الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبير أميركي يحذر من حرب كارثية بين واشنطن وبكين

من مضيف تايون
7 أغسطس 2022 14:50

حذر الكاتب وعالم السياسة الأميركي جراهام أليسون من اندلاع حرب دموية بين الصين والولايات المتحدة عبر تايوان.
وقال أليسون، الأستاذ بكلية هارفارد كيندي والمدير السابق لمركز بيلفر بجامعة هارفارد في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأميركية، إنه لحسن الطالع، تدرك الحكومتان الأميركية والصينية أن حرباً ساخنة سوف تكون بمثابة كارثة بالنسبة لهما، ولا يريد أي شخص رزين في أي من الحكومتين اندلاع حرب.
وللأسف، يقدم التاريخ أمثلة كثيرة وجدت فيها الدول المتنافسة التي لم يرغب زعماؤها في خوض حرب، نفسها مرغمة على اختيارات مصيرية بين قبول ما اعتبرته خسارة غير مقبولة من جهة، واتخاذ خطوة زادت مخاطر الحرب من جهة أخرى.
والمثال التقليدي هو الحرب العالمية الأولى، ففي يونيو عام 1914، تم نصح فرانس فيرديناند وريث عرش إمبراطورية المجر والنمسا بعدم التوجه إلى سراييفو، مثلما نصحت وزارة الدفاع الأميركية بيلوسي قبل زيارتها. ولكن لم يتخيل أحد أنه سوف يتم اغتياله أثناء زيارته مما فجر الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى.
وشعرت روسيا بضرورة دعم أشقائها المسيحيين الأرثوذكس في صربيا، وأدت خطوة إلى أخرى في دائرة مفرغة من الأفعال وردود الأفعال التي زجت بكل أوروبا في أتون الحرب في غضون خمسة أسابيع.
وأضاف أليسون أنه في الصورة الأكبر للتاريخ، عندما تهدد قوة صاعدة بسرعة بشكل خطير بأن تحل محل قوة حاكمة كبرى، تنتهي المنافسة بينهما في أغلب الأحيان باندلاع حرب.
واليوم، تنخرط الولايات المتحدة والصين في المنافسة الأكبر على مر العصور.
وفي هذا الصراع فهل يكون نشوب حرب بشأن تايوان أمراً حتمياً؟ ويشير السجل التاريخي إلى أن نشوب الحرب هو الأكثر احتمالاً.
وهناك ثلاث حقائق بشأن المواجهة بين الصين والولايات المتحدة بسبب تايوان اليوم. وأول هذه الحقائق هي أنه ليس الرئيس الصيني شي جين بينج فقط، ولكن كل القيادة الصينية والشعب ملتزمون على نحو لا لبس فيه بمنع تايوان من أن تصبح دولة مستقلة. وإذا اضطر شي على الاختيار بين قبول تايوان مستقلة وبين نشوب حرب تدمر تايوان والكثير من أراضي الصين، فسوف يختار الرئيس الصيني وفريقه الحرب.
والحقيقة الثانية هي أن ما وصفه رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل بـ«التيارات المميتة» في السياسة المحلية تزداد انتشاراً الآن في كل من الولايات المتحدة والصين.
ويسارع السياسيون الجمهوريون والديمقراطيون الأمريكيون الخطى لإظهار من يمكن أن يكون أكثر صرامة تجاه الصين من الآخر.
ودعا مايك بومبيو الذي يأمل في نيل ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات الرئاسية، الولايات المتحدة للاعتراف بتايوان كدولة مستقلة، وبالنظر إلى التحركات بين الجمهوريين، فإن من المحتمل أن يكون ذلك بنداً مشتركاً في برنامج الحزب الجمهوري في حملة الانتخابات الرئاسية عام2024.
وبينما يرتب الرئيس شي المشهد السياسي للحصول على ولاية ثالثة تمثل سابقة كسكرتير عام للحزب الشيوعي وكإمبراطور افتراضي مدى الحياة، فإن الضغط عليه للوقوف في وجه الولايات المتحدة واتخاذ موقف قوي بشان تايوان أقوى من أي وقت مضى.
والحقيقة الثالثة، التي ما زال على معظم السياسيين الأميركيين الاعتراف بها، هي أن التوازن العسكري في مضيق تايوان قد شهد تحولاً في ربع القرن منذ الأزمة التايوانية الأخيرة، حيث مال ميزان القوى المحلي بشكل حاسم لصالح الصين.
وتابع أليسون أنه إذا تعين على الولايات المتحدة أن تخوض حرباً محلية بشأن تايوان، فإنه من المحتمل أن يواجه الرئيس اختياراً مصيرياً بين خسارة الحرب والتصعيد لحرب أوسع نطاقاً يكون للولايات المتحدة اليد العليا فيها.
ورغم الطفرة الكبيرة في قدرات الصين العسكرية، تواصل الولايات المتحدة السيطرة على بحار المياه الزرقاء التي تعتمد عليها بكين لاستيراد الطاقة وتصدير منتجاتها.
وبالطبع، فإن حرباً أوسع نطاقاً يمكن أن تزداد تصعيداً، وهذا التصعيد يشمل استخدام الأسلحة النووية.
وفي المجال النووي، ليس هناك أدنى شك في حقيقة أن الولايات المتحدة يمكنها محو الصين من الخريطة. ولكن ليس هناك أدنى شك أيضاً في حقيقة أنه لا يمكنها عمل ذلك من دون قيام الصين بالانتقام بشن هجمات نووية سوف تقتل معظم الأميركيين.
ولدى الصين الآن أيضاً ترسانة نووية قوية يطلق عليها الدمار المؤكد المتبادل. وفي أي حرب نووية، لا يمكن للولايات المتحدة ولا للصين أن تدمر الأخرى من دون أن يتم تدميرها.
ولكن بينما لن يختار أي زعيم عاقل خوض حرب نووية، فإن تاريخ الحرب الباردة يتضمن عدداً من المواجهات التي اختار فيها زعماء قبول مخاطر الحرب المتزايدة، بدلاً من قبول استيلاء الاتحاد السوفييتي السابق على برلين أو نصب صواريخ تحمل رؤوسا نووية في كوبا.
واختتم أليسون تقريره بالقول إنه إذا كان أفضل ما تستطيع الحكومتان الحاليتان الأميركية والصينية القيام به هو التحلي بالحنكة السياسية كالمعتاد، وهو ما تمت مشاهدته في الأسبوع الماضي، عندئذ فإنه يتعين توقع سريان حركة التاريخ كالمعتاد. وبشكل مأساوي، فإن التاريخ كالمعتاد سوف يعني حرباً كارثية يمكن أن تدمر الطرفين.

المصدر: وكالات
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©