الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أفريقيا تستعد لمعركة طويلة ضد الإرهاب

أفريقيا تستعد لمعركة طويلة ضد الإرهاب
3 ابريل 2021 00:04

دينا محمود (لندن) 

بعد أيام قليلة من سيطرة مسلحين موالين لتنظيم «داعش» الإرهابي على إحدى البلدات الساحلية في موزمبيق، حذر خبراء أمنيون غربيون من أن أفريقيا ستشكل إحدى ساحات المواجهة الرئيسة ضد الإرهاب في العالم على مدار العقدين المقبلين، وذلك في ظل تسارع وتيرة انتشار الإرهابيين في الكثير من دولها.
وقال الخبراء، إن المذبحة التي ارتُكِبَت مطلع الأسبوع الجاري في بلدة «بالما» الواقعة شمال شرقي موزمبيق إثر سيطرة الإرهابيين الموالين لـ «داعش» عليها، تسلط الضوء على التصاعد الهائل للهجمات الدموية التي يشنها المتطرفون في أفريقيا، وتوسع رقعة اعتداءاتهم لتشمل أنحاء مختلفة منها.
وأظهرت دراسة أجراها باحثون يتبعون مؤسسة «فيريسك مابيلكروفت» للاستشارات الاستراتيجية وتحليل المخاطر الدولية في بريطانيا، أن 7 من أصل أخطر 10 دول في العالم الآن، تقع في القارة السمراء، خاصة في منطقة جنوب الصحراء الكبرى.
وحذرت الدراسة من أن هناك مخاطر مماثلة تُحدق ببلدان أفريقية أخرى، حتى تلك التي كانت تُصنّف آمنة في السابق.
فخلال السنوات القليلة الماضية، نفذت جماعات مرتبطة بتنظيميْ «القاعدة» و«داعش» هجمات دموية مروعة في عدة دول أفريقية، ما أودى بحياة آلاف الأشخاص، وزعزع الاستقرار في عدد من أرجاء القارة، لا سيما منطقة الساحل، التي تنتشر فيها تنظيمات تدين بالولاء لـ «داعش»، تركز في اعتداءاتها على «الأهداف المدنية الرخوة».
وفي تصريحات نشرتها صحيفة «ميرور» البريطانية، أكد أوليفييه جيتا المحلل الفرنسي في شؤون الجماعات المتطرفة أن «أفريقيا ستصبح مسرحاً للمعركة مع الإرهاب الدولي خلال العشرين عاماً القادمة، وستحل في ذلك محل منطقة الشرق الأوسط». 
ويهدد الإرهابيون بشكل خاص، دولاً مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تدفق عليها المسلحون المتطرفون القادمون من ليبيا ودول أخرى في الشرق الأوسط وكذلك تشاد، ما يجعل منطقة غرب أفريقيا إحدى جبهات المواجهة الجديدة ضد الإرهاب العالمي، رغم أنها تشهد انتشار قوات أممية وغربية، تنخرط جنباً إلى جنب مع قوات الأمن المحلية في معارك ضارية ضد الإرهابيين.
وأوضح محللون أمنيون غربيون أن هزيمة «داعش» في الشرق الأوسط وانكسار شوكته في ليبيا، أجبرا عناصره على التوجه جنوباً، ما قادهم إلى دول كتشاد والنيجر ومالي.
وأشاروا إلى أن إرهابيي «داعش» يستغلون في عمليات النزوح هذه عجز الحكومات المحلية في العديد من الدول الأفريقية، عن السيطرة على كامل أراضي بلادها، فضلاً عن تفشي السخط بين الشباب واندلاع حروب أهلية بين الحين والآخر، وهو ما يوفر للتنظيم بيئة تجنيد مثالية، تستفيد منها جماعات متطرفة أخرى كذلك.
علاوة على ذلك، تسبب الاحتباس الحراري - كما أشارت الصحيفة البريطانية - إلى أن عوامل مثل حدوث شح في الماء والغذاء، وتصاعد معدلات الفقر المدقع، ما يدفع بالشباب إلى أيدي شبكات الإرهاب الدولي.
وأشار الخبراء الغربيون إلى أن الهجوم الأخير الذي وقع في بلدة «بالما» الموزمبيقية، ربما نجم في الأصل عن «مظالم محلية، أذكت نيرانها جماعات موالية لداعش لحشد صفوفها، وتأجيج الغضب ضد السلطات الحاكمة».
ونقلت «ميرور» في تقريرها عن الكولونيل المتقاعد ليونيل دايك، الذي قاتلت عناصر تابعة للشركة الأمنية التي يديرها، المسلحين الذين سيطروا على البلدة، تحذيره من أن هؤلاء الإرهابيين كانوا على مستوى تدريب مرتفع، وذلك وسط مخاوف من أن تكون الأسلحة التي استخدموها، قد جُلِبَت من دول مجاورة.
ويحذر الخبراء من أن اتساع رقعة هجمات «القاعدة» و«داعش» في أفريقيا يهدد العالم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، إذ أن الاعتداءات الإرهابية التي تقع في هذه القارة، تلحق الضرر بالاستثمارات الأجنبية في دولها، كما يمكن أن تُحوّل هذه البُلدان إلى مراكز تجنيد وتدريب، يُرسل منها المتطرفون لتنفيذ عمليات في بقاع أخرى على وجه الأرض. 
ولمواجهة هذا الخطر، أبرزت «ميرور»، عمليات التدريب التي تتولاها قوات بريطانية وفرنسية، في دول مثل مالي والسنغال وكينيا ونيجيريا، بهدف رفع كفاءة قوات الأمن المحلية هناك، وتمكينها من التعامل بشكل أفضل مع التهديدات الإرهابية المتزايدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©