السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مفتي لبنان: لا لإشعال الفتنة الطائفية والاقتتال

مفتي لبنان: لا لإشعال الفتنة الطائفية والاقتتال
19 أكتوبر 2021 02:13

دينا محمود، وكالات (لندن، بيروت) 

وصف مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، أمس، ما جرى في الطيونة بأنه أمر مشين ومهين ومعيب، محذراً من أن المسار الانتحاري الذي يقبل عليه الجميع بحماس هو مناخ يذكر ببدايات الحرب الأهلية.
ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن دريان قوله، في رسالة بمناسبة المولد النبوي الشريف: «إن الخلاف في الرأي مشروع، أما الاقتتال في الشارع فمرفوض وممنوع أياً كان السبب، والحل يكون بالطرق السلمية، لا باستعمال السلاح المتفلت في الشوارع وخصوصاً في العاصمة بيروت بقتل الناس وانتهاك حرماتهم».
وأضاف: إن المواطنة حق مشروع لكل من يعيش تحت سماء لبنان، وفي أي منطقة كان، فالسلاح لا يجوز أن يشهر بوجه بعضنا بعضاً، لأن هذا يؤسس لإشعال فتنة طائفية ومذهبية التي لا نسمح لأي كان بإيقاظها.
وتابع: نحن في لبنان دولة لها قوانينها ودساتيرها وقضاؤها وجيشها وقواها الأمنية، التي ينبغي التمسك بها، لأنها الملاذ الوحيد لحفظ أمن الوطن والمواطن.
وحذر دريان من «مخاطر التسييس والتطييف للمسائل الوطنية الكبرى»، قائلاً: على كل لبناني عاقل، أن لا يدخل في الانتحاريات، وأن يصر على الدستور والعيش المشترك، والسلم الأهلي، ولا شيء غير ذلك.
وكان سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 32 آخرون خلال مظاهرة مسلحة لميليشيا «حزب الله» وتبادل لإطلاق النار، يوم الخميس الماضي، في منطقة الطيونة - بدارو في بيروت، على خلفية المطالبة برحيل قاضي التحقيق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار.
ووسط أجواء الهدوء الحذر، التي تسود بيروت، منذ المواجهات الدموية التي شهدتها يوم الخميس الماضي، يواصل كثير من المحللين التحذير من خطورة المصادمات الأخيرة، التي وقعت على خلفية محاولة ميليشيا «حزب الله» وحلفائها، عرقلة التحقيقات الرامية لكشف ملابسات الانفجار الكارثي، الذي ضرب مرفأ العاصمة اللبنانية منذ أكثر من عام.
وبحسب المحللين، يتبدد الأمل الذي لاح في الأفق بعد النجاح في تشكيل الحكومة الجديدة في بيروت، وحصولها على ثقة مجلس النواب، لتُطوى بذلك صفحة فراغ حكومي، كان من بين تبعات انفجار المرفأ أيضاً. وأبرز المحللون، الذين تحدثوا لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، وقوع مواجهات الخميس، في وقت كان يأمل فيه الكثيرون، في أن يقود شروع حكومة نجيب ميقاتي في ممارسة مهامها، إلى بدء اتخاذ خطوات عملية، على طريق مواجهة الانهيار المالي الهائل الذي يضرب لبنان، وكذلك التعامل مع مشكلاته المعيشية المتفاقمة، المتمثلة في شح الوقود والسلع الأساسية.
لكن تلك الاشتباكات، بدت مؤشراً واضحاً على أن لبنان في سبيله، للانزلاق في قلب أزمة أشد تعقيداً، بما يُذكي «خطوط الصدع الطائفي، ويرجئ إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه مواطنيه، وهو ما يضع البلاد بأسرها، على عتبة مرحلة جديدة من الشلل السياسي».
ويبدو الخلاف حول استمرار البيطار في أداء مهمته، أحد محاور الانقسام الطائفي حالياً في لبنان، وهو ما يثير مخاطر وقوع مواجهات أخرى في المستقبل. كما أن محاولات «حزب الله» المستميتة لإقصائه، تعود، وفقاً لمراقبين، إما إلى كونه ربما يكون قد كشف عن أدلة تثبت تورط «الحزب» في انفجار المرفأ، أو لأن هذه الميليشيا تعتبر التحقيق في هذا الملف تهديداً في حد ذاته للنظام السياسي القائم في لبنان، والذي يوفر منذ عقود الحماية للنخب المتنفذة والفاسدة، من المساءلة أو التدقيق في أفعالها.
والاتهامات الموجهة لـ«حزب الله» بالسعي لطمس حقيقة انفجار بيروت، وتصعيد الأمر إلى حد وقوع مواجهات دموية في الشوارع على خلفية هذا الملف، وردت كذلك على لسان محللين، أكدوا في تصريحات نشرتها مجلة «فورين بوليسي» الأميركية واسعة الانتشار، أن ما جرى يوم الخميس الماضي، يشكل إعلاناً ضمنياً من جانب«الحزب»، بأنه مستعد لفعل أي شيء لـ«دفن» تفاصيل الانفجار.
وأشاروا إلى أن الميليشيا تتعمد عرقلة التحقيقات منذ بدايتها، وسط شكوك بأن ذلك يعود إلى أن نترات الأمونيوم التي سببت الانفجار، كانت مُخزَّنة من جانب الحزب لصالح حلفائه الإقليميين، قبل أن يؤدي سوء التخزين إلى وقوع الكارثة، التي أدت لمقتل أكثر من 200 شخص، وجرح ما يزيد على 6500 آخرين، بجانب إلحاق دمار واسع ببيروت.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©