عدد اليوم
عدن، صنعاء (الاتحاد، وكالات)
أكدت الحكومة اليمنية أن ميليشيات الحوثي الإرهابية الموالية لإيران تسعى لتضليل المجتمع الدولي بافتعال وخلق الأزمات، مشيرةً إلى موقفها الثابت إزاء فتح مطار صنعاء بما يخدم المواطنين ومنع استخدامه كمنصة عسكرية لقتل الشعب اليمني، فيما أكد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم جهود إحلال السلام في اليمن، وأشار وزير خارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، إلى محاولات ميليشيات الحوثي الإرهابية تضليل المجتمع الدولي بافتعال وخلق أزمة للمشتقات النفطية في المناطق الخاضعة لسيطرتها وإدعاء أن هناك حصاراً على دخول الوقود والمشتقات النفطية وهي الإدعاءات التي تفندها بوضوح الإحصائيات في عدد من التقارير الدولية والتي تؤكد أن كميات الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات لم تتوقف وأنها تغطي الاستخدام المدني والإنساني.
واستعرض بن مبارك خلال لقائه أمس، مفوض الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية للمفوضية الأوروبية جانيز لينارسك، الجهود التي تقوم بها الحكومة اليمنية في سبيل توفير الخدمات في المناطق المحررة، مؤكداً التزام الحكومة بتسهيل عمل المنظمات الدولية الفاعلة في اليمن واستمرار السعي لتذليل كافة الصعوبات التي قد تواجهها هذه المنظمات، مؤكداً على أهمية تعزيز وزيادة المشاريع التنموية عبر تخصيص مزيد من التمويل لمشاريع تعزيز قدرات الصمود وبناء القدرات في المجتمعات المحلية بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق أبناء الشعب اليمني، مؤكداً حرص الحكومة على التخفيف من المعاناة والأزمة الإنسانية في اليمن، مشيراً إلى الاتفاق الذي عقدته الحكومة برعاية المبعوث الأممي مارتن جريفيث لضمان تخصيص الإيرادات الجمركية لشحنات الوقود لتصرف لرواتب موظفي القطاع العام في الحديدة وفي المناطق الأخرى، وهو الاتفاق الذي نقضته الميليشيات وقامت بنهب هذه الموارد وتسخيرها للمجهود الحربي.
وشدد الوزير بن مبارك، على إدانة العمل الإجرامي والجبان الذي ارتكبته الميليشيات الحوثية بقصفها، أمس الأول، تجمعات سكنية بمدينة مأرب بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة مستهدفة مسجداً وسجناً للنساء في وسط المدينة ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، مؤكداً أن هذه الهجمات الحوثية المستمرة والممنهجة التي تستهدف النساء والأطفال تعد خرقاً واضحاً لكافة الأعراف والقوانين الدولية ومبادئ القانون الإنساني الدولي. من جانبه، عبر مفوض الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية للمفوضية الأوروبية، عن قلق الاتحاد الأوروبي الشديد من التقارير التي تشير إلى استهداف المدنيين وارتفاع حدة التصعيد العسكري في مأرب، مؤكداً التزام الاتحاد الأوروبي بدعم جهود إحلال السلام في اليمن، مشدداً على ضرورة إنهاء هذا الصراع والعمل على تحقيق وقف إطلاق النار الشامل لحماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب.
إلى ذلك، أكدت الحكومة اليمنية أن موقفها إيجابي وثابت إزاء فتح مطار صنعاء بما يخدم المواطنين ومنع استخدامه كمنصة عسكرية لقتل الشعب اليمني، مشيرة إلى رفض ميليشيات الحوثي الإرهابية فتح المطار إلا بشروطها.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليمنية ونشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» لتوضيح موقفها إزاء عدد من القضايا المطروحة في ظل الجهود الإقليمية والدولية والأممية لوقف الحرب واستئناف المسار السياسي وصولاً إلى الحل السلمي.
وقال البيان إن «الحكومة اليمنية قدمت تنازلات كافية وضامنة للسفر الآمن لكافة المواطنين عبر مطار صنعاء من دون تحويله منفذاً خاصاً لتقديم الخدمات الأمنية والعسكرية واستقدام الخبراء». وأضاف أن الحكومة لم تغلق ميناء الحديدة بل علقت الآلية المتفق عليها بعد نهب ميليشيات الحوثي لكافة الإيرادات، مبينة أن كل ما تطالب به هو تأمين هذه الإيرادات وضمان وصولها كمرتبات للموظفين المدنيين.
وجدد البيان تأكيد موقف الحكومة المعلن المساند والمؤيد للمبادرة السعودية باعتبارها كل لا يتجزأ.
وأشار إلى أن «وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين من الرجال والنساء والنازحين والأطفال والتوقف عن إطلاق الصواريخ والطيران المسير على المنشآت المدنية والمساجد وسجون النساء كما حدث في مأرب هو شأن ومطلب إنساني باعتباره احتراماً لحق الحياة للناس جميعاً». واعتبر استمرار ميليشيات الحوثي باستهداف المدنيين بمدينة مأرب بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة استهتاراً كبيراً بالجهود التي تبذل لإنهاء الهجوم المتوحش على مدينة مأرب وبقية المحافظات ووقف الحرب وإحلال السلام في اليمن. ولفت إلى أن مأرب تتعرض لأبشع الجرائم الإنسانية ضد المدنيين، معرباً عن أسف الحكومة أنها تأتي في وقت يبذل فيه كل العالم جهوداً كبيرة لإنهاء الحرب وفي ظل وجود الوساطة العمانية المقدرة في صنعاء.
وأوضح أن فتح الطرقات وضمان حرية الحركة للمواطنين ورفع الحصار عن المدن وعلى رأسها مدينة تعز يقع في قلب القضايا الإنسانية وهو من القضايا الأساسية التي تضعها الحكومة في مقدمة أولوياتها.
وفي السياق، أدانت وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن، استهداف ميليشيات الحوثي الطواقم الطبية والإسعافية، عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت الأحياء السكنية والمدنيين في مدينة مأرب، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 35 مدنياً بينهم نساء. وقالت الوزارة في بيان نشرته وكالة «سبأ» أمس، إن استهداف سيارة إسعاف وطواقم طبية شاركت في إسعاف ضحايا الهجمات الإرهابية، أدى إلى إصابة أحد الكوادر الاسعافية وخروج سيارة إسعاف عن الخدمة بشكل كلي.
