الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دعوات لتشكيل «حكومة سياسية» في تونس

جانب من عمليات فرز الأصوات في مركز اقتراع بتونس العاصمة (أ ف ب)
23 ديسمبر 2022 01:33

شعبان بلال (تونس، القاهرة)

دعت حركة «شباب تونس الوطني» المؤيدة للإجراءات الاستثنائية التي أعلن الرئيس قيس سعيد إلى تأليف «حكومة سياسية» تشارك فيها، فيما أكد خبراء ومحللون سياسيون في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن الانتخابات التشريعية خطوة مهمة وأساس نحو استعادة المسار الديمقراطي واستكمال المؤسسات.
واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة «شباب تونس الوطني» عبد الرزاق الخلولي، أن «المنظومة القديمة تعرقل المسار وتشيطن مسار 25 يوليو ودعت لمقاطعة الانتخابات، لذلك نتفهم النسبة الضعيفة للمشاركة في الدور الأول للانتخابات التشريعية».
وبشأن الحكومة الراهنة برئاسة نجلاء بودن، قال الخلولي: «نطالب بالتسريع في إدخال نفس جديد على الحكومة، والقيام بتغيير حكومي وتشكيل حكومة سياسية يشارك فيها أبناء المسار من حراك 25 يوليو».
وبخصوص نتائج الانتخابات، قال الخلولي: «فزنا بالمرتبة الأولى في الدور الأول للانتخابات بنجاح 10 مرشحين للحراك».
وتابع: «سنعمل على أن يفوز 40 مرشحاً في الدور الثاني من بين 65 مرشحاً يخوضون هذا الدور، وسنكون كتلة برلمانية قوية في خدمة مشاغل الشعب ومطالبه».
وتأتي الانتخابات ضمن سلسلة إجراءات استثنائية اتخذها الرئيس قيس سعيد في يوليو 2021، والتي بموجبها أنهى حكم «الإخوان» متمثلاً بحركة «النهضة» وأجري استفتاء على الدستور في إطار مسار «الجمهورية الجديدة».
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن الانتخابات التشريعية خطوة مهمة وأساس نحو استعادة المسار الديمقراطي واستكمال المؤسسات، مع ضرورة الانتقال للعمل نحو إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي بعد تشكيل البرلمان.
وأكدت المرشحة السابقة لمجلس النواب التونسي آمال عماري أن الانتخابات التشريعية خطوة أولى نحو الانتقال من الوضع الاستثنائي واستكمال مؤسسات الدولة، مشيرةً إلى أنه بعودة مجلس النواب والمحكمة الدستورية يمكن الحديث عن بدء مرحلة جديدة، خاصة مع أهمية دور المؤسستين.
وحول سبب ضعف المشاركة في الانتخابات، قالت عماري لـ«الاتحاد»: إن ذلك أمر متوقع في ظل ظرف اقتصادي صعب تعيشه تونس ولطبيعة نظام الاقتراع على الأفراد، بالإضافة إلى غياب التمويل العام، ما جعل الحملة الانتخابية ضعيفة، حيث لم يستطع المرشحون تغطية كافة المدن والقرى في ظل طبيعة تقسيم الدوائر.
بدوره، اعتبر المحلل السياسي التونسي الهادي حمدون أن المرحلة الأولى من الانتخابات انتهت بشكل جيد وفي انتظار الدور الثاني لحسم كامل مقاعد المجلس، معتبراً أن ذلك سيكون خطوة جيدة دعماً لمسار 25 يوليو الذي كان من أهم مطالبه حل البرلمان السابق.
وأضاف حمدون لـ«الاتحاد» أن البرلمان المقبل سيكون له مساهمة كبيرة في تحسين الأجواء السياسية ورسالة جيدة للشعب بأن المجلس يعمل لصالح الشعب لا للمصلحة الشخصية، خاصة أن صلاحياته تتضمن تقديم مشاريع قوانين ذات صبغة تنموية واقتصادية، والبحث عن جملة من الحلول المتعلقة بالجهات والولايات التي ترشح عنها النائب المنتخب مباشرة، ما يجعل البرلمان أقرب للشعب خلافاً للبرلمانات السابقة.
وأوضح المحلل السياسي أن انتخاب البرلمان سيبعث برسائل طمأنة للخارج خاصة الدول الكبرى والبنك الدولي والمستثمرين، لحثهم على مساعدة تونس للخروج من أزمتها الاقتصادية، وكذلك رسالة واضحة بأن الوضع السياسي والاقتصادي قابل للتحسن مما يجعل المناخ ملائماً للاستثمار.
كما أكد المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي أن وتيرة الانتخابات سارت بصورة هادئة بسبب الوضع السياسي، معتبراً أن المرحلة الأصعب تأتي بعد الانتخابات، وما سيكون عليه شكل البرلمان الجديد ودوره في الإصلاح الاقتصادي والسياسي.
وكشف لـ«الاتحاد» عن أن هناك فتوراً في الساحة الاجتماعية وخيبة أمل من الطبقة السياسية، لافتاً إلى وجود اتجاه يدين المنظومة السابقة، واتجاه آخر يعتبر أن الرئيس قيس سعيد لم يتجه لحل الأزمات المزمنة خاصة الاقتصادية.
وفي السياق، أشار المحلل السياسي التونسي منذر ثابت إلى وجود العديد من المؤثرات السلبية التي أدت للإحجام عن المشاركة بالانتخابات بكثافة. وأضاف ثابت لـ«الاتحاد» أن الانتخابات التشريعية مفصلية بين عهدين، الأول عهد 2014 ومنظومة «الجمهورية الثانية» بما تعنيه من نظام برلماني، والثاني مرحلة جديدة لـ«الجمهورية الثالثة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©