الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صحوة أوروبية ضد خطر «الإخوان» الإرهابي

صحوة أوروبية ضد خطر «الإخوان» الإرهابي
15 يناير 2021 00:06

شعبان بلال وأحمد عاطف (القاهرة) 

زادت مخاوف الدول الأوروبية، خلال الأشهر الأخيرة، من خطر تنظيم «الإخوان» الإرهابي، وهو ما ظهر واضحاً في ملاحقة السلطات السويسرية لقيادات «التنظيم» بسبب ممارساتهم المشبوهة. 
وبدأت السلطات السويسرية في مكافحة «الإخوان» على أراضيها، بعد حملات مشابهة في كل من فرنسا والنمسا وألمانيا، وهو ما يضيق الخناق على «التنظيم»، بصورة تهدد وجوده في الدول الأوروبية. 
وقال خبراء ومحللون سياسيون: «إن الخطوات الأوروبية لمواجهة الإخوان جاءت متأخرة، وبعد شعورها بخطره الكبير»، مشددين على أن عدم وجود استراتيجية أوروبية مشتركة للمواجهة يعرض هذه الدول لمخاطر عديدة، وعلى رأسها الإرهاب. 
وقال منير أديب، الباحث المصري في شؤون الحركات الأصولية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي: «إن أوروبا الآن بدأت تستيقظ، فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات المتطرفة، وخصوصاً الإخوان»، مؤكداً أن تحركات النمسا مهمة لمواجهة الإرهاب، وإن جاءت متأخرة بعد رصد مخاطر «الإخوان» على أراضيها. 
وأضاف لـ«الاتحاد»: «إذا أرادت أي دولة مواجهة الإرهاب بمفهومه الشامل، فلا بد من مواجهة الحركة الأم والتنظيم الأكبر لباقي التنظيمات الأخرى وهو تنظيم الإخوان»، مشدداً على ضرورة وجود مواجهة أوروبية شاملة من خلال الاتحاد الأوروبي والشرطة الأوروبية التي تمثل قوة رادعة. 
وحذر الباحث المصري من التراخي في مواجهة «الإخوان»، لافتاً إلى وجود ضغوط سياسية وشعبية كبيرة على الحكومة السويسرية حالياً، من أجل اتخاذ خطوات جريئة ضد «الإخوان».
ومن جانبه، قال أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة: «إننا أمام يقظة متأخرة من الغرب عموماً تجاه الخطر الذي تشكله القوى الفاعلة من غير الدول على الدولة الوطنية، ولاسيما الجماعات التي تريد تدمير صيغة تلك الدولة القائمة على المواطنة لحساب أوهامها». 
وأوضح لـ«الاتحاد» أن هذه الدول شعرت بتهديد لبنية مجتمعها وتجانسه يمثله «الإخوان»، متوقعاً أنه مع تكشف المزيد من مخططات التنظيم في الغرب، فسيشتد الخناق عليه وعلى أنشطته. 
ويتملك تنظيم «الإخوان» شبكة متشعبة تضم مئات المؤسسات وآلاف القيادات في القارة الأوروبية، وتُصنّف في معظم دول القارة، وخاصة ألمانيا، على أنها «معادية للديمقراطية والدستور»، وسط مطالبات شعبية وحزبية بحظرها.
واتفق الباحث المصري في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، حول أن الإجراءات التي تتخذها بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها سويسرا، تجاه «الإخوان» تأتي بعد أن شعرت حكومات تلك الدول أن مجتمعاتها باتت مهددة.
وأضاف فاروق لـ«الاتحاد» أن دوائر صنع القرار الأوروبي أدركت أن «الإخوان» استغل هامش الحريات في تشكيل مؤسسات ومراكز إسلامية للسيطرة على المجتمعات الغربية وتغيير هويتها، بما يتوافق مع المرجعية «الإخوانية» المتطرفة، التي انطلقت منها أدبيات السلفية الجهادية، وهناك عشرات الوثائق والمخططات، عُثر عليها في أوكار التنظيم، كشفت عّن محاولات اختراق الغرب بوسائل متعددة.
وأشار فاروق إلى سيطرة التنظيم على كعكة أموال الصدقات والتبرعات، وتأسيس كيانات اقتصادية ضخمة تم بنائها على مدار سنوات طويلة، وبناء مدارس ومراكز معنية بشؤون هذه الجاليات، وأوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضاً، فضلاً عن تمكن هذه الجماعات من مخاطبة العقل الجمعي للمجتمعات العربية والغربية من خلال مؤسسات إعلامية ظلامية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©