الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قلق دولي من زيادة نشاط «داعش» بأفريقيا

أسرة تستضيف لاجئين فارين من هجوم «داعش» على مدينة بالما بموزمبيق (رويترز)
6 ابريل 2021 01:55

شادي صلاح الدين (لندن)

أعلن الجيش الموزمبيقي استعادة مناطق في مدينة بالما في أقصى شمال شرق البلاد، بعد سيطرة إرهابيين من تنظيم «داعش» عليها الشهر الفائت، فيما قتل عدد كبير من المسلحين خلال المعارك، بحسب الجيش.
يأتي ذلك في وقت يهيمن القلق على المجتمع الدولي من الوضع في القارة الأفريقية، حيث تنشط تنظيمات إرهابية تابعة لـ«داعش» أو «القاعدة» في عدة دول، بينما تصطدم مطالبات إرسال قوات أجنبية إلى موزمبيق بتكرار سيناريوهات الحرب في العراق أو أفغانستان. 
واستولى الإرهابيون على مدينة بالما التي تضم منشآت غاز ضخمة بعد هجمات منسقة في 24 مارس، فيما اعتبر أكبر تصعيد للتمرد الإرهابي، الذي يشهده شمال البلد الأفريقي منذ 2017.
ولم تعرف حصيلة القتلى بعد، لكنّ آلاف السكان فروا من المدينة التي يقطنها 75 ألف نسمة، فيما أعلنت شركة «توتال» الفرنسية العملاقة تعليق العمل في مشروع غاز، الذي تقوده قرب المدينة، وتبلغ كلفته عدة مليارات من الدولارات.
وأجرى الجيش جولة لمسؤولين وصحافيين في المدينة المنكوبة، أمس الأول، وأكّد أنّ عدداً «كبيراً» من المسلحين قتلوا، وأنّه قام بتأمين المناطق المحيطة.
وقال القائد شونغو فيديغال، الذي يقود العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة: «إنّ المنطقة آمنة» من دون أن يعلن أن الجيش استعاد السيطرة على المدينة.
لكن محلّلين يشككون في قدرة الجيش على التصدي للتمرد، ويعتبرون أن القوات المسلّحة غير مدرّبة بشكل كاف وتفتقر للتجهيز.
كما أعرب خبراء عدة عن شكوكهم بشأن استعادة السيطرة على بالما. 
ومع استمرار الهجمات الوحشية، ومقتل العشرات، وإحراق منازل، ونهب بنوك وثكنات الجيش في بالما شمال موزمبيق، التي استُهدف فيها عمال أجانب من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي، تزايدت المطالب بضرورة إرسال قوات برية دولية إلى البلاد، لمواجهة تصاعد التطرف في أفريقيا، التي يبدو أنها قد تصبح منصة جديدة للإرهاب العالمي.
وحذر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، ونظيره البريطاني، دومينيك راب، في وقت سابق من الأسبوع، من أن هجمات «داعش» وفروعها في أفريقيا زادت بمقدار الثلث في 12 شهراً. وأصدر وزيرا الخارجية الأميركية والبريطانية بياناً مع وزراء من «التحالف الدولي ضد داعش»، دعوا فيه إلى استراتيجية عاجلة وموحدة لمواجهة التهديد.
وكانت الهجمات الإرهابية تحدث بوتيرة متزايدة عبر مجموعة من الدول في أفريقيا. ونفذ «داعش» هجمات في تونس وليبيا. وتشارك قوة دولية بقيادة فرنسا، مع القوات البريطانية تحت رعاية الأمم المتحدة، في صراع طويل الأمد ضد الإرهابيين. وتشارك حركة «الشباب» و«بوكو حرام» في تفجيرات وعمليات خطف في الصومال ونيجيريا وكذلك في دول مجاورة.
وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، في تقرير لها، أن الدعوات لإرسال مساعدة دولية في أعقاب الهجوم على موزمبيق لاقت بعض الاستجابات، حيث ترسل البرتغال فريقاً لتدريب القوات الخاصة في البلاد، لافتة إلى أن لواء العمليات الخاصة الذي أنشأه الجيش البريطاني، قد يتم نشره في موزمبيق، وفقاً لضباط كبار. ويُفكر أيضاً الاتحاد الأوروبي في إرسال قوات إلى هناك، ومع ذلك، فإن العمليات المسلحة في مقاطعة كابو ديلجادو في موزمبيق ليست جديدة، فهي مستمرة منذ عام 2017 مع تصاعد الصراع في المقاطعة.
والقوات الأجنبية موجودة بالفعل في المنطقة مع شركات الأمن الخاصة، وبدأت قوات أميركية مؤخراً تدريب مشاة البحرية في موزمبيق، لكن كل ذلك فشل في وقف العمليات الإرهابية، لاسيما أن الدور المستقبلي لبعض الشركات الأمنية ما يزال غير واضح.
وكان هجوم بالما هو الأكبر من قبل المتطرفين منذ أربع سنوات، وشكل تهديداً مباشراً للموارد الطبيعية، والتي من المفترض أن تمهد الطريق لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً لموزمبيق.
ويشكل الوقت مرة أخرى عاملاً رئيساً فيما يحدث الآن، إذ قد تستغرق الدول الغربية عامين على الأقل لتدريب وتسليح قوات فعالة في موزمبيق لمواجهة الإرهابيين والمتطرفين، لذا ربما يكون الرد سريع التأثير هو إرسال قوات أجنبية لفترة قصيرة تواجه «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى، لكن كما أظهرت الحرب في العراق وأفغانستان، فإن إرسال قوات برية قد يصبح مأزقاً حقيقياً في هذه الصراعات مع استراتيجيات خروج بالغة الصعوبة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©