عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
شهد السودان نداءات للتهدئة على أثر دعوات إلى التظاهر اليوم، وجهها أنصار الحكم المدني من جهة، ومساندو الحكم العسكري، الذين يعتصمون منذ خمسة أيام قرب القصر الجمهوري للمطالبة بحل الحكومة الحالية من جهة ثانية. وأثارت دعوات التظاهر خشية من حصول توترات أمنية.
ووسط حالة من الترقب والحذر وإجراءات أمنية وصحية مشددة، تنطلق اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم والولايات الأخرى مظاهرات دعت لها قوى الحرية والتغيير لدعم الحكومة السودانية، في ذكرى انتفاضة 21 أكتوبر 1964 التي أطاحت بحكم الرئيس السوداني الأسبق الفريق إبراهيم عبود.
وتطالب المظاهرات بتسليم رئاسة المجلس السيادي إلى المدنيين، وتكوين المجلس التشريعي، وتنفيذ الترتيبات الأمنية، ودمج قوات الدعم السريع ومقاتلي الحركات المسلحة في الجيش، واستمرار تفكيك النظام السابق المعزول.
بينما يواصل أنصار مجموعة التوافق الوطني المنشقة عن قوى الحرية والتغيير اعتصامهم، لليوم السادس، أمام القصر الرئاسي بالخرطوم.
ويأتي ذلك وسط مخاوف عميقة من حدوث صدام بين الطرفين، وأعلن الفريق أول عز الدين الشيخ عن خطة ترتيبات محكمة لوزارة الداخلية لتأمين وحماية مظاهرات اليوم في الخرطوم والولايات.
كما وجهت وزارة الصحة السودانية السودانيين لأخذ الحيطة والحذر خلال مظاهرات اليوم، وحددت رقماً للطوارئ ومستشفيات معينة للتدخلات الصحية.
وأعلن 46 كياناً نقابياً ومهنياً وتنسيقيات لجان المقاومة مطالبتهم، في بيان، بتحويل لجنة التحقيق في فض الاعتصام أمام القيادة العامة في 3 يونيو عام 2019 إلى لجنة دولية. كما طالب البيان بمحاسبة شاغلي المناصب الدستورية في الحكومة لاستغلالها سياسياً لمصالح مجموعاتهم، وسمى البيان كلا من حاكم دارفور ووزير المالية ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية.
وقال ياسر عرمان، المستشار السياسي لرئيس الوزراء السوداني: إنه لا أحد يستطيع أن ينقلب على الثورة في السودان، وأن الحكومة لن تُحل إلا بإرادة الشعب.
وفي هذه الأثناء، كتبت السفارة الأميركية في صفحتها على «فيسبوك»: نشجع المتظاهرين على السلمية، ونذكرهم بالدعم الأميركي لقوى الانتقال الديمقراطي في السودان لتحقيق الحرية والسلام والعدالة، كما نشجع القادة المدنيين والعسكريين على العمل معاً في شراكة والتغلب على الخلافات.
وعلى صعيد آخر، أكد ياسر عباس وزير الري والموارد المائية، ورئيس اللجنة المكلفة بمواصلة الجهود للوصول إلى تفاهمات لمعالجة أزمة شرق السودان، أن اللجنة على اتصال برئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا محمد الأمين ترك، الذي أبدى ترحيبه باللجنة والرسائل الإيجابية التي جاءت في خطاب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، التي تضمنت أسس معالجة الجذور الاجتماعية والاقتصادية السياسية لحل قضية شرق السودان.
