الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سياسات ترامب تلاحق «تقارب» بايدن مع أوروبا

سياسات ترامب تلاحق «تقارب» بايدن مع أوروبا
27 نوفمبر 2020 01:38

دينا محمود (لندن)

ربما يتعين على القادة الأوروبيين توخي الحذر من المبالغة في الاعتقاد أن وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض يعني تبدد كل الغيوم التي لبدت سماء العلاقة عبر الأطلسي، خلال سنوات حكم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، في ضوء أن أثر السياسات التي اتخذتها واشنطن في السنوات الأربع الماضية، لن يختفي بين عشية وضحاها، وأن الديمقراطيين لن يكونوا مطلقي اليد تماماً في حكم الولايات المتحدة، في الفترة المقبلة. 
فأكثر من 70 مليون أميركي صوتوا لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كما أن الحزب الجمهوري قد يسيطر على مجلس الشيوخ المقبل، وهو ما يجعل قرارات بايدن، وكثير منها ذات صلة بالسياسة الخارجية، رهناً بالتوافق مع خصومه السياسيين الجمهوريين، حسبما يؤكد المحلل السياسي المخضرم بوروت جيارجيك، في تصريحات نشرتها شبكة «إيه يو آر آكتيف» المتخصصة في الشؤون الأوروبية.
ويقول جيارجيك: إن عدم إبداء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين «أي علامة حسن نية حتى هذه اللحظة تجاه بايدن يبعث برسالة واضحة إلى أوروبا، مفادها أن ترامب ربما يكون قد رحل، لكن توجهاته «الشعبوية»، ما تزال باقية، بل وفي حالة جيدة كذلك». 
 ويعني ذلك، وفقا للمحلل البارز، أن «السنوات الأربع المقبلة، لن تكون نزهة بالنسبة للرئيس الأميركي المنتخب، على صعيد إصلاح الأضرار التي لحقت بالعلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بسبب سياسات ترامب».
ويعتبر جيارجيك، وهو مؤسس برنامج «ترانس كاسبيان» البحثي الذي يركز على العلاقة بين جانبيْ المحيط الأطلسي، أنه رغم أن «اختيار بايدن لـ(أنتوني بلينكن) وزيراً لخارجيته يمثل إشارة قوية تفيد بأن إقامة علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي تمثل أولوية بالنسبة للإدارة الديمقراطية المقبلة، فإن ذلك لا يشكل سوى بداية». 
ففي ظل الانقسامات السياسية القائمة على الساحة الداخلية في الولايات المتحدة، لن يتسنى لـ«بايدن» التراجع عن بعض قرارات الرئيس الجمهوري الموشك على مغادرة البيت الأبيض، من دون دعم أعضاء الكونجرس «الذي يفتقر الرئيس المنتخب، للسيطرة على مجلس الشيوخ فيه، حتى الآن على الأقل».
ويعكس ذلك، كما يقول جيارجيك، حقيقة أن «خروج ترامب من المشهد، لا ينفي أن إرثه وسياساته ستبقى، وستلاحق كذلك المؤسسة السياسية في الولايات المتحدة لعقود مقبلة، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة، لكل الحريصين على إصلاح العلاقة بين واشنطن وبروكسل».
ويزيد من تعقيد هذه المشكلة، أن بايدن رغم انتصاره «لم يحقق في الانتخابات ذاك الفوز الساحق، الذي كان يأمل فيه الكثيرون، كما أن دعواته المستمرة لمواطنيه لتوحيد الصفوف لا تلقى آذاناً صاغية، فعشرات الملايين الذين صوّتوا لصالح غريمه الجمهوري، يشعرون بالمرارة حيال خسارته الاقتراع، تماماً مثل ترامب نفسه، الذي يحشد القاعدة الانتخابية المؤيدة له من الآن، لمعارضة الرئيس المقبل وعرقلة خطواته، وتقويض سياساته، اعتباراً من اللحظة التي سيتولى فيها منصبه» في العشرين من يناير المقبل. 
 لذا، فرغم أنه «سيكون من المنطقي أن يتعاون الاتحاد الأوروبي مع إدارة بايدن، في المجالات التي تتداخل فيها مصالحهما الاستراتيجية، لكن على بروكسل أن تكون قادرة على التصرف بمفردها أحياناً، والاضطلاع بدور قيادي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©