الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات.. سند اللاجئين وعون النازحين

الإمارات.. سند اللاجئين وعون النازحين
20 يونيو 2022 01:09

وائل بدران (أبوظبي)

أكد مستشار المفوض السامي وممثل مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لدى دول مجلس التعاون الخليجي، خالد خليفة، أن المفوضية تقدر شراكتها الاستراتيجية والتعاون الوثيق مع دولة الإمارات، ودور الدولة الفعال في الاستجابة لأزمات النزوح الملحة في المنطقة والعالم. 
وأوضح خليفة في حوار خاص مع «الاتحاد» بمناسبة يوم اللاجئ العالمي، أن أشكال الدعم الذي تقدمه الإمارات يشمل مختلف القطاعات كالمأوى والصحة والتعليم وكذلك قطاع التنمية المستدامة وفرص كسب العيش. 
وحددت الأمم المتحدة يوم اللاجئ العالمي في الـ20 من يونيو كل عام، تكريماً للاجئين في جميع أنحاء العالم، لتسليط الضوء على شجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم هرباً من الصراعات، ولحشد التعاطف والتفهم لمحنتهم والاعتراف بعزيمتهم من أجل إعادة بناء حياتهم.
ممثل مفوضية اللاجئين قال لـ«الاتحاد»: «إن الإمارات قدمت دعماً لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منذ عام 2010 وحتى الآن، يناهز 300 مليون درهم (80 مليون دولار)، استجابة لأزمة النازحين واللاجئين». 
ونوّه إلى الدور الفعّال للقطاع الخاص والمؤسسات الإنسانية بالدولة، في دعم جهود المفوضية، لاسيما مؤسسة القلب الكبير ومؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، حيث تواصل تقديم مساهمات مالية سخية في مجالات المساعدات الإنسانية والإغاثية. 
وذكر أن هذا الدعم يشمل الاستجابة لأزمة النازحين واللاجئين من أوكرانيا، حيث قامت المفوضية بشحن وإرسال مواد الإغاثة الأساسية لمساعدة النازحين واللاجئين من أوكرانيا، انطلاقاً من مخازن المفوضية الموجودة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي. 
أحدث المساعدات الإنسانية للاجئين الأوكرانيين، أرسلتها دولة الإمارات، يوم الجمعة الماضي، على متن طائرة تحمل على متنها 27 طناً من الإمدادات الغذائية والطبية لدعم اللاجئين الأوكرانيين في جمهورية بولندا، ضمن الدعم الإغاثي المستمر من الدولة للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي يواجهها النازحون واللاجئون الأوكرانيون.  ومنذ حدوث الأزمة الأوكرانية، أرسلت الدولة 6 طائرات إلى بولندا ومولدوفا، تحمل على متنها 156 طناً من المساعدات الغذائية والطبية وسيارات الإسعاف.

100 مليون
مستشار المفوض السامي أعرب عن ثقة مفوضية اللاجئين في أن دولة الإمارات ستواصل الدعم الإنساني في الأعوام المقبلة، للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الهائلة والمتزايدة. 
يأتي ذلك فيما أشار تقرير الاتجاهات العالمية السنوي الذي أصدرته المفوضية مؤخراً إلى زيادة أعداد المهجرين جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان إلى أكثر من 89.3 مليون شخص بحلول نهاية 2021، بزيادة تقدر بنحو 8% عن العام الذي سبق، وأكثر من ضعف الرقم الذي كان عليه قبل 10 سنوات. 
ولفت خليفة إلى أن اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، في فبراير الماضي، تسببت في نشوء أسرع وأكبر أزمة نزوح قسري منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما رفع الرقم ليتجاوز حاجز الـ100 مليون شخص بين لاجئ ونازح داخلياً وطالب لجوء. 
وقال في حواره مع «الاتحاد»: «نحن بحاجة لتعزيز الجهود المشتركة مع الدول والحكومات والشركاء كافةً، والعمل معاً لمعالجة هذه المأساة الإنسانية والاستجابة للاحتياجات الإنسانية والتنموية لملايين الأشخاص حول العالم».

القطاع الخاص
وحول مشاركة القطاع الخاص والمؤسسات الإنسانية في الدولة، أكد خليفة أن للقطاع الخاص والمؤسسات الإنسانية العاملة في الإمارات دور فعال في دعم جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقال: «من أهم الشراكات التي قامت بها المفوضية مع المؤسسات الإنسانية الإماراتية شراكاتها مع مؤسسة القلب الكبير ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية». 
وأضاف: «تواصل مؤسسة القلب الكبير في دعم اللاجئين عن طريق المساهمات المالية السخية في مجالات المساعدات الإغاثية والتعليم والصحة وتنمية المهارات والتمكين، وأيضاً تهتم المؤسسة بتسليط الضوء وتكريم المؤسسات والمشاريع التي تساهم في تحسين حياة اللاجئين والنازحين في جميع أنحاء العالم، من خلال جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، والتي ستقام هذا العام في السابع والعشرين من الشهر الجاري». 
وأعرب عن تقديره للشراكة بين المفوضية و«مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، مضيفاً: «من خلال دعمها للمفوضية تمكنّا من توفير المساعدات المالية في موسم الشتاء لكثير من الأسر السورية اللاجئة، إضافة لإطلاقها للمبادرات الخيرية كمبادرة المليار وجبة لمساعدة المفوضية على تقديم الوجبات الغذائية للاجئين، والتي نتطلع من خلالها لاستمرارية العطاء والنجاحات السابقة ضمن مبادرة 100 مليون وجبة».

حملة خيرية
ونوّه إلى شراكة المفوضية مع مجموعة «لاندمارك»، والتي أطلقت حملة خيرية خلال شهر رمضان المبارك لجمع التبرعات ونشر الوعي عن أزمة اللاجئين، مشيراً أيضاً إلى الشراكة مع «أكسنتشر» و«كريم» و«طلبات» و«الاتحاد للطيران»، وغيرها من الشركات الخاصة، التي تعتبر عنصراً أساسياً في استمرار وتعزيز جهود المفوضية.
وحول أزمة اللاجئين الفنزويليين، الذين تجاوز عددهم 3.9 مليون شخص، بفعل الأزمة الاقتصادية في بلادهم، سلط خليفة الضوء على تعاون الحكومة الإماراتية والمفوضية في التصدي لهذه الأزمة. 
وقال: «في عام 2021، وقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وحكومة الإمارات اتفاقية تعاون للاستجابة لاحتياجات الفنزويليين الذين نزحوا إلى كولومبيا»، مضيفاً: «تشمل الاتفاقية، والتي بلغت قيمتها 2 مليون دولار أميركي إدماج اللاجئين في برامج كسب العيش للاعتماد على أنفسهم وزيادة دخلهم، وتجهيز مناطق آمنة للفنزويليين من النساء والأطفال، وتقديم خدمات الدعم الصحي والنفسي والقانوني لهم، إضافة إلى تجهيز ورفع كفاءة أماكن الإيواء على المناطق الحدودية وداخل المدن». 
وتابع: «بشكل عام، يستفيد من هذا المشروع أكثر من 14 ألف شخص من النازحين واللاجئين الفنزويليين، وأيضاً الكولومبيين من المجتمع المضيف، على أن يكتمل المشروع بنهاية العام الحالي».

استجابة فورية
حول استضافة الإمارات لأكبر مخازن المفوضية في العالم بالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، قال ممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي: «يحتل المخزن العالمي للمفوضية في دبي موقعاً استراتيجياً، ويحظى بدعم لوجستي من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، وهو ما يمكن المفوضية من توفير استجابة فورية للاحتياجات الإنسانية الطارئة للاجئين والنازحين خلال وقت قصير لا يتجاوز 72 ساعة من اندلاع حالة الطوارئ، من خلال إرسال مواد الإغاثة غير الغذائية كالخيام والبطانيات والأغطية البلاستيكية وأدوات الطبخ وغيرها من المستلزمات الأساسية». 
وأضاف: «تمكنت المفوضية بفضل هذا الدعم من إرسال 15 شحنة إغاثية جوية و6 شحنات بحرية منذ مطلع عام 2022، اشتملت على مواد الإغاثة الأساسية، توجهت لدعم اللاجئين والنازحين في كل من اليمن وجيبوتي وإثيوبيا والصومال والدول المجاورة لأوكرانيا، واستفاد منها أكثر من 400,000 شخص».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©