الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أفريقيا محل تنافس كبير بين القوى الدولية

بايدن متحدثاً خلال القمة الأميركية الأفريقية (إرشيفية)
31 ديسمبر 2022 01:46

عبدالله أبوضيف (القاهرة)

تمثل القارة الأفريقية ثقلاً هائلاً ربما لا تتمتع به قارة أخرى من ناحية امتلاكها ثروات بحرية ومعدنية وزراعية، ما جعلها محل تنافس قوي بين القوى الدولية، خاصة على المستوى الاقتصادي في الوقت الذي يبحث فيه العالم وخاصة الولايات المتحدة والصين وروسيا على مواضع مختلفة للاستثمار، خصوصاً داخل القارة السمراء.
ترى المحللة السياسية الأميركية إيرينا تسوكرمان أنه على مدى العقود الماضية تجاهلت الإدارات الأميركية المتعاقبة القارة الأفريقية بأكملها، وكان أي تدخل يتعلق فقط بالمسائل الأمنية وفي نطاق محدود للغاية في العديد من النزاعات مثل تلك المتعلقة بإثيوبيا وأريتريا.
وأضافت تسوكرمان، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الولايات المتحدة غيرت استراتيجياتها مراراً وتكراراً في الصومال، وشاركت في تدريب محدود للقوات الخاصة الصومالية، لكنها تخلت عن البلاد بعد ذلك لسنوات عدة حتى وصل التطرف إلى أقصى درجاته داخل البلاد، وتعاملت مع بعض الملفات، لكنها تجاهلت المشكلة المتنامية للإرهاب المتمثل في «القاعدة» و«داعش» الإرهابيين.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ركزت على مدار السنوات العشر الماضية على قضايا أخرى خارج الإطار الأفريقي، فقامت دول بنشر نفوذها الاقتصادي والعسكري وقوتها الناعمة في أنحاء إفريقيا، بما في ذلك الصين وتركيا على وجه الخصوص وبدرجة أقل روسيا.
وترى المحللة الأميركية أن الرئيس جو بايدن فشل في وضع أي استراتيجية ملموسة في ما يتعلق بالانخراط في أفريقيا لمواجهة تأثير الدول الأخرى والجهات الفاعلة غير الحكومية، وإحدى القضايا التي لم يتم حلها -على سبيل المثال- قضية المعادن النادرة  والمتوافرة في العديد من البلدان الأفريقية والتي تستغلها الصين بشكل مباشر، وهذا أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت العديد من الخبراء بالبيت الأبيض للانخراط بشكل أكبر في القارة السمراء في السنوات الأخيرة، ما جعل الولايات المتحدة تستضيف قمة تضم العشرات من القادة الأفارقة، تهدف إلى استعادة النفوذ في القارة وخصوصاً في مواجهة المنافسة الموجودة داخل القارة.
وقالت إن الكونغرس طرح مشروع قانون يتعلق بالسعي وراء هذه الموارد الطبيعية المهمة، وستكون القضايا التعليمية والإنسانية لمكافحة التطرف ومساعدة الحركات الشعبية ضد الفساد الحكومي موضع ترحيب أيضاً.
ويعزو المحلل السياسي السوداني عماد حسين الاهتمام الأميركي الكبير بالقارة الإفريقية إلى استئناف انعقاد القمة الأفريقية الأميركية، للأهمية السياسية والاقتصادية للقارة السمراء، حيث إن عدد سكان القارة تضاعف تقريبا وينمو بمقدار أكبر بكثير عن  باقي القارات، على سبيل المثال نيجيريا ستصل إلى أكثر من 400 مليون نسمه في 2050، وبالتالي تتغير الجوانب السياسية والاقتصادية والديموغرافية للقارة.
وأوضح المحلل السوداني أن نسبة التعاون الاقتصادي بين الصين وإفريقيا تصل إلى نحو 15 %، وهي نسبة كبيرة ومرتفعة ومن الطبيعي أن تنتبه لها الولايات المتحدة، وهناك أيضاً مجموعة «البريكس» لديها امتيازات كبرى في القارة بما انعكس إيجاباً مع روسيا والصين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©