السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عراقيون بين مآسي النزوح ومخاوف العودة

أطفال عراقيون في أحد مخيمات النزوح (أرشيفية)
30 يونيو 2022 01:29

هدى جاسم (بغداد)

لأسباب متعددة لم يستطع العديد من العراقيين العودة إلى منازلهم ومناطقهم التي هجروا منها تحت وطأة الإرهاب والطائفية التي ضربت البلاد.
وأغلقت السلطات العراقية خلال السنوات الماضية أكثر من 50 مخيماً للنازحين وإعادة ساكنيها إلى مناطقهم الأصلية.
واعتبر سكان مناطق في مدن ديالى والموصل وصلاح الدين التي شهدت نزوحاً كبيراً أن أكثر ما يعرقل إغلاق ما تبقى من المخيمات هو عمليات التدقيق الأمني التي تدخلت فيها قوى سياسية وفصائل مسلحة، باعتبار أن العديد من أبناء هذه المخيمات انتموا لتنظيم «داعش» أو كانت لهم علاقة مع أفراد التنظيم الإرهابي إبان سيطرته على مناطق شاسعة من البلاد، منذ عام 2014 حتى تحريرها عام 2017.
وعلى الرغم من سعي الحكومة متمثلةً بوزارة الهجرة والمهجرين إطلاق مشروع المصالحة لضمان أمن للنازحين إلا أن العديد منهم ما زالوا يتخوفون من العودة خشية البطش بهم، حسب قول لطيف علي وهو اسم مستعار لأحد النازحين من مناطق الموصل.
وأكد لطيف علي لـ«الاتحاد» أن خوفه على عائلته من القتل عند دخول «داعش» إلى منطقته جعله يتعامل مع عناصر منهم ليتمكن فقط من الفرار هو وعائلته، وفعلاً تمكن علي البالغ 44 عاماً من أن يحافظ على حياة أسرته حتى وصولهم إلى صلاح الدين وإيوائهم في أحد المخيمات، لكنه يخشى الآن من العودة إلى منزله في الموصل خشية البطش به هو وعائلته.
مخيمات النزوح في إقليم كردستان لم تكن أفضل حالاً من مخيمات أخرى منتشرة في عموم العراق على الرغم من إغلاق العديد منها بعد إعادة قاطنيها إلى مساكنهم الأصلية، لكنهم، والكلام لمسؤول في إحدى المنظمات الإنسانية التي تعنى بشؤون النازحين، يعاني العشرات منهم سوء التغذية وفقدان التعليم والسكن الأمن والبيئة المناسبة لتربية الأطفال.
وقال القاضي أصغر الموسوي، الوكيل الأقدم لوزارة الهجرة والمهجرين السابق والمختص بملف النازحين والمهجرين لـ «الاتحاد»: إن ما تبقى من نازحين لا يتجاوز عددهم 50 ألف، وقد كانت وما زالت جهود الحكومة ووزارة الهجرة والمهجرين جبارة لإنهاء هذا الملف.
وأشار الموسوي، الذي تابع ولسنوات طويلة هذا الملف عن قرب، إلى أن «العديد من العائلات النازحة فضلت البقاء في المناطق التي هاجروا إليها لعدة أسباب».
وحول العراقيين المتواجدين بمخيم الهول في سوريا، قال الموسوي: «هناك إشادة كبيرة من قبل المنظمات الدولية حول موقف العراق ورغبة حكومته لإعادة دمج العراقيين في مخيم الهول وإعادتهم إلى بلادهم مع وجوب التدقيق الأمني، وتحديد إذا كانت هناك مساءلات قانونية حولهم».
ولخطورة الوضع في مخيم الهول، قال الموسوي: «نطالب الدول الأخرى التي لها معتقلون في مخيم الهول بالتحرك نحو حل هذا الملف لخطورة التبعات المستقبلية التي يمكن أن تؤثر على المنطقة وأمنها، وأن يعاد تأهيل العائلات وخصوصاً الأطفال».
وكشفت منظمة «OCHA» للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في أخر تقرير لها عن أن عدد النازحين شهد انخفاضاً بمعدل 35000 نازح، في حين لا يزال هناك ملايين العراقيين يعانون من تبعات سنين من العنف والتشرد حصلت خلال سيطرة «داعش» على أجزاء كبيرة من العراق.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©