عدد اليوم
فيينا (وكالات)
أكد مبعوث الصين للمحادثات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق النووي المبرم مع إيران، أمس، أن المحادثات ستتواصل، وأن بقية أطراف الاتفاق اتفقت على تسريع العمل بشأن قضايا، من بينها العقوبات التي سترفعها الولايات المتحدة، رغم استمرار الخلافات غداة بدء إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة.
وبدأت الجولة الثانية من المحادثات يوم الخميس الماضي في فندق فخم في فيينا، ولا تشارك الولايات المتحدة مباشرة في المحادثات، لكن مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين يقودون جهود التفاوض يمارسون دبلوماسية مكوكية مع وفد أميركي في فندق على الجانب الآخر من الطريق.
وخرقت إيران العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية، رداً على الانسحاب الأميركي منه وإعادة فرض العقوبات على طهران في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويعمل المفاوضون على الخطوات التي يجب على الجانبين اتخاذها بشأن العقوبات والأنشطة النووية من أجل العودة إلى الامتثال الكامل.
وقال وانغ تشون سفير الصين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحفيين، بعد اجتماع بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق المبرم عام 2015: «اتفقت كل الأطراف على تسريع الوتيرة بشكل أكبر في الأيام المقبلة، من خلال الانخراط في عمل أكثر موضوعية وشمولاً فيما يتعلق برفع العقوبات، إضافة إلى القضايا الأخرى ذات الصلة».
وشهدت المحادثات مزيداً من التعقيد بعد انفجار وقع في منشأة إيران الرئيسة لتخصيب اليورانيوم في نطنز. وردت طهران برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 في المئة، وهي خطوة كبيرة، من نسبة 20 في المئة سابقاً.
وتقول طهران: إن الانفجار كان عملاً تخريبياً من قبل إسرائيل. ولم تعلق إسرائيل رسمياً على الحادث.
وقال وانغ، المبعوث الوحيد الذي يتحدث بانتظام إلى الصحفيين خارج المحادثات: «إن باقي أطراف الاتفاق، وهي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيران، استأنفوا العمل المثمر والبناء» خلال اليومين الماضيين.
وأضاف: «نأمل في الأيام القليلة المقبلة أن تبدأ اللجنة المشتركة على الفور التفاوض حول صيغة محددة لرفع العقوبات». ويشير تعبير اللجنة المشتركة إلى الاجتماعات الرسمية للأطراف.
وبعد انتهاء اجتماع، أمس، قال ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يدير المفاوضات، في تغريدة على «تويتر»: «بعد نقاشات مكثفة، تم إحراز تقدم في مهمة ليست سهلة على الإطلاق».
بدوره، تحدث السفير الروسي في فيينا ميخائيل أوليانوف عن «تقدم استقبله المشاركون بارتياح»، إضافة إلى «عزمهم مواصلة المفاوضات، بهدف استكمال المسار في أقرب وقت». وأكد المسؤول الروسي أن النقاشات ستتواصل اليوم وخلال الأيام المقبلة على الصعيد التقني.
وتحدثت إيران عن «تفاهم جديد»، لكنها شدّدت على استمرار وجود «خلافات».
وقال رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي، أمس، في تصريحات نقلتها وكالة «فارس»: «يبدو أنه يتم تشكيل تفاهم جديد، وهناك أرضية مشتركة بين الجميع الآن».
لكنه أضاف: «اختلاف وجهات النظر لم ينته بعد، وهناك اختلافات في وجهات النظر يجب تقليصها خلال المحادثات المقبلة». من جانبه، عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن أسفه لأن قرار إيران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لا يُساعد «إطلاقاً» في إنهاء الجمود، لكنه أضاف أن واشنطن «راضية لرؤية أن إيران تُواصل المشاركة في المناقشات».
طهران: تحديد هوية المسؤول عن «انفجار نطنز»
أعلن التلفزيون الإيراني، أمس، أنه تم تحديد هوية شخص قال إنه المسؤول عن الانفجار الذي وقع في منشأة «نطنز» النووية، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
وقال التلفزيون: إن وزارة المخابرات «حددت هوية مرتكب هذا التخريب وهو رضا كريمي». وأضاف: إن الرجل فرّ من إيران قبل انفجار يوم الأحد الماضي. وعرض التلفزيون صورة للمشتبه به على بطاقة حمراء مكتوب عليها «مطلوب من الإنتربول». وأوردت البطاقة أنه يبلغ من العمر 43 عاماً.
وأفاد التلفزيون بأن «الخطوات اللازمة جارية لاعتقاله وإعادته إلى البلاد عبر القنوات القانونية».
وبث أيضاً لقطات لصفوف من أجهزة الطرد المركزي التي حلت محل الأجهزة التي تضررت جراء الانفجار في محطة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم.
وأضاف التلفزيون، في تقريره، إن «عدداً كبيراً» من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، والتي تعطلت بسبب الانفجار، عادت إلى العمل بشكل طبيعي.
