الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صوامع بيروت تنهار وآلاف المحتجين يطالبون بالحقيقة

أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت يطالبون بتحقيق العدالة (أ ف ب)
5 أغسطس 2022 00:28

الاتحاد، وكالات (بيروت)

أحيا الآلاف، أمس، الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت المرّوع، تزامناً مع انهيار أجزاء إضافية من صوامع القمح المتصدعة، في مشهد أعاد لحظة حصول الفاجعة إلى أذهان اللبنانيين الذين استنزفتهم أزمات بلادهم المتلاحقة.
وشهد مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020 انفجاراً ضخماً أودى بحياة أكثر من مئتي شخص وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، ملحقاً دماراً واسعاً بالمرفق وعدد من أحياء العاصمة.
وقالت طالبة الطب آية قاسم، البالغة 21 عاماً، خلال مشاركتها في الاحتجاجات: «عندما وقع الانفجار، اعتقدنا أن الحقيقة ستظهر بعد خمسة أيام، مر عامان ولم نعرف شيئاً». وأضافت: «للأسف ما زلنا هنا لأنه لا عدالة للضحايا».
وأثناء مشاهدتها لسحابة غبار انبعثت من المرفأ إثر انهيار الصوامع الشمالية في بيروت، قالت لمى هاشم، البالغة 30 عاماً، لفرانس برس: «أرى المشهد ذاته وتقريباً من المكان نفسه بعد عامين». وأضافت، وقد أدمعت عيناها: «أن يُعاد المشهد ذاته أمامنا لهو أمر موجع». 
ونظم أهالي الضحايا الذين طالبوا بتحقيق دولي جراء عرقلة التحقيق المحلي في بلد تسود فيه ثقافة الإفلات من العقاب، ثلاث مسيرات شارك فيها الآلاف، انطلقت الأولى من أمام قصر العدل.
وانطلقت مسيرة ثانية من مقر فوج الإطفاء، تجسيداً للرحلة الأخيرة لعناصر الفوج التسعة الذين هرعوا إلى المرفأ قبل دقائق من دوي الانفجار وقتلوا جميعهم. وحمل المشاركون نعوشاً خشبية بيضاء، ملطخة باللون الأحمر، وعليها أسماء عناصر فوج الإطفاء. كما انطلقت مسيرة ثالثة من وسط بيروت، الذي لطالما شكّل قلب التظاهرات الشعبية المناوئة للطبقة السياسية المتهمة بالتقصير والإهمال والفشل في إدارة الأزمات المتلاحقة. والتقت المسيرات الثلاث قبالة مرفأ بيروت. وعند تمام الساعة السادسة وسبع دقائق، لحظة وقوع الانفجار قبل عامين، سادت لحظات صمت ثم علا تصفيق المتظاهرين ورافقته أصوات سيارات الدفاع المدني وفوج الإطفاء، الذي فقد تسعة من عناصره في الحادثة المروعة.
وقالت ميراي خوري، التي فقدت ابنها، متحدثة باسم أهالي الضحايا: «من حقنا معرفة الحقيقة»، بينما رفع متظاهرون أعلاماً ملطخة باللون الأحمر وصوراً للضحايا. وردد المشاركون قسماً أكدوا فيه عزمهم مواصلة النضال حتى كشف هوية «المجرم».
وحمل المتظاهرون لافتة كُتب عليها: «لا عدالة للضحايا في ظل حكم الميليشيات والمافيا»، في إشارة إلى ميليشيات «حزب الله» والطبقة السياسية المتهمة بالتدخّل في عمل القضاء.
وقبل وقت قصير من وصول المسيرات إلى قبالة المرفأ، انهارت أربع صوامع جديدة من إهراءات حبوب بيروت، بعد أيام من انهيار صومعتين على الأقل يوم الأحد الماضي. وجاء انهيار الصوامع بعد أسابيع من اندلاع حريق نجم، وفق مسؤولين وخبراء، عن تخمّر مخزون الحبوب جراء الرطوبة وارتفاع الحرارة.
ونددت جمعية أهالي الضحايا بأداء المسؤولين إزاء حريق الاهراءات. وقالت، في بيان أمس: «تتأملون باستخفاف الحريق الذي التهم الإهراءات من دون أن تتحركوا». وأضافت: «لو سقط قسم منه، سنبقى متمسكين ومصرين وسنضحي بكل ما نملك من قوة لنحافظ ونحمي الجزء الصامد من الشاهد الصامت».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©