الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«هجمات سبتمبر».. 21 عاماً و«القاعدة» ضعيفة ومرتبكة

بايدن يضع إكليلاً من الزهور على نصب ضحايا اعتداءات سبتمبر في «البنتاجون» (أ ف ب)
12 سبتمبر 2022 01:39

أحمد عاطف (واشنطن، القاهرة)

أحيا الأميركيون، أمس، الذكرى الـ 21 على اعتداءات 11 سبتمبر التي أسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، فيما يعيش تنظيم «القاعدة» الإرهابي الذي نفذ الهجمات حالة من الارتباك والضعف، خصوصاً بعد مقتل زعيمه أيمن الظواهري، وعدم اعتراف التنظيم حتى الآن بمقتله أو الإعلان عن زعيم جديد له.
وشدد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، خلال إحياء ذكرى الهجمات من مقر وزارة الدفاع «البنتاجون»، على الاستمرار في مراقبة الأنشطة الإرهابية حول العالم. 
 وقال، إن الولايات المتحدة لن تترد في استخدام قوتها العسكرية ضد أي تهديدات إرهابية حتى على الرغم من انتهاء الحرب في أفغانستان. وأضاف الرئيس الأميركي: «استغرق الأمر 10 سنوات لرصد أسامة بن لادن وقتله، لكننا تمكنا من ذلك». 
ووضع بايدن إكليلاً من الزهور بمقر الجيش الأميركي خارج واشنطن، حيث تحطمت طائرة رحلة الخطوط الجوية الأمريكية «أميركان أيرلاينز» رقم 77 صباح يوم الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 184 شخصاً.
وبات تقليداً بشكل سنوي، أن يحضر رؤساء الولايات المتحدة مناسبات لإحياء ذكرى الهجمات الإرهابية الدامية على الأراضي الأميركية.
وقال بايدن: «ليس كافياً أن ندافع عن الديمقراطية مرة في السنة، أو بين الحين والآخر، إنه أمر يجب القيام به كل يوم». 
وفي نيويورك تجمّع أقارب الضحايا وعناصر الشرطة والإطفاء ومسؤولون من المدينة عند النصب التذكاري والمتحف الوطني لـ11 سبتمبر في الجزء الجنوبي من مانهاتن، حيث تمّت تلاوة أسماء الأشخاص الذين قتلوا كما هي الحال كل عام منذ وقع الهجوم الأكثر الدموية الذي شهدته الولايات المتحدة في تاريخها، وقُرعت الأجراس بينما وقف المشاركون دقيقة صمت. وأُضيئت سماء نيويورك مساء أمس الأول، بشعاعين باللون الأزرق يرمزان إلى برجي مركز التجارة.
وإلى جانب الخسائر الرهيبة مع آلاف الوفيات والجرحى، توفي آلاف آخرون في السنوات التالية بسبب أمراض سببها الدخان السام الناجم عن انهيار البرجين التوأمين.
وفي الذكرى الـ21 للهجوم الإرهابي الأكبر لـ «القاعدة»، لايزال التنظيم يرفض الإعلان عن مقتل زعيمه أيمن الظواهري بغارة جوية في العاصمة الأفغانية كابول أو إعلان زعيم جديد له،
وهو ما يشير إلى حالة من التخبط الكبيرة داخل ما تبقى من التنظيم.
وأشار خبراء ومقربون من التنظيم الإرهابي إلى تولي صهر الظواهري، عبد الرحمن المغربي لزعامة التنظيم، حيث كشفت وثائق عُثر عليها أثناء عملية قتل أسامة بن لادن أن «المغربي» كان نجماً صاعداً في التنظيم لسنوات عدة، وشغل منصب القائد العام لها في أفغانستان وباكستان.
وكان المغربي مطلوباً من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي لاستجوابه بشأن عضويته في «القاعدة».
وبحسب خبراء تحدثوا لـ«الاتحاد»، فإن عملية اختيار الزعيم الجديد للتنظيم الإرهابي تعتمد على عوامل عدة، أبرزها موقف التنظيم من الشخص المطروح، وأولوية تجذره لمن تبقى من الجيل الأول من قادة الجماعة، وموقفه من التدريب والتخطيط والمواجهة، إضافة لثقل أسمه وعلاقته وقرابته بالقيادات العليا والوسطى في التنظيم.
وأشار الخبراء إلى أن القاعدة المتبعة على مدى السنوات الماضية هي اختيار المقربين من بن لادن ومؤخراً المقربين من الظواهري في المراكز القيادية الحساسة في التنظيم.
واعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية الدكتور صبره القاسمي، أن المغربي أحد أهم المرشحين لقيادة التنظيم، نظراً لقربه من الظواهرى في أيامه الأخيرة، فضلاً عن أنه صهره.
وكان المغربي محل ثقة الظواهري، وينافسه «سيف العدل» الذي أشارت إليه وثائق بأن ابن لادن كان يرفض توليه المناصب القيادية السياسية وتوليه فقط المناصب العسكرية.
وأضاف القاسمي لـ«الاتحاد»، أن المغربي كان قد تولى القيادة العامة للتنظيم الإرهابي في أفغانستان وباكستان لسنوات، إضافة لتوليه إدارة اللجان الإعلامية الرئيسة لـ«القاعدة» لفترة طويلة.
وأعرب الدكتور صبرة القاسمي عن اعتقاده بأن إعلان «القاعدة» سوف يتأخر في الاعتراف بمقتل الظواهري أو إعلان مقتله، نظراً لحالة الارتباك والضعف التي يمر بها التنظيم، إضافة إلى أن هناك أسباباً غير معلنة بسبب السلسلة المعقدة من الاتصالات بين أعضاء التنظيم وبين المرشحين.
بدوره، كشف الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة أحمد سلطان، عن أن فريقاً من عناصر «القاعدة» يرى أن المغربي ربما لا يصلح لقيادة التنظيم في الوقت الحالي، معتبرين أن خبرته تقتصر فقط على الجانب الدعائي، وأنه لم يكن قائداً في العمليات الخارجية وليس له باع تنظيمي طويل.
وأشار إلى أن مصاهرته للظواهري لا ترفع قدره التنظيمي في ظل الأزمة الحالية، فضلاً عن أن تواجده في دولة بعينها اغتيل بداخلها عناصر للقاعدة مؤخراً يطعن في شرعيته التنظيمية ويجعله محل ريبة لقيادات وأفراد «القاعدة».
ورغم ذلك، لا يستبعد سلطان اختيار عبدالرحمن المغربي واجهة تنظيمية حتى مع هذه الملاحظات عليه، خاصة أن «سيف العدل» لا يُحب أن يكون في الواجهة ويتم العمل من وراء الستار للتحكم في «القاعدة» ويتحمل عبدالرحمن الإخفاقات والفشل.
وأشار سلطان لـ«الاتحاد» إلى أن هناك أزمة داخل التنظيم مع محاولته تأجيل حسم خلافة الظواهري.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©