الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السيول تغرق 62 مخيماً في إدلب وحلب

مخيم نازحين أغرقته السيول في قرية بإدلب قرب الحدود التركية (أ ف ب)
20 يناير 2021 01:26

دمشق (وكالات)

أغرقت السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة المستمرة منذ 3 أيام، مخيمات النازحين المكتظة في إدلب ومحيطها شمال غرب سوريا، وحولتها إلى مستنقعات ضخمة، متسبّبة بمصرع طفل على الأقل وتشريد عشرات الآلاف من خيمهم، وسط تحذير الأمم المتحدة من ظروف مأساوية، وتأكيدها أن تدهور الأحوال الجوية قد يزيد الأوضاع سوءاً مع تساقط الثلوج وانخفاض الحرارة إلى ما دون ثلاث درجات مئوية في الأيام المقبلة.
وتؤوي مناطق إدلب ومحيطها الخاضعة لفصائل معارضة نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من النازحين الموزعين على أكثر من ألف مخيم على طول الحدود مع تركيا. وكتب نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس: «تضرّر الآلاف في شمال غرب سوريا بشدّة بسبب الأمطار والرياح العاتية التي دمرت أو خرّبت مئات الخيم».
وأفادت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» في بيان عن مصرع طفل في السادسة من عمره ونزوح أكثر من عشرين ألف طفل جراء الفيضانات، وقالت إن أكثر من 41 ألف شخص تشردوا بالعاصفة التي ألحقت أضراراً أو دماراً بـ62 مخيماً و2500 خيمة على الأقل، وتحديداً في شمال إدلب وغرب حلب. وقالت إيميلي ويت من المنظمة لـ«فرانس برس» إن الطفل كان داخل خيمته أثناء تساقط أمطار غزيرة فانهارت الخيمة فوقه، من دون أن يتمكن أحد من إنقاذه.
وشرّدت العاصفة المستمرة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا إلى المدارس والمساجد، وفق المنظمة فيما أُجبر آخرون على النوم في الهواء الطلق في ظل درجات حرارة أقل من الصفر. ودعت مديرة الاستجابة الخاصة بسوريا في منظمة «سايف ذي تشيلدرن» سونيا خوش إلى الإسراع بتوسيع جهود الإغاثة للأطفال والأسر في المناطق المتضررة، مشددة على وجوب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود بشكل عاجل.
وعمل نازحون على انتشال مقتنياتهم المبللة من سجاد وأغطية وأوان منزلية، بينما انهمكت نساء في إخراج المياه من الخيم بوسائل تقليدية. وقال أبو قاسم، وهو أب لثمانية أطفال، «دخلت المياه إلى الخيم والناس تقف على أقدامها منذ ثلاثة أيام». وقال النازح محمود العليوي (24 عاماً) الذي يعيش مع عائلته المؤلفة من 10 أشخاص في مخيم الحاسوب في بلدة معرة مصرين: «لا كلمات تعبّر عن المعاناة التي نعيشها. نحن منذ أيام غارقون في المياه.. المخيم بات عبارة عن بحيرة كبيرة حوصرت فيها الخيم وسكانها».
من جهة ثانية، وفي مدينة المالكية شمال شرق سوريا، يتهافت رجال ونساء وأطفال فور وصول أي شاحنة إلى مكبّ للنفايات، حيث يبحثون عن عبوات بلاستيكية لبيعها وثياب لارتدائها أو حتى بقايا طعام يسدّون بها جوعهم. بينما يخرق هدير آلات استخراج النفط التقليدية الصمت السائد في المكان، ويجري العمل على قدم وساق في واحد من حقول النفط المتعددة التي تُعرف بها محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية.
بين الحين والآخر، تمرّ دوريات عسكرية تابعة للتحالف الدولي على الطريق الإسفلتي الفاصل بين مكب النفايات وحقل النفط. وفي المكب، تبحث امرأة عجوز تلف نفسها بشال من الصوف يقيها البرد بين أكوام النفايات المحترقة علها تجد ما يُمكن إنقاذه. وتجمع امرأة أخرى بقايا أرغفة خبز في كيس من القماش المهترئ علّقته على خاصرتها، وتتناول ثالثة من على الأرض ما تبقى في كيس معكرونة. 
يبتسم طفل وكأنه حقق انتصاراً بعدما وجد بنطال جينز، بينما يجد أحدهم حذاء أسود اللون في علبة. وتستعين فتاة صغيرة بعصا حديدية خلال بحثها عن عبوات مشروبات غازية تضعها في كيس تحمله على كتفها. وتشهد سوريا منذ بدء النزاع عام 2011 أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية التي تترافق مع انهيار قياس في قيمة الليرة وتآكل القدرة الشرائية للسوريين الذين بات الجزء الأكبر منهم تحت خط الفقر. وتضاعفت أسعار المواد الغذائية ثلاث مرات في وقت يعاني فيه نحو 9.3 ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©