الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السودان.. «الاتفاق الإطاري» يصطدم بـ«أزمة ثقة»

متظاهر يرفع علم السودان خلال احتجاج في الخرطوم (أ ف ب)
25 يناير 2023 01:05

الخرطوم (الاتحاد)

رغم الخلافات على «الاتفاق الإطاري» بين القوى السياسية في السودان، إلا أن البعض يرى فيه بدايةً حقيقية لحكومة مدنية تنقذ البلاد من أزمات سياسية واقتصادية تزايدت خلال السنوات الأخيرة.
وقالت الباحثة السودانية في جامعة الخرطوم أسمهان إبراهيم: إن الاتفاق النهائي في حال توقيعه بشكله الحالي القائم على إقصاء جهات سياسية ورفض التوقيع عليه من أطراف ثانية لن يحقق أي استقرار بل سيقود السودان إلى المزيد من التشرذم والاحتقانات، خاصة أن أكثر من جهة أعلنت التصعيد قبل التوقيع.
وأشارت أسمهان في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أنه في حال تم الوفاق الشامل بين كل أو معظم الأطراف السياسية بقبولها التوقيع على الاتفاق سيتم تكوين حكومة مدنية قائمة على أسس ديمقراطية مستقرة تقود البلاد إلى انتخابات نزيهة تمثل كل الشعب السوداني.
وقالت: «في حال عدم الوفاق ستولد حكومة فاشلة ولن يكتب لها الاستقرار وقد تحوّل السودان لدولة منهارة وتهدد حتى دول الجوار، وترى أن المبادرة المصرية القائمة على الوفاق الشامل بين أبناء الشعب وعلى الحلول السودانية السودانية هي أقصر طريق لنجاح الحكومة المدنية والعبور بالبلاد لبر الأمان».
ووقع المكون العسكري وبعض القوى السياسية في السودان، في ديسمبر الماضي، «اتفاقاً إطارياً» بشأن الفترة الانتقالية، لاقى ترحيباً دولياً وأممياً باعتباره خطوة مهمة ومحورية لإرساء المبادئ المتعلقة بهياكل الحكم في السودان.
وأشار أستاذ السياسات الخارجية والأمن القومي بالمركز الدبلوماسي بوزارة الخارجية السودانية الدكتور عبد الرحمن أبو خريس إلى أن عدم وجود قاعدة عريضة تلتف حول «الاتفاق الإطاري» تجعل منه وثيقة ضعيفة، مشيراً إلى أن أي حكومة ناتجة عنه ستكون غير متماسكة وغير متفق عليها.

اتفاق شامل
أوضح أبوخريس في تصريح لـ«الاتحاد»، أن «الاتفاق الإطاري» مصاب بضعف الالتفاف حوله لعدم وجود الثقة بين المكونات السياسية في السودان، مشيراً إلى أنه من مصلحة «الرباعية الدولية» وقوى «الحرية والتغيير» المجلس المركزي، إدراك الضعف البيّن وعدم قبول هذا الاتفاق.
ولفت أبو خريس إلى أن الشارع يحتاج إلى اتفاق يجمع أكبر قدر من القوى السياسية وينتج ثقة بين القوى المدنية لأن السودان بحاجة لحكومة مدنية تنقذه من أزماته وتخفف عن كاهل الشارع، وهو ما يحتاج لمزيد من الجهد والصبر لتعزيز الثقة بين المكونات السياسية.
وفي السياق، حذرت أستاذة العلاقات الدولية والسياسية بجامعة الخرطوم الدكتورة تماضر الطيب من أن أي حكومة مدنية ستنتج عن «الاتفاق الإطاري» بوضعه الحالي ستكون غير ملبية لما يريده الشارع السوداني، بسبب الخلافات والانقسام الواضح بين القوى السياسية المختلفة وكذلك الشارع.
وأضافت الطيب في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المجموعة الموقعة على الاتفاق مع المؤسسة العسكرية تسعى للتوقيع على اتفاق نهائي مدعوم بجهود دولية لتشكيل حكومة مدنية تقود الفترة المقبلة، مشيرةً إلى أن هذه الحكومة ستكون غير ممثلة لجميع القوى السياسية وغير حريصة على التحول الديمقراطي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©