الرشيد وفهم صحيح الدين ستظل من أولويات المرحلة الراهنة في مواجهة أهل الشر الذين يحرفون معاني النصوص ويخرجونها من سياقها ويفسرونها وفق أهدافهم أو يعتمدون على تفسيرات خاطئة لها». وأشار في هذا الصدد إلى أهمية الاستمرار في المهمة والمسؤولية الثقيلة التي يقوم بها علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتصويبها لحماية المجتمع والدولة من مخططات التخريب، وليدرك العالم أجمع سماحة الدين الإسلامي العظيم الذي يتأسس على الرحمة والتسامح والتعايش السلمي بين الناس جميعا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©