الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة أوكرانيا.. إعادة ترتيب الأوراق بين الاتحاد الأوروبي و«الناتو»

وزير الخارجية الأميركي ونظيريه السويدي والفنلندي قبل اجتماع لـ«الناتو» (ا ف ب)
1 ديسمبر 2022 02:21

دينا محمود (لندن)

إذا كان اندلاع الأزمة الأوكرانية واستمرارها لكل هذه الشهور، قد قرع أجراس الإنذار في أنحاء متفرقة من العالم للتحذير من مواصلة الاعتماد على «سلة غذاء» واحدة للتزود بالحبوب، فإن الصراع نفسه بات يشكل تذكيراً صارخاً لأوروبا، بضرورة أن تتمتع باستقلالية أكبر، في المجاليْن الأمني والدفاعي.
فبعد عقود طويلة، اعتمدت خلالها هذه القارة، على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» لحماية أراضيها ومواجهة أي تهديدات تُحدق بها، أكدت تبعات المواجهات الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من 9 أشهر، الأهمية المتزايدة لأن تضطلع أوروبا بدور مركزي، في التعامل مع قضايا الأمن والدفاع الخاصة بها.
كما أبرزت تلك الأزمة والتي لا تلوح لها نهاية في الأفق، وجود حاجة لبلورة نموذج إقليمي للدفاع والردع، يعتمد فيه الأوروبيون على أنفسهم، قبل أي طرف خارجي آخر، خاصة على ضوء استراتيجية الأمن القومي الجديدة، التي كشفت عنها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن النقاب، منتصف أكتوبر الماضي.
فبحسب هذه الاستراتيجية، تولي الولايات المتحدة، الجانب الأكبر من اهتمامها لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما يعني أن آسيا لا أوروبا، ستكون محل تركيز أوسع نطاقاً، من جانب صناع القرار السياسي والعسكري في واشنطن، كما تشير في الوقت ذاته، إلى أن الأزمة الأوكرانية، بكل ما ترتب عليها من تأثيرات، لم تغير ترتيب الأولويات لدى البيت الأبيض.
ومن شأن ذلك، كما يقول المحلل السياسي البارز لويس سيمون، دفع القارة الأوروبية، إلى تحمل قدراً أكبر من المسؤولية عن توفير الأمن لبُلدانها والدفاع عن حدودها وأراضيها، خاصة في وقت تشهد فيه هذه البقعة من العالم، حرباً ضارية، لم يسبق لها مثيل منذ عشرات السنوات.
وفي تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمعهد «إلكانو» الملكي للدراسات الدولية والاستراتيجية في إسبانيا، أشار سيمون، إلى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي بحث سبل تفعيل سياسته الأمنية والدفاعية المشتركة، التي اعتُمِدَت عام 1999، واقتصر تطبيقها منذ ذلك الحين على جانبها الأمني، في ظل اضطلاع «الناتو» بالشق العسكري والدفاعي منها.
وقد أدى تقسيم المهام على هذا النحو، إلى أن يتولى الحلف على مدار العقديْن الماضييْن، العمليات التي قد تنطوي على قتال ومعارك حربية، في حين ينحصر الدور الأوروبي في الإسهام في جهود تحقيق الاستقرار وربما حفظ السلام والأمن، وهي معادلة يؤكد سيمون، الذي يرأس فرع معهد «إلكانو» بمدينة بروكسل مقر الاتحاد، أنه آن الأوان لتغييرها.
فقد دعا المحلل الاستراتيجي المخضرم، إلى أن يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً أكبر في الدفاع عن الدول الأعضاء فيه من جهة، وفي تأمين خاصرته الجنوبي المتمثلة في الدول المطلة على الشاطئ الأفريقي من البحر المتوسط وتلك الواقعة في منطقة الساحل كذلك من جهة أخرى، على ألا تغفل بروكسل في هذا الخصوص، الوضع في الشرق الأوسط أيضاً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©