الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

2020.. الجائحة تختبر الإنسانية في عام السلام

2020.. الجائحة تختبر الإنسانية في عام السلام
31 ديسمبر 2020 01:42

عبدالله أبو ضيف، أحمد شعبان، شعبان بلال، أحمد عاطف (القاهرة)

شهد عام 2020، بالطبع، أحداثاً حافلة ومحورية بسبب جائحة «كورونا»، التي خيمت على العالم، وشهدت أيضاً إنجازات علمية غير مسبوقة بتطوير لقاحات عدة للوقاية من الفيروس. وأبت «العشرية الثانية» من القرن الحادي والعشرين الانتهاء قبل إخضاع الإنسانية لاختبار الوباء الذي أثر على الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية، وأدى إلى عزل نصف سكان العالم.  
وعلى الرغم من ذلك، حمل العام معه ملامح مرحلة سياسية جديدة عنوانها: «التغيير» و«تعديل المسار» على الصعد الإقليمية والعالمية، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، إذ خطت دولة الإمارات خطوة جريئة وتاريخية نحو مستقبل أفضل للمنطقة، بإبرام «معاهدة السلام» مع إسرائيل، إيذاناً بانطلاق «قطار السلام» في المنطقة، الذي مرّ بالبحرين والسودان والمغرب، وسط آمال بالمرور بدول أخرى، وصولاً إلى دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة. 
وفيما يلي أبرز الأحداث التي هيمنت على العالم خلال عام 2020، بين أزمات اختبرت صلابة المجتمعات، وإنجازات تبشر بعام جديد يطوي فيه العالم صفحة الوباء، ويسعى لمواجهة ما نتج عنه من تحديات. 

83 مليون إصابة.. و10 لقاحات
أصاب وباء كورونا المستجد منذ ظهوره في الصين، في أواخر ديسمبر الماضي، نحو 83 مليون شخص، تعافى نصفهم تقريباً، وأودى بحياة زهاء 1.8 مليون آخرين، في أنحاء العالم. 
وحلت الولايات المتحدة في صدارة الدول المتضررة من الجائحة، تلتها كل من الهند والبرازيل وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وتركيا، على صعيد الإصابات. 
وعلى رغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الناجمة عن الوباء، إلا هذه الضغوط ساعدت في الوقت ذاته في تسريع وتيرة إنجازات علمية ما كانت لتتحقق في الغالب من دون تلك الظروف.
وأضحت الآن نحو 10 لقاحات تتصدر محاولة العالم للقضاء على جائحة القرن الـ21 الصحية الأكبر فيروس كورونا المستجد، حيث بدأ كثير من دول العالم الاستخدام الطارئ للقاحات التي أثبتت فاعلية وأمان على مستوى العالم.

وتنقسم قارات العالم ما بين اللقاحات العشر، حيث استهلت القارة الأوروبية تطعيم مواطنيها بلقاح «فايزر - بيونتك» الذي تنتجه الشركة الأميركية، بالتعاون مع نظيرتها الألمانية، والذي أثبت فاعلية تصل إلى 95 في المئة، في المقابل أجازت هيئة الغذاء والدواء الأميركية اللقاح نفسه في البداية، قبل أن تسمح للمنافس الأكبر لقاح «موديرنا» المصنع في الولايات المتحدة بالاستخدام الطارئ.
وفي المقابل، تستخدم أميركا الجنوبية لقاحي الصين الأكثر استخداماً على مستوى العالم، حيث أجازت استخدام لقاح «سينوفارم»، والذي وصلت فاعليته لنحو 86 في المئة، إلى جانب اللقاح الصيني «سينوفاك».
ويأتي تالياً لقاح «أسترازينيكا» المطور من جامعة إكسفورد البريطانية، حيث كشفت الشركة عن وصول نسبة الفاعلية بعد مراحل التجارب السريرية الثلاث إلى 70 في المئة في المتوسط. وأكدت شركة «فايزر» توافر ما يكفي لتحصين 25 مليون شخص في 2020، فيما أنتجت «موديرنا» ما يكفي لـ10 ملايين، ولدى «أسترازينيكا» أكثر من 100 مليون جرعة.
وفي هذا السياق، قال الاستشاري في منظمة الصحة العالمية الدكتور أمجد الخولي: إن اعتماد اللقاحات من قبل «منظمة الصحة العالمية» يتطلب الحصول على جميع الدلائل العلمية الموثقة حول التجارب السريرية.

حج استثنائي في زمن الوباء
اعتبر الكثير من المراقبين والخبراء، أن إدارة المملكة العربية السعودية لمواسم الحج والعمرة خلال جائحة كورونا المستجد «كوفيد- 19» كانت أصعب مهمة أمنية ربما في العالم خلال 2020، مؤكدين أنها قدمت نموذجاً رائداً وعالمياً في وضع خطة لاحتواء ومعالجة الأزمة والحد من انتشارها.  ولفت خبراء الأزمات والإدارة إلى أن الخطورة هي أنها كانت بقعة صغيرة تضم أكثر من ثلاثة ملايين إنسان في الحج ما بين حجاج وقائمين على خدمة أولئك سابقاً، كما كان يجتمع في رمضان، وبمكة وحدها، أكثر من مليوني إنسان في مواسم العمرة، موضحين أنها عبرت تلك الأزمة وبرهنت كفاءة مؤسساتها الحكومية وإداراتها باقتدار للأزمة.

وقال خالد المجرشي المحلل السياسي السعودي لـ«الاتحاد»: إن السعودية خاضت تجربتها هذا العام بثبات وثقة من خلال تطبيق البروتوكولات الاحترازية، التي تضمن سلامة وصحة الحجاج بتحديد عدد الحجاج بنحو 10 آلاف سعودي ومقيم.  وكثفت أعمال التطهير والتعطير بالمسجد الحرام وساحاته، حيث جندت 180 موظفاً يشرفون على أكثر من 4000 عامل وعاملة، موزعين على 3 ورديات على مدار الـ24 ساعة، ليتم غسل المسجد الحرام ومرافقه 10 مرات يومياً.

«اتفاق جوبا».. إنجاز سوداني
قدّم «اتفاق السلام» الموقع في عاصمة جنوب السودان جوبا، بين الأطراف السودانية، أملاً جديداً للشعب السوداني خلال عام 2020 في تحقيق الأمن والاستقرار المرجوين بعد سنوات طويلة من الحرب والصراع كانت لها تأثيراتها الكبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هناك.  وشهدت جوبا عاصمة جنوب السودان، في أغسطس 2020، توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعددٍ من الحركات المسلحة، لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والتي أدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف، وذلك بمشاركة العديد من الرعاة وأبرزهم دولة الإمارات.

وأكد السفير علي حفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون الإفريقية، أن الجميع مدرك أن ما تم تحقيقه من اتفاق سلام وإنجاز كبير داخل السودان، وفي دول الجوار، وعلى المستويين الإقليمي والدولي، موضحاً أن يجب البناء على ما تم في هذا الإطار وأن تشمل المرحلة المقبلة الجميع. كما شهد 2020، رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام جذب السودان للاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتحويلات العاملين بالخارج، والانفتاح على دول العالم، ومن ثم انتعاش اقتصادي للخروج من أزمات خنقت الدولة لفترة طويلة. 

عُمان.. عهد جديد
مثل عام 2020 محطة مهمة وعلامة بارزة في تاريخ سلطنة عُمان التي دشنت بداية عهد جديد، بعدما أدى السلطان هيثم بن طارق، اليمين الدستورية أمام مجلس عُمان، حيث نصت وصية السلطان الراحل قابوس بن سعيد على تسميته سلطاناً جديداً للبلاد، وهو الاختيار الذي حظي بمباركة وتأييد من العُمانيين، حيث يعتبر السلطان هيثم من أبرز الكفاءات على الساحة السياسية والتنفيذية، وسبق أن ترأس اللجنة الرئيسية لرؤية «عُمان 2040». وطوى عام 2020 صفحة مشرقة ومشرفة في تاريخ سلطنة عُمان، برحيل مؤسس نهضتها الحديثة، السلطان قابوس بن سعيد «طيب الله ثراه» في 10 يناير من العام نفسه، بعدما قضى 50 عاماً في حكم السلطنة، حقق خلالها العديد من الإنجازات على المستويات كافة.

وبوصول السلطان هيثم بن طارق إلى سدة الحكم، دشّنت السلطنة الانطلاقة التنموية الثانية في تاريخها الحديث، حيث تعهد السلطان الجديد في خطابه الأول الذي ألقاه في 11 يناير2020 بالحفاظ على ما أنجزه السلطان قابوس، والبناء عليه، والعمل من أجل رفعة السلطنة، والسير قدماً نحو الارتقاء إلى حياة أفضل.
وفي أواخر فبراير 2020، جاء الخطاب الثاني الذي ألقاه السلطان هيثم بن طارق بعد انقضاء الأربعين يوماً حداداً على وفاة السلطان قابوس، ليجدد عزمه على المضي قدماً نحو عهد تنموي جديد من خلال تحديث مسيرة العمل الوطني، وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة. وفي الثالث من مارس 2020، ترأس السلطان هيثم بن طارق اجتماع مجلس الوزراء العُماني، ووجه بإنشاء صندوق الأمان الوظيفي، واعتبر 2020 عاماً لتهيئة العمل على تنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، التي تضع السلطنة في مصاف الدول المتقدمة.

الكويت.. عام التغيير
شهدت الساحة الكويتية خلال 2020، تغيرات جذرية، أبرزها التطورات التي طالت نظام الحكم. وجاءت أبرز التغيرات والتطورات التي شهدتها الساحة الكويتية في النصف الثاني من عام 2020، حيث أدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي أميراً جديداً للبلاد في الثلاثين من سبتمبر، وألقى أول خطاب للشعب الكويتي، تعهد فيه بالعمل على مواجهة التحديات بوحدة الصف، والحفاظ على أمن واستقرار بلاده. 
وبتولي الشيخ نواف الأحمد مقاليد الحكم، دشنت الكويت بداية حقبة جديدة يسعى خلالها الأمير الجديد إلى مواصلة مسيرة التنمية الشاملة، مزوداً بخبراته القيادية السابقة، سواء في منصب ولي العهد منذ فبراير 2006، أو في المواقع الوزارية، التي سبق أن تقلدها، حيث عُين وزيراً للداخلية في 1978، ووزيراً للدفاع في 1988، وعاد مرة أخرى وزيراً للداخلية في 2003.

وكتب عام 2020 مشهد النهاية لمسيرة مشرفة برحيل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح «طيب الله ثراه»، في 29 سبتمبر الماضي، تاركاً خلفه إرثاً عظيماً لعمل جاد في خدمة الوطن استمر لنحو 70 عاماً، سواء وزيراً لإرشاد والأنباء، أو وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً، أو رئيساً للوزراء لمدة 5 سنوات، أو أميراً للبلاد لما يقرب من 15 عاماً، منذ توليه الحكم في 29 يناير من 2006.
كما مثّلت الانتخابات البرلمانية الثامنة عشرة في تاريخ الكويت التي أجريت في 5 ديسمبر 2020 لاختيار أعضاء مجلس الأمة، إحدى أبرز أوجه التغيرات والتطورات التي شهدتها الساحة الكويتية في 2020. وفي 17 ديسمبر 2020، صدر مرسوم بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ صباح الخالد الصباح، ضمت ثلاثة عناصر نسائية، ووزراء جدد للداخلية والدفاع والخارجية والمالية. 

بايدن رئيساً لأميركا
كانت الانتخابات الأميركية، التي أجريت في الثالث من نوفمبر الماضي، أحد أبرز مشاهد 2020، الذي تابعها العالم، وفيه واجه الأميركيون لأول مرة في تاريخهم خلاف على السُلطة بين رئيس يرفض بعناد الإقرار بهزيمته، ورئيس فائز بأكبر عدد من أصوات الناخبين في تاريخ البلاد.
وبالتأكيد أصبح جو بايدن، صاحب الـ77 عاماً، الرئيس الـ46 وأكبر الرؤساء سناً في تاريخ الولايات المتحدة.
وكان السباق إلى البيت الأبيض واحداً من أكثر السباقات الانتخابية إثارة للفرقة والانقسام مُنذ عدة عُقود في أميركا.

لكن الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، توقع أن يجري تسليم وتسلم السلطة من ترامب إلى بايدن من دون أي أزمة، بعيداً عن كل ما يقال في وسائل الإعلام.
واعتبر فهمي أن ظاهرة ترامب كانت لابد أن تنتهي، وعزز ذلك أزمة «كورونا» وانتشارها بشكل مخيف في أميركا، موضحاً أن الأمر لم يكن مفاجئاً على الصعيد السياسي.

«الاتفاقيات الإبراهيمية».. خطوة تاريخية
أتاحت اتفاقيات السلام بين الدول العربية، التي بدأتها دولة الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل في منتصف سبتمبر الماضي، الفرصة مرة أخرى أمام الشعب الفلسطيني لتحقيق حلمه بدولة مستقلة، مع وقف خطط الضم الإسرائيلية، وفتح الباب أمام مفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بعد سنوات من الجمود. 
وشهدت عام 2020 توقيع اتفاقيات سلام بين 4 دول عربية، وهي الإمارات، تلتها البحرين والسودان والمغرب مع إسرائيل لتبدأ علاقات دبلوماسية واقتصادية وتجارية كاملة، في إطار محاولات حل القضية الفلسطينية، حسبما ذكر باحثون في الشأن الإسرائيلي.  وقال عماد جاد، الباحث في الشأن الإسرائيلي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، لـ«الاتحاد»: إن الإمارات اتخذت الخطوة الأولى التي كانت لها دور كبير في تشجيع بقية الدول، موضحاً أن هذه الخطوة شجاعة، ولا تعني التخلي عن القضية الفلسطينية، بل خدمتها، إذ نجحت في تجميد خطط الضم وأتاحت الفرصة للجانب الفلسطيني لخوض مفاوضات مع إسرائيل، مضيفاً: إن تلك الخطوات تؤكد انتهاء زمن الاتجار بالقضية الفلسطينية.

واتفق الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حول أن معاهدات السلام التي وقعتها الإمارات والبحرين والسودان والمغرب مع إسرائيل، تعتبر مرحلة حاسمة مثلت علاقات أكثر رشداً في المنطقة، في ضوء التهديدات والمخاطر المشتركة التي تواجه ليس فقط الدول التي أبرمت تلك المعاهدات، وإنما الدول التي لم توقع أيضاً.
وتوقع فهمي أن يشهد عام 2021 تنفيذاً حقيقياً لمعاهدات السلام، وهو ما سيؤدي لرؤية أشمل لعلاقات عربية دولية، بما ينعكس إيجاباً على أمن واستقرار المنطقة.

العراق.. ترقب للانتخابات
أحداث كبيرة شهدها العراق خلال عام 2020، هيمن عليها استهداف مصالح أميركية في العراق من قبل الميليشيات الموالية لإيران، ومواصلة الطائرات الأميركية قصف موقع هذه الميليشيات، وهو ما كان له تداعياته على الأوضاع السياسية والاقتصادية في العراق، من احتجاجات وتظاهرات واغتيالات سياسية، خلفت كثيراً من الضحايا. وبعد أشهر من المحاولات الفاشلة للقوى السياسية للاتفاق على شغل منصب رئيس الوزراء، نالت الحكومة التي شكلها مصطفى الكاظمي في شهر مايو 2020، ثقة البرلمان العراقي، ونجحت بحزم في ملف وحيد، وهو تحديد موعد مُبكر لإجراء الانتخابات العامة في البلاد ليكون في يونيو 2021.

ويعاني العراق الفساد، حيث حذر الكاظمي من مرحلة الانهيار ما لم يتم اتخاذ إجراءات قوية لمحاربة الفساد وبشكل خاص المرتبط بالسلطة. وقال الدكتور عبد الكريم الوزان، الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي لـ«الاتحاد»: إن عام 2020 هو عام سيئ على العراق كما هو عام سيئ للعالم بسبب فيروس كورونا، موضحاً أن العراق يعاني ليس فقط الفيروس، ولكن يعاني أوضاعاً صعبة بسبب الصراع الأميركي والإيراني وتحكم الدولة العميقة بمقدرات الدولة، وهي الميليشيات والأحزاب التي تعمل لخدمة أجندات أجنبية. 
وأعرب عن أمله أن يحمل عام 2021 الخير، خصوصاً الانتخابات التي يتمنى الشعب العراقي أن يكون عليها إشراف دولي وعربي، وأن تكون حرة ونزيهة.

أزمات لبنان 
بدا مقدراً لعام 2020 في بدايته أن يكون امتداداً لانتفاضة 17 أكتوبر عام 2019، وأن يشهد بعض ثمار هذه الانتفاضة وفي مقدمتها تجاوز العصبيات الطائفية والمذهبية، والسير باتجاه انتخابات برلمانية مبكرة، وأن يكون فترة انتقالية لخلاص لبنان من تحالف الفساد وميليشيات السلاح غير الشرعي، لكن محللين سياسيين اعتبروا أن جائحة «كورونا» لجمت التحرك الشعبي العارم، إضافة إلى مداخلات وممارسات حزبية وطائفية وتدخلات إقليمية ودولية أسهمت أيضاً في تحويل المسار.  وأكد المحللون لـ«الاتحاد»، أن ما حدث في 2020 شكّل فرصة للطبقة الفاسدة للالتفاف على مطالب اللبنانيين، بعدما أمعنت في إفقارهم. وتحول 55 في المئة من الشعب إلى ما دون خط الفقر.

من جانبه، قال المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز: إن لبنان يدخل إلى 2021 ليقف أمام خيارين: فإما أن تنحسر سطوة الطبقة الحاكمة وتتراجع عن دورها الفاسد لحساب حكومة من اختصاصيين غير حزبيين يتولون إصلاح القضاء ومواجهة الفساد في الإدارة والمال العام ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية، أو أن يضطر المجتمع الدولي إلى التدخل في لبنان تحت غطاء البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة الخاص بإنقاذ الشعوب بعد سقوط دولها وأنظمتها الحاكم، وهذان الخياران سيحل موعد استحقاقهما، حسب التوقعات، قبل حلول الصيف المقبل. وشهد عام 2020، أحداثاً كارثية وصعبة في لبنان، إضافة إلى فيروس كورونا، أبرزها انهيار قيمة الليرة، ليتراجع سعر الصرف من 1500 للدولار إلى 8500 ليرة.لكن انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، الذي صنّف بالأكبر عالمياً، كان له وقع الصدمة على العالم بأثره، إذ دمر أكثر من نصف العاصمة اللبنانية، وأدى إلى سقوط أكثر من 200 قتيل و6 آلاف جريح، فيما قدر البنك الدولي الخسائر الاقتصادية الناتجة عنه بما بين 6.7 و8.1 مليارات دولار.

ليبيا.. وقف إطلاق النار
شهدت ليبيا خلال عام 2020 تطورات على الصعيدين السياسي والعسكري تسببت في حالة جمود بسبب التدخلات الخارجية، لكن العام شهد أيضاً نقاطاً إيجابية تمثلت في توقيع الأطراف المتحاربة اتفاقاً لوقف إطلاق النار لا يزال صامداً بدعم إقليمي ودولي. وأقدمت تركيا في مطلع 2020 على التدخل المباشر في المشهد الليبي وأرسلت أسلحة ومرتزقة وميليشيات إلى طرابلس، بذريعة دعم حكومة «الوفاق». وعقب إقدام تركيا على الانتشار عسكرياً في ليبيا، هددت مصر بالتدخل أيضاً بسبب التدخلات الخارجية، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تهديد مباشر للأمن القومي المصري والليبي.

ووسط تحركات أممية ودولية مكثفة، وقع طرفا النزاع في ليبيا في أكتوبر الماضي اتفاقاً لوقف كامل لإطلاق النار في ليبيا، وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية في مدة 90 يوماً، وإعادة الوحدات العسكرية لمعسكراتها بالتزامن مع خروج المرتزقة.
وشهدت نهاية عام 2020 اتفاق ملتقى الحوار السياسي الليبي المنعقد في تونس برعاية الأمم المتحدة على عقد الانتخابات في ديسمبر 2021.

اليمن.. حكومة وحدة
ضوء في نهاية النفق، أو في نهاية عام 2020 داخل اليمن بعد سنوات من الفرقة، أضاءه كالعادة «التحالف العربي» بقيادة دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، حيث أدت الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة، معين عبدالملك، اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض.

وتمكن التحالف العربي عن طريق «اتفاق الرياض» التاريخي، من إعلان الحكومة التي تتكون مناصفة بين الشمال والجنوب، و24 وزيراً من دون أن يكون منهم أي وزير مشارك أو منخرط في أي أعمال قتالية أو تحريضية، وتشرف عليها قيادة التحالف العربي.
وينص الاتفاق على توحيد القوات العسكرية التابعة للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، وضمها لوزارة الدفاع، وهو الأمر الذي أشاد به مسؤولون دوليون على رأسهم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفث، مرحباً بالتطورات الإيجابية في تنفيذ اتفاق الرياض، بما في ذلك تشكيل الحكومة الجديدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©