الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قبور للموتى الجدد تولد فوق القديمة في كراتشي.. والسبب!

من باكستان
4 مايو 2022 18:55

تفيض المقابر في كراتشي، كبرى مدن باكستان، إذ ما مِن مكان فيها يتسع للمزيد من الجثث، وبات الأموات يفتقرون إلى مكان يرقدون فيه بسلام في هذه المدينة الصاخبة.
ولكن بالمال تُحلّ المشكلة، إذ أن تسديد مبلغ منه للشخص المناسب قد يجعل العصابات الناشطة في المقابر "تعثر" للميت العزيز على عائلته على مكان، من خلال هدم قبور قديمة وإقامة أخرى جديدة مكانها.
ففي حي تعاونية إسكان الموظفين الباكستانيين الميسور في المدينة الساحلية الشاسعة الواقعة بجنوب باكستان والتي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، باتت المقبرة ممتلئة بالكامل منذ خمس سنوات.
وهذه الجبّانة المدينية الكبرى مكتظة بالقبور. فسواء أكانت صغيرة أم كبيرة، يتداخل بعضها ببعض، في كل زاوية، وكأنها قطع من لعبة "تيتريس" الشهيرة.
على الرغم من عدم توافر أماكن، تظهر باستمرار قبور جديدة أقيمت فوق أخرى قديمة يهدمها أفراد يتقاضون مبالغ مالية هائلة لقاء هذه المهمة.
وشاهد فريق وكالة «فرانس برس» مجموعة تحطم قبراً وتحمل حطامه خلسة في سلال سعياً منها إلى إخلاء مساحة كافية لإقامة قبر جديد.
وقال أحد افراد هذه المجموعة ويدعى خليل أحمد إن "لا مكان في كراتشي كلها". وأضاف "يجب تدمير القبور القديمة لإقامة أخرى جديدة".
وحددت الإدارة سعر الجنازة بـ 7900 روبية (نحو 42 دولاراً). لكن اثنين من السكان أفادا بدفع 55 ألفاً و175 ألف روبية العام الفائت لدفن أقارب لهما في الجبانة نفسها.
وأشار خليل إلى أن نحو 40 رجلاً ومراهقاً يتقاسمون هذا المال. وعندما لا يعملون، يجلسون على مقاعد في الظل.
- مافيا حفّاري القبورينتمي خليل ورفاقه إلى ما يسميه السياسيون ووسائل الإعلام "مافيا حفّاري القبور".
وتستخدم كلمة مافيا في كل المجالات في باكستان، إذ تُتهم "مافيا الحليب" بمزج الماء بالحليب، و"مافيا السكر" برفع الأسعار و"مافيا الأرض" باحتكار الأراضي.
ويفيد حفّارو القبور من النمو السكاني في باكستان التي تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد السكان في العالم، إذ يقطنها 220 مليون نسمة، ويزداد العدد بواقع أربعة ملايين نسمة كل سنة. وتترافق هذه الزيادة مع نزوح جماعي كبير من الريف.
وعايش محمد أسلم (72 عاماً) ازدهار مافيا حفّاري القبور في موازاة الازدهار السكاني في كراتشي. وعندما أقام إلى جانب مقبرة حي تعاونية إسكان الموظفين الباكستانيين عام 1953، كان لا يزال مجرد "مكان مهجور".
ولكن سرعان ما نفدت الأماكن في المقبرة، وأخذت أسعار الجنازات ترتفع سنة بعد سنة.
وفي العام 1967، دفعت عائلته 50 روبية لدفن جده. أما دفن أحد الأقارب، الذي تولته المافيا، فكلف 33 ألف روبية عام 2020.
وقال الناطق باسم البلدية علي حسن ساجد "المشكلة الأساسية هي أن البنية التحتية غير كافية".
وتدير البلدية 39 مقبرة من نحو 250 في كراتشي، بينها مقبرة حي تعاونية إسكان الموظفين الباكستانيين. وأقفلت ست من هذه المقابر فيما البقية "شبه ممتلئة".
ولاحظ ساجد أن "البنية التحتية في بعض الأماكن في المدينة لا تزال قائمة من دون أي تغيير منذ تأسيس باكستان" عام 1947.
وأقرّ بأن المافيا تواصل الدفن في مقابر يُفترض أنها أُقفلت، لكنه أكد أن البلدية تحاول وضع حد لهذه الممارسة.

 

 

 

المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©