عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
أصدر مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» دراسة جديدة بعنوان: «أفغنة أوكرانيا.. تهديد إرهابي للأمن والاستقرار في قلب أوروبا»، في محاولة لمعرفة حجم العناصر غير النظامية في الأزمة الأوكرانية وطبيعتها، والمقارنة بين النموذجين الأوكراني والأفغاني، لتوضيح حجم التهديدات المستقبلية التي تشكلها ظاهرة المقاتلين الأجانب للأمن في أوروبا.
وبينت الدراسة، أن أوروبا تعيش واحداً من أخطر التهديدات الأمنية والسياسية في تاريخها الحديث، فضلاً عن كونه أقوى تهديد إرهابي حقيقي. وأشارت الدراسة إلى أن الأزمة في أوكرانيا أعادت تنشيط وجود المرتزقة وجمعت شتاتهم من أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا، وأحضرت المئات من «الذئاب المنفردة» إلى ساحات القتال في مواجهة الروس، مؤكدة أن تجميع كل هذه الأعداد من المرتزقة، التي تجاوز عددها 40 ألف مقاتل، من مختلف أنحاء العالم يفتح المجال لأقوى اختراق أمني وأوسعه في التاريخ الحديث لمنظومة الأمن في أوروبا.
وبينت الدراسة أنه مع انتهاء الأزمة ستكون بداية صعبة لنموذج مختلف من المرتزقة والإرهاب في قلب أوروبا، بل ومن الوارد أن يلتفت هؤلاء لصناعة عدو جديد في الداخل الأوروبي، موضحة أنه في هذا الإطار ستدفع أوروبا لسنوات طويلة أو ربما لعقود مقبلة ثمناً باهظاً مقابل سماحها دخول المرتزقة أراضيها.
وأوضحت الدراسة، أن هؤلاء المتطرفين سيمثلون تهديداً حقيقياً للأمن في أوكرانيا وأوروبا كلها، بل إنه يجري إعداد أوكرانيا لتصبح خنجراً في الخاصرة الأوروبية يهدد أمنها وينال من استقرارها، بشكل يجعل منظومتها الأمنية محل استهداف في موجة متطورة شديدة الخطورة من الإرهاب، والتي ربما لن تجدي معها نفعاً تحالفات مواجهة الإرهاب عبر الضربات الجوية والتعامل عن بُعد على غرار ما كان يحدث في غالب التجارب الأوروبية السابقة.
وخلصت الدراسة إلى أن كل من الولايات المتحدة الأميركية، وأوروبا، وروسيا تكرر السيناريوهات ذاتها التي جربتها في حروب سابقة في أفغانستان والعراق وسوريا، مشيرة إلى أن الجميع يدرك المخاطر المحدقة بالاستعانة بالمرتزقة في الحرب. كما أن المرتزقة يمثلون واحدة من أهم أوراق المعارك الدائرة ميدانياً في الوقت الراهن، ويزيدون من تعقيدات المشهد العسكري لدى الجانبين، ويطيلون أمد المعارك، ويسهمون في إفشال الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
