الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعوات لنشر قوة أممية في أفغانستان

دعوات لنشر قوة أممية في أفغانستان
1 سبتمبر 2021 00:40

دينا محمود (لندن) 

في الوقت الذي بدأ فيه مجلس الأمن الدولي بحث الوضع المستقبلي لأفغانستان، بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية، أكدت أوساط تحليلية في واشنطن أن نشر بعثة حفظ سلام أممية في الأراضي الأفغانية، قد يشكل السبيل الأمثل لإرساء الأمن والاستقرار هناك.
ودعت هذه الأوساط مجلس الأمن إلى وضع مسألة تشكيل تلك القوة على رأس أولوياته، مؤكدة ضرورة أن تكون كبيرة العدد ومتعددة الجنسيات، وألا تُسند مهمة قيادتها لأي دولة غربية.
وفي مقال نشرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية، شددت ليز إم هوارد البروفيسور في جامعة جورج تاون والمتخصصة في الدراسات المتعلقة بالأمم المتحدة، على أن إرسال قوة حفظ سلام أممية إلى أفغانستان، سيصب في صالح مختلف الأطراف المعنية بتطورات الأوضاع في هذا البلد، ولا سيما إدارة الرئيس جو بايدن والأمم المتحدة وقادة «طالبان».
ففي الوقت الذي ترغب فيه الحركة في نيل الشرعية الدولية والحصول على مساعدات من المجتمع الدولي، يمكن لعناصر القوة الأممية المزمعة، التحقق من أن «طالبان» تفي بتعهداتها الخاصة بالحيلولة دون تحول أفغانستان إلى ملاذ للإرهابيين ودعم حقوق المرأة والأقليات، وهو ما يمكن أن يمهد الطريق بالتبعية أمام تطبيع العلاقات بينها وبين القوى الكبرى في العالم.
كما أن نشر مراقبين أمميين غير غربيين، قد يعزز قدرة «طالبان» على كبح جماح العناصر الأكثر تشددا وتطرفا في صفوفها، وكذلك منع اندلاع أي حرب أهلية محتملة، بين الأطراف الأفغانية المتناحرة، عبر التوسط في ما بينها، ورصد أي انتهاكات أو أعمال عنف قد تقع من جانب أي منها.
ورغم أن هوارد أشارت إلى إمكانية أن تضطلع دول جوار أفغانستان مثل الصين وباكستان بدور كبير في تشكيل قوام بعثة حفظ السلام المقترحة، فقد شددت على ضرورة أن تتألف مثل هذه القوة من عشرات الدول، من دون أن تكون لبلد بعينه الهيمنة عليها، وأن تحرص حال نشرها على الأرض الأفغانية بالفعل على تسيير دوريات متعددة الجنسيات، للحفاظ على دورها المحايد.
وسيعكس المضي على هذا الدرب، بحسب المحللة السياسية الأميركية، تدارك المجتمع الدولي للأخطاء التي اقترفها في الماضي في دول مثل ليبيا والعراق وبلدان مجاورة لهما في منطقة الشرق الأوسط، فهناك انحصرت خيارات الأمم المتحدة والعالم، إما في إرسال قوات عسكرية كبيرة أو الاكتفاء ببعثة دبلوماسية محدودة، وهو ما قاد في كلتا الحالتين، إلى تأجيج الصراع وتدفق المرتزقة وتوفير بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية.
واستعرض المقال ما اعتبره تجارب ناجحة لبعثات حفظ السلام التي نشرتها الأمم المتحدة من قبل في دول، كانت تشهد حروبا أو صراعات أهلية، قائلاً إن المنظمة الأممية نجحت في إنجاز مهام معقدة انطوت على عملية إعادة بناء لمؤسسات الدولة، في 11 من أصل 16 بلداً، نشرت مراقبيها فيها منذ انتهاء الحرب الباردة، وذلك بنسبة نجاح تُقدر بـ 68%.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©