الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تونس.. انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية

رئيس الهيئة العليا للانتخابات يسلم الرئيس التونسي التقرير العام حول الاستفتاء (من المصدر)
26 نوفمبر 2022 01:47

شعبان بلال (تونس، القاهرة)

انطلقت في تونس الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية المقرر عقدها يوم 17 ديسمبر القادم، فيما اعتبر خبراء ومحللون تونسيون في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الانتخابات المرتقبة تشكل محطة مفصلية لاستكمال «الجمهورية الثالثة».  
وحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فإن الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية انطلقت أمس، على أن يبدأ الصمت الانتخابي يوم 14 ديسمبر، قبل 3 أيام من الاقتراع. ومنذ ساعات الصباح الأولى بدأ مرشحون بنشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن محتوى برامجهم الانتخابية، فيما لا تزال المساحات المخصصة للصور والدعايات في طرقات وميادين البلاد فارغة من أي إعلان.
وفي 3 نوفمبر الجاري، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، قبول 1058 طلب ترشح للانتخابات التشريعية، سيتنافسون على 161 مقعداً في مجلس النواب.
والأربعاء، انطلقت الحملة الانتخابية في الخارج وسط غياب كلي للمرشحين في 7 دوائر انتخابية من أصل 10.
ومنتصف سبتمبر أجرى الرئيس قيس سعيد، تعديلات على القانون الانتخابي الصادر في 2014، باعتماد طريقة الاقتراع على الأفراد عوضاً عن القوائم، واعتماد مبدأ سحب الوكالة، وتقليص عدد النواب من 217 إلى 161، منهم 10 نواب عن الجالية بالخارج. وتسود حالة من الترقب الساحة السياسية في تونس استعداداً للانتخابات التشريعية، كخطوة أخيرة في مسار «الجمهورية الثالثة» التي أطلقها الرئيس قيس سعيد لإنهاء سيطرة «الإخوان»، واستكمال مؤسسات الدولة بعد نجاح الاستفتاء على الدستور في يوليو الماضي.
واعتبر رئيس منتدى «تونس الحرة» حازم القصوري أن الانتخابات التشريعية المقبلة محطة مفصلية في تاريخ البلاد للعودة إلى المؤسسات بعد الفترة العصيبة التي عاشتها بسبب تركة «الإخوان» الكارثية، والتي شهدت اختراق المؤسسات وأصبحت «الحزبية والمحسوبية الإخوانية» حجر الزاوية في العمل السياسي. وأضاف القصوري في تصريحات لـ«الاتحاد» أن «مؤشرات المشاركة في الانتخابات إيجابية، والمرشحون من رحم الشعب والمناطق الداخلية، وهذا يشكل عنصراً إيجابياً لترجمة مطالب واحتياجات الجماهير»، مشيراً إلى أن تونس اليوم في مرحلة تاريخية لبناء مؤسسات على درب تنمية عادلة وشاملة.
بدوره، أوضح المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي أن نجاح الانتخابات مرهون بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الإعداد للانتخابات لم يبدأ بعد على مستوى وجود خطة من الناحية القانونية والتعبئة الشعبية، خاصة وأن أغلب المرشحين ليس لهم صفات حزبية حتى وإن كانوا متخفين وراء أحزاب. وأضاف الجليدي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن هناك إعداداً جيداً على المستوى اللوجستي، لكن لم تنطلق الماكينة الانتخابية بعد، متوقعاً أن تكون المنافسة «حامية الوطيس» تبحث عن تواجد وسط خريطة معقدة للغاية.
ووصف المحلل السياسي التونسي منذر ثابت الانتخابات المقبلة بأنها «مفصلية بين عهدين»، الأول عهد 2014 ومنظومة «الجمهورية الثانية» بما تعنيه من نظام برلماني، والثاني مرحلة جديدة لـ«الجمهورية الثالثة» وهي مرحلة التمثيل القاعدي.
وأضاف ثابت في تصريحات لـ«الاتحاد» أن هناك فتوراً في الساحة الاجتماعية وخيبة أمل من الطبقة السياسية، وهناك اتجاه يدين المنظومة السابقة، وآخر يعتبر أن الرئيس قيس سعيد لم يتجه إلى حل الأزمات المزمنة، خاصة الاقتصادية. 
وتعدّ الانتخابات التشريعية المبكرة المقبلة أحد إجراءات الرئيس الاستثنائية، وسبقها حلّ البرلمان ومجلس القضاء، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقرار دستور جديد للبلاد عبر استفتاء أُجري في 25 يوليو الماضي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©