عدد اليوم
حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)
سلمت الحكومة الليبية المؤقتة في بنغازي أمس، سلطاتها إلى حكومة الوحدة الوطنية الجديدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بعد أسبوع من مباشرة الأخيرة مهامها رسمياً من العاصمة طرابلس.
وتمت عملية التسليم في مقر رئاسة الوزراء في بنغازي، ثاني أكبر مدن ليبيا، بحضور رئيسها عبد الله الثني.
ومثل وفد حكومة الوحدة الوطنية نائب رئيس الوزراء حسين القطراني ووزير الداخلية خالد مازن وعدد من الوزراء.
وأكد القطراني أن مرحلة الانقسام انتهت، وقال في بيان صحافي «حكومة الوحدة الوطنية وجدت لخدمة المواطنين كافة».
وفي سياق آخر، يبحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ونائباه عبد الله اللافي وموسى الكونى مع المسؤولين المصريين اليوم ملف مغادرة المرتزقة والتعاون الاقتصادي كما سيلتقون مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب مصدر مسؤول لـ«الاتحاد».
وأشار المصدر إلى أن زيارة وفد المجلس الرئاسي إلى القاهرة تعد الأولى لدولة عربية، موضحاً أن ملف مغادرة المرتزقة والمقاتلين الأجانب أحد أبرز الملفات التي ستناقش خلال اجتماعات القاهرة، فضلاً عن دعم مسار اللجنة العسكرية الليبية «5+5» بشكل كامل.
وأوضح المصدر أن القاهرة تخطط لطرح مقترح توحيد المؤسسة العسكرية واحتضان اجتماعات للعسكريين الليبيين خلال الفترة المقبلة حال موافقة المجلس الرئاسي، مؤكداً أن مصر تتطلع للتعاون بشكل كبير مع السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وأكد المصدر أن المجلس الرئاسي الليبي سيطالب القاهرة بدعم لحل الأزمات التي تواجه البلاد خاصة أزمة الكهرباء، بالإضافة لدعوة القاهرة للسماح للعمالة المصرية بالدخول ليبيا والاستعانة بشركات مصرية في ملف إعادة إعمار المدن الليبية المدمرة.
إلى ذلك، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، مباحثات مع المنفي والوفد المرافق له في قصر الإليزيه، وذلك في أول زيارة خارجية للمجلس الرئاسي بعد توليه مهامهم.
وقال المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي لـ«الاتحاد» إن الزيارات التي يقوم بها المجلس للخارج مهمة جداً خاصةً زيارته لمصر باعتبارها دولاً إقليمية وجارة لليبيا، مشيراً إلى أن أهمية الزيارة تكمن في التباحث في عدد من الملفات خاصة الأمنية والسياسية والاقتصادية، خاصة أن القاهرة كانت نقطة انطلاق المسار السياسي الليبي.
وأشاد المهداوي بالدور الذي لعبته القاهرة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية المختلفة لاسيما في المسار العسكري والدستوري، بالإضافة لكسر الجمود السياسي نحو تحقيق مصالحة وطنية وإحداث توازن عسكري في مناطق التوتر في سرت والجفرة.
ورجح المحلل السياسي الليبي أن فرنسا ستساعد المجلس الرئاسي في حشد موقف دولي يضغط لإخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، وكذلك المساعدة في تنفيذ الاستحقاقات في الوقت المحدد خصوصاً.
في غضون ذلك، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها نهاية هذا العام. جاء ذلك خلال اجتماع عقده الدبيبة أمس، مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السائح.
وأفاد مكتب الدبيبة الإعلامي بأن لقاء الطرفين الذي تم بمقر المفوضية في طرابلس جرى فيه مناقشة احتياجات المفوضية وآلية استعدادها للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في ديسمبر القادم، بإلإضافة لمدى إمكانية الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور. وشدد الدبيبة خلال اللقاء على ضرورة التواصل مع الجهات المعنية بالإطار الدستوري للوصول إلى الحلول القانونية المناسبة لتتمكن المفوضية من إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة.
