الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حرب «حزب الله» ضد الحريري تهدد لبنان بـ«كارثة محققة»

امرأة ترفع العلم اللبناني خلال احتجاج في بيروت ضد السلطة الحاكمة (رويترز)
26 مارس 2021 00:06

دينا محمود، وكالات (بيروت، لندن)

على وقع أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية يشهدها لبنان منذ عقود طويلة، حذر خبراء ومحللون من خطورة الموقف المتعنت الذي تتبناه ميليشيات «حزب الله» الإرهابية وحلفاؤها، حيال الجهود التي تراوح مكانها منذ نحو 7 أشهر، لتشكيل حكومة جديدة برئاسة سعد الحريري، فيما دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات في البلاد. 
فغداة فشل الاجتماع الثامن عشر الذي جمع الحريري والرئيس اللبناني ميشال عون المدعوم من جانب «حزب الله»، في التوصل إلى صيغة توافقية بشأن مسألة تشكيل الحكومة، أكد محللون لموقع «إيجا نيوز» الإلكتروني، أن الخلاف بين عون ورئيس الوزراء اللبناني المكلف على هذا الصعيد، وصل إلى حد «القطيعة الفعلية» وبلغ مرحلة «اللا عودة».
فالاجتماع الذي عُقِدَ الاثنين الماضي، وانتهى بعد 10 دقائق فقط، أكد للبنانيين أنه بات في حكم المستحيل، التوصل إلى أرضية مشتركة بين الحريري الذي يتزعم تيار المستقبل، وعون مؤسس «التيار الوطني الحر» المتحالف مع «حزب الله»، وذلك في ضوء تشبث الرئيس اللبناني بالتدخل في عملية تشكيل الحكومة، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء المكلف، باعتباره انتهاكاً صارخاً للدستور.
واعتبر الموقع في تقرير تحليلي، أن محاولات عون في هذا الشأن، تعني في واقع الأمر فرض هيمنة «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» على مؤسسات الدولة اللبنانية، وهو ما سيُذكي نيران الاضطرابات المتأججة من الأصل في البلاد، والتي تهدد باندلاع الحرب الأهلية في أراضيها من جديد. فالرئيس اللبناني يسعى إلى الاحتفاظ بما يُعرف بـ «الثلث المعطل» في الحكومة المقبلة، لكي يتسنى له عرقلة عملها، إذا تعارضت قراراتها مع مصالحه ومصالح حلفائه في «حزب الله».
أما الحريري، فيحاول تشكيل حكومة كفاءات بعيدة عن الانتماءات السياسية والحزبية، من أجل تطبيق الإجراءات الضرورية التي تكفل إنقاذ لبنان من وضعه الاقتصادي المتردي. واستعرض تقرير «إيجا نيوز» المؤشرات التي كانت تُنذر بفشل الاجتماع الأخير بين الرجلين حتى قبل انعقاده.
فعشية موعده، أرسل عون للحريري تشكيلة مقترحة للحكومة، تضمن لرئيس الجمهورية «الثلث المعطل»، فضلاً عن ذلك، بدا رئيس الوزراء المكلف مستاءً من تحديد رئيس الجمهورية موعد اللقاء الأخير بينهما، علناً ومن خلال كلمة متلفزة. وأُضيف إلى ذلك، الاتهامات الموجهة لعون بتسريب مقطع مصور، للقاء جمعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية حسان دياب، قال خلاله الرئيس اللبناني إن الحريري «يكذب ويدلي بتصريحات كاذبة».
وشدد التقرير على أن انخراط عون والحريري في «حرب الإرادات الحالية» سيقود لبنان إلى «كارثة محققة»، في ضوء الانهيار المتواصل في قيمة عملته المحلية، واتساع رقعة الفقر بين مواطنيه.
وأشار الموقع في هذا الصدد، إلى ما قاله وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، من أن لبنان بات أشبه بالسفينة «تيتانيك»، إذ يغرق في المياه، ومواطنوه في حالة إنكار تام لواقعهم.
وبحسب المحللين، لا تقتصر خلافات عون والحريري، على مسألة كيفية تشكيل الحكومة اللبنانية المرتقبة فحسب، وإنما تمتد إلى طبيعتها وشكلها أيضا.
فالرئيس عون، يرغب في الاستحواذ على حقيبتيْ الداخلية والعدل، تحسبا لإمكانية إجراء أي تحقيقات في المخالفات التي أدت إلى الانهيار الاقتصادي الحالي، بما قد يشمل مراجعة حسابات مصرف لبنان.
ويشير المحللون إلى أن فشل «اجتماع الاثنين العاصف»، يكشف عن فشل جهود الوساطة المكثفة، التي اضطلعت بها خلال الأسابيع الماضية، شخصيات دينية وسياسية لبنانية مثل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، وهي الوساطات التي استهدفت تقريب وجهات النظر بين عون والحريري، ودعوتهما إلى تجاوز الصراع الحالي على السلطة، من أجل التوصل إلى رؤية موحدة، تفتح الباب أمام تشكيل الحكومة التي طال انتظارها. إلى ذلك، طالبت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا بتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات في البلاد. 
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام أمس، عن دوروثي قولها، بعد لقائها الرئيس اللبناني ميشال عون: «بحثنا مع الرئيس ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الإصلاحات، وأميركا أكدت وقوفها الدائم إلى جانب اللبنانيين».
بدورها، قالت الرئاسة اللبنانية، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن الرئيس عون عرض مع السفيرة الأميركية الأوضاع الراهنة والتطورات الحكومية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©