الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسؤول في حكومة الوحدة الوطنية لـ«الاتحاد»: السلطة الليبية تسعى لدعم عربي لإخراج المرتزقة

رئيس الحكومة الليبية مستقبلاً رئيس الوزراء الإيطالي (أ ف ب)
7 ابريل 2021 02:43

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)

تسعى السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا إلى حشد الدول العربية لمساعدتها في تجاوز التحديات الراهنة التي تواجهها، خاصة ملف إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، وذلك بحسب ما أكده مسؤول في حكومة الوحدة الوطنية لـ«الاتحاد».
وأشار المسؤول الليبي الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة يخطط للقيام بجولة إلى عددٍ من الدول العربية لدعم حكومته في حل المشكلات التي تعوق عملها، فضلاً عن حشد عربي كامل لتفعيل مخرجات اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية.
وقال المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي، إن ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، ووجود علاقات وثيقة ومستدامة ضرورية، موضحاً أن ليبيا تحتاج لدعم عربي لبناء المؤسسات التي انهارت بعد عام 2011 خاصة المؤسسة الأمنية وضبط للحدود، تبادل المعلومات، مراقبة الحدود للحد من انتشار الإرهاب من ناحية والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.
وأكد المحلل الليبي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن ليبيا سوق مستهلك يعتمد على عائدات بيع النفط، موضحاً أن حكومة الوحدة الوطنية عليها تحديات لتوفير الأمن الغذائي وسد احتياجات المواطنين الأساسية، وإطلاق المصالحة الوطنية الشاملة والذهاب لانتخابات في 24 ديسمبر المقبل.
ولفت إلى أن الدول العربية لها دور داعم لمحاربة الإرهاب والتطرف، مشيراً لوجود رفض عربي لوجود المرتزقة والقوات والأجنبية على الأراضي الليبية، مرجحاً أن تعمل الدول الفاعلة للمساعدة في إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية إما باستخدام الدبلوماسية أو خلق نوع من التوازن العسكري لوقف الحرب وعدم توسعها جغرافيا وهو ما قامت به مصر من خلال رسم الخط الأحمر «سرت - الجفرة».
وفي طرابلس، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، استعداد ليبيا لبناء شراكة استراتيجية مع إيطاليا شعارها «سيادة ليبيا أولاً»، مشيداً بالدور الذي لعبته إيطاليا في دعم الاستقرار في البلاد، مثمناً استمرار السفارة الإيطالية في العمل من العاصمة.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها الدبيبة في طرابلس مع رئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي، الذي وصل أمس، إلى ليبيا.
وتطرقت المباحثات إلى تفعيل معاهدة الصداقة المشتركة الموقعة عام 2008، خاصة ما يتعلق باستكمال تنفيذ الطريق الدولي، وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وعبر الدبيبة عن تطلع الحكومة الليبية إلى إعادة فتح الأجواء الإيطالية أمام الطيران الليبي، وتنظيم سير رحلات الطيران بين شركات البلدين، وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة للمواطنين الليبيين بشكل أكبر من خلال زيادة عدد التأشيرات الممنوحة للطلاب، ورجال الأعمال والمرضى.
وعبر رئيس الحكومة الليبية عن التطلع إلى زيادة التعاون الإيطالي في مجال الطاقة والكهرباء المضمنة وفقًا لمعاهدة الصداقة الليبية - الإيطالية، إضافة إلى المباحثات مع شركة «إيني» بالخصوص، علاوة على تطلع البلاد إلى الاستفادة من استثماراتها في إيطاليا، ومعالجة كل القضايا العالقة في هذا الشأن بما يسهم في المضي نحو تنمية حقيقية مميزة.
وأكد الدبيبة أن ملف الإرهاب والجريمة المنظمة كلها مسائل مشتركة يجب البحث فيها، والعمل على إيجاد الطرق السلمية لمعالجتها في إطار التعاون المشترك.
بدوره، أكد رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي، إن زيارته تأتي في إطار دعم حكومته لليبيا، وتدل على أهمية العلاقة التاريخية التي تربط البلدين الصديقين، معبراً عن تطلعه للمضي قدماً في العلاقة مع الاحترام التام لسيادة ليبيا. وشدد رئيس الحكومة الإيطالية على أهمية استمرار وقف إطلاق النار في ليبيا، والسير قدماً نحو البناء والمصالحة بين كل الليبيين، وقال، إن المباحثات تضمنت التعاون في عدد من المجالات، خاصة في مجال المشروعات والبنية التحتية والطاقة وكذلك الجانب الصحي.
وفي سياق متصل، بحث رئيس المجلس الرئاسي الدكتور محمد المنفي، أمس، مع رئيس الحكومة الإيطالية فتح المجال الجوي بين ليبيا وإيطاليا في أقرب وقت ممكن.
إلى ذلك، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية أهمية أي اتفاقية تحفظ حقوق ليبيا وتركيا واليونان، معرباً عن استعداده لتشكيل لجان مشتركة مع اليونان لمناقشة الحدود البحرية بين البلدين.
وقال الدبيبة، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره رئيس الوزراء اليوناني بمقر ديوان رئاسة الوزراء في العاصمة طرابلس، أمس، «بحثنا افتتاح السفارة اليونانية في ليبيا، شاكرين الرئيس على ذلك، وتقديم الخدمات القنصلية، وأهمها منح التأشيرات من داخل ليبيا».

الأمم المتحدة ترحب بتأسيس  مفوضية للمصالحة الوطنية
رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أمس، بتأسيس المجلس الرئاسي الليبي «مفوضية عليا للمصالحة الوطنية»، مؤكدة أهميتها كخطوة ضرورية «لتأمين السلام الدائم والاستقرار».
وأوضحت البعثة في بيان «يرحب المبعوث الخاص إلى ليبيا، يان كوبيش، بإعلان المجلس الرئاسي إنشاء مفوضية عليا للمصالحة الوطنية بهدف إطلاق عملية المصالحة الوطنية لتعزيز الوحدة والتسامح والعدالة وحقوق الإنسان وترميم النسيج الاجتماعي بين مكونات المجتمع الليبي».
وأكد المبعوث الأممي إلى ليبيا استعداد الأمم المتحدة لدعم السلطات الليبية في جهودها.
كما جدد الحاجة إلى عملية مصالحة شاملة قائمة على حقوق الإنسان، باعتبارها ضرورية لتأمين السلام الدائم والاستقرار.
وأعلن محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، تأسيس «المفوضية الوطنية العليا للمصالحة». وقال المنفي في مؤتمر صحافي في العاصمة طرابلس «نعلن خطوة انتظرناها جميعا، بتأسيس المفوضية الوطنية العليا للمصالحة، لجمع الليبيين وجبر الضرر وتحقيق العدالة». وأكد رئيس المجلس الرئاسي أن هذا المشروع سيقوم وفق أسس يسودها القانون، وحقوق الإنسان في ليبيا.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©