عدد اليوم
حسن الورفلي، وكالات (أبوظبي، بنغازي)
باركت دولة الإمارات العربية المتحدة لدولة ليبيا الشقيقة حكومةً وشعباً، قرار مجلس النواب بمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة معالي رئيس الوزراء المهندس عبدالحميد الدبيبة، كما هنأت رئيس المجلس الرئاسي الدكتور محمد يونس المنفي ونائبيه ورئيس الحكومة وجميع الوزراء، متمنيةً لهم التوفيق في أداء مهامهم ومسؤولياتهم لتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق. كما نقلت دولة الإمارات تهانيها وتقديرها للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، وأعضاء بعثة الأمم المتحدة، الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، مؤكدةً دعمها الكامل لما تبقى من مسارات خاضعة لإشراف بعثة الأمم المتحدة لإتمام خارطة الطريق.
ومنح مجلس النواب الليبي المنعقد بمدينة سرت اليوم، الثقة لحكومة الوحدة الوطنية بأغلبية 132 صوتاً. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي عبدالله بليحق: إن حكومة الوحدة الوطنية نالت ثقة البرلمان بأغلبية 132 صوتاً.
ومن جهته، شدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة في كلمة عقب نيل ثقة البرلمان على أن «ليبيا واحدة ولا يمكن أن نقول إلا ليبيا واحدة»، داعياً إلى «المصالحة بين جميع الليبيين نواب وشعب وحكومة». وأقر الدبيبة بأن «المهمة صعبة، لكن بالإرادة يمكن الوصول بليبيا إلى بر الأمان»، مؤكداً ضرورة إنهاء فترة الانقسام التي شهدتها ليبيا فيما تعهد بالعمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا.
ودعا الدبيبة إلى إنهاء الانقسام، مشدداً على أهمية إزالة الحدود الوهمية التي بنيت بين أبناء الشعب الواحد خلال الفترة الأخيرة.
ووصف رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح التصويت على منح الثقة للحكومة بـ«اليوم التاريخي»، مؤكداً أن حكومة الوحدة الوطنية تنتهي ولايتها في 24 ديسمبر المقبل، وفق خارطة الطريق لملتقى الحوار السياسي الليبي على أن تكون «تسيير الأعمال» بعد التاريخ المذكور.
ودعا رئيس مجلس النواب رئيس حكومة الوحدة الوطنية والنواب إلى القيام بجولة داخل مدينة سرت للوقوف على الخراب والدمار الذي لحق بالمدينة خلال السنوات الماضية.
وأطلع رئيس مجلس النواب الليبي رفقة رئيس حكومة الوحدة على أوضاع منازل الليبيين المدمرة في مدينة سرت جراء الحرب على «داعش»، وقال الدبيبة في تدوينة له عبر تويتر «سرت أصبحت مجدداً رمزًا للوحدة الوطنية كما كانت كذلك أثناء معركة القرضابية، ولن أدخر جُهداً لعودة الحياة إلى المدينة وتمتع سكانها بحياة كريمة».
ويؤدي وزراء حكومة الوحدة الوطنية اليمين الدستورية الاثنين المقبل بمقر مجلس النواب في مدينة بنغازي، على أن يتم اعتماد ميزانية الحكومة أمام البرلمان الليبي في جلسة لاحقة.
وأبدى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» المنتهية ولايتها فايز السراج سعادته بهذا الإنجاز. وبارك السراج في بيان له نيل حكومة الوحدة الوطنية الثقة من مجلس النواب، معرباً عن استعداده الكامل لتسليم المهام والمسؤوليات لها بكل رحابة صدر، مضيفاً «ما تم يعتبر خطوة مهمة لإنهاء الاقتتال والانقسام، وندعو الجميع إلى التكاتف والتعاون والوحدة والتسامح من أجل ليبيا ونهضتها».
من جانبه، أكد عضو مجلس النواب الليبي عن الجنوب أبو صلاح شلبي أن حكومة الوحدة الوطنية تواجه عدداً من التحديات أبرزها تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، والعمل على المصالحة الوطنية، وتهيئة البلاد للانتخابات المزمع انعقادها في نهاية العام الجاري.
ويطالب عدد من نواب الجنوب الليبي بإسناد منصب رئاسة البرلمان إلى أحد نواب «فزان»، وهو ما يتحفظ عليه رئيس مجلس النواب الحالي عقيلة صالح، ويؤكد النائب أبو صلاح شلبي لـ«الاتحاد» أن نواب فزان متمسكون برئاسة أحد نواب الجنوب للبرلمان باعتباره استحقاقاً تم بالتوافق على توزيع السلطات على أقاليم ليبيا الثلاثة.
إلى ذلك، أوضح عضو مجلس النواب علي الصول أن مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي تم إحالتها للجنة التشريعية بمجلس النواب الليبي للبت في تضمينها بالإعلان الدستوري من عدمه، مؤكداً أن هذه المسائل قانونية، ويجب البت فيها. وشدد البرلماني الليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» على ضرورة أن تعمل الحكومة الجديدة على المحافظة على وحدة وسيادة ليبيا، وتوحيد المؤسسات والسلطة التنفيذية، والعمل على الاستقرار وفرض الأمن بوضع خطة لوضع خطط لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، وكذلك حل مشكلة التشكيلات المسلحة وانتشار السلاح وتجميعه ليكون حكراً للدولة، والحد من الجريمة والحرابة لاستتباب الأمن.
وبعثت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالتهنئة للشعب الليبي بمناسبة منح الثقة لحكومة موحدة جديدة، مشيدةً بقيادة مجلس النواب الليبي وأعضائه على اجتماعهم، وإعلاء مصالح وطنهم وشعبهم.
وأشارت البعثة إلى أنه بات لليبيا فرصة حقيقية للمضي قدماً نحو الوحدة والاستقرار والازدهار والمصالحة واستعادة سيادتها بالكامل.
وأثنت البعثة على ملتقى الحوار السياسي الليبي والجهود الوطنية التي أدت إلى هذه اللحظة التاريخية، وكذلك جهود جميع الأطراف والسلطات الوطنية والمحلية التي دعمت هذه العملية، بما في ذلك لجنة 5+5 وأعيان ووجهاء سرت وليبيا كافة.
ترحيب عربي ودولي بحكومة الوحدة
لاقى منح البرلمان الليبي الثقة لحكومة الوحدة الوطنية ترحيباً عربياً ودولياً وأعربت دولة الكويت، في بيان صحفي وزعته وزارة الخارجية الكويتية، عن تمنياتها لرئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي ونائبيه ورئيس الحكومة وجميع الوزراء التوفيق والسداد في أداء مهامهم في كل ما من شأنه تحقيق آمال وتطلعات الشعب الليبي. وأشادت الكويت بالجهود التي بذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا وأعضاء بعثة الأمم المتحدة ومساهماتهم المقدرة في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، وجددت موقفها المستمر الداعم لهذه الجهود لإتمام خريطة الطريق التي حددتها الأمم المتحدة وبما يحفظ لليبيا أمنها وسيادتها واستقرارها.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي منح مجلس النواب الليبي الثقة للحكومة، بأنها خطوة رئيسة على طريق العملية السياسية المستهدفة حل الأزمة واستعادة ليبيا أمنها واستقرارها. وشدد الصفدي على وقوف الأردن إلى جانب ليبيا وتقديمه الدعم الكامل لجهود التوصل إلى الحل السياسي الذي يحمي ليبيا ومقدراتها ويلبي تطلعات الشعب الليبي.
كما ورحبت مصر بنيل الحكومة الموحدة الليبية ثقة مجلس النواب، مثمنة دور المجلس في تحمل مسؤولياته وإعلاء المصلحة العليا لليبيا للتحرك قدماً نحو استعادة ليبيا لاستقرارها وأمنها وسيادتها، وبما يرفع المعاناة عن الشعب الليبي الشقيق. وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد حافظ في بيان، عن تطلع مصر للعمل مع حكومة الوحدة الوطنية خلال المرحلة الانتقالية، ودعم جهودها للوفاء بالتزاماتها المقررة وفقًا لخارطة الطريق للحل السياسي، بهدف عقد الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، وتطبيق المخرجات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة واجتماعات المسار الاقتصادي بما يصون مقدرات الشعب الليبي الشقيق، ويخرج ليبيا من أزمتها، ويحقق أمن واستقرار المنطقة.
بدوره، هنأ الرئيس التونسي قيس سعيد خلال اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية محمد المنفي بمناسبة نيل حكومة الوحدة ثقة مجلس النواب بالأغلبية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي في بيان إن الاتصال «بحث أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وزيادة التنسيق والتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك».
بدوره، قدّم سفير الولايات المتحدة الأميركية، في ليبيا، ريتشارد نورلاند، التهاني بمناسبة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال نورلاند في تغريدة «مثل الكثير من الليبيين، تابعنا البث المباشر لجلسة مجلس النواب التاريخية في سرت».
وأضاف «حكومة الوحدة الوطنية ستمهد الطريق للانتخابات في شهر ديسمبر القادم».
«الجامعة»: التزام بدعم ليبيا
رحبت جامعة الدول العربية بتصويت مجلس النواب الليبي على منح الثقة لحكومة الوحدة، مشيدةً بالتوافق العريض الذي ميز النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس والأغلبية التي نالتها التشكيلة الحكومية التي تقدم بها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
وثمنت الجامعة العربية في بيان، عالياً الدور الذي اضطلع به رئيس وأعضاء مجلس النواب من أجل توحيد المجلس وإتمام هذا الاستحقاق الرئيس والمهم.
البرلمان العربي: إنجاز تاريخي
رحب البرلمان العربي، بمنح البرلمان الليبي الثقة لحكومة الوحدة. ووصف رئيس البرلمان عادل العسومي هذه الخطوة بـ«المهمة والمفصلية» في مسيرة استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية والدخول في مرحلة جديدة تتوحد فيها صفوف الليبيين نحو تحقيق الأمن والسلام والبناء والتنمية.
وأكد العسومي أن التوافق يعكس وجود إرادة حقيقية وإصرار لدى الأشقاء في ليبيا نحو بناء دولة واحدة قوية تنهي المعاناة التي عاشها الشعب الليبي على مدار السنوات الماضية.
وطالب جميع الأطراف الليبية بالاصطفاف والبناء على هذا الإنجاز التاريخي والعمل على إنجاح المسارات الأخرى بهدف التوصل إلى حل نهائي ومتكامل للأزمة في ليبيا بإرادة ليبية خالصة.
«التعاون الخليجي»: خطوة لتحقيق الأمن والاستقرار
هنأ الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الشعب الليبي، بمناسبة منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة من قبل البرلمان الليبي. وأعرب الأمين العام عن أهمية هذه الخطوة لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، وتلبية تطلعات الشعب الليبي الشقيق، مؤكداً على مواقف مجلس التعاون الثابتة تجاه ليبيا الشقيقة، ودعمها المتواصل لكل ما يسهم في تعزيز أمنها واستقرارها.
