عدد اليوم
نيويورك (الاتحاد)
دعت دولة الإمارات إلى التهدئة والدبلوماسية والحوار تمهيداً لإحلال سلام عادل ودائم يحترم سيادة أوكرانيا، فيما طالبت أطراف النزاع التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، مشيدة بجهود الأمم المتحدة وتركيا الحثيثة باتجاه إيجاد حلول للمسائل العالقة والخاصة بمبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب.
وقالت الإمارات، أمس في بيان ألقته السفيرة لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن: «لا ينبغي علينا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الحرب ونتركها تتحول إلى صراع طويل الأمد لعدة سنوات، مؤكدة أن العواقب وخيمة للغاية بالنسبة لنا جميعاً، لذا يجب بذل قصارى جهدنا لتجنب آثارها الكارثية».
وأضافت: إن القتال مستمر ولا ينتهي، والثمن يدفعه المدنيون الذين يتحملون وطأة المعاناة، لا يمكن التعبير عن حجم الدمار والوضع الإنساني المتردي في أوكرانيا بالأرقام التي سمعناها اليوم.
وأشارت السفيرة لانا نسيبة إلى أنه في الشهور الأربعة عشر الماضية من الحرب، كان هناك آلاف الضحايا المدنيين تم التحقق منهم، مبينة أن 18 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وأكثر من 8 ملايين لاجئ في جميع أنحاء أوروبا، إضافة إلى نزوح 5 ملايين شخص إضافي داخل أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، شددت نسيبة على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها من قبل المدنيين، مضيفة أنه «في الأسابيع الأخيرة، كان هناك ارتفاع ملحوظ في ضربات الصواريخ والطائرات من دون طيار التي دمرت البنية التحتية، والمنشآت الإنسانية تعرضت للقصف، وشهد الأسبوع الماضي تدمير مستودع تابع للصليب الأحمر الأوكراني وعيادة صحية متنقلة».
وجددت السفيرة لانا نسيبة مرة أخرى، دعوة أطراف النزاع إلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، مشددة على ألا تكون الأعيان المدنية هدفاً للهجوم مطلقاً.
وقالت: «تواصل الإمارات تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع، بما في ذلك التبرع بعربات الإسعاف مؤخراً، كما تواصل دعم احتياجات الطاقة المدنية، لذا أرسلت الإمارات 2500 مولد كهربائي إلى جانب مصادر طاقة إضافية موفرة للطاقة في الفترة المقبلة».
وتابعت «كان للحرب في أوكرانيا عواقب بعيدة المدى خارج ساحة المعركة حيث أدت الآثار المتتالية إلى تفاقم أزمات الغذاء العالمية، حيث أثبتت مبادرة حبوب البحر الأسود أنها حيوية، فمن خلالها شهد العالم تصديراً آمناً لأكثر من 30 مليون طن متري من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا منذ بداية المبادرة». ونوهت بأن هذه الجهود ساهمت حتى الآن بنجاح في تخفيف الضغط المتزايد على أسعار الغذاء العالمية والآثار العرضية الحتمية لنظام غذائي غير مستقر على أفقر سكان العالم، مشيدة بالجهود الجادة للأمم المتحدة وتركيا لجلب جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات من أجل إيجاد حلول بشأن القضايا المعلقة.
وأعربت نسيبة عن أملها أن تواصل الأمم المتحدة العمل من كثب مع جميع الأطراف لضمان التشغيل السلس والآمن لمبادرة حبوب البحر الأسود، مطالبة في الوقت نفسه، بضرورة التنفيذ الكامل لمذكرة التفاهم بشأن الأسمدة والمنتجات الغذائية الروسية ومواصلة دعم الجهود لتحقيق هذه الغاية.
واعتبرت السفيرة لانا نسيبة، أن التوصل إلى اتفاق، حول مبادرة الحبوب وغيرها من النتائج التفاوضية الناجحة، مثل تبادل الأسرى، يُظهر أن هناك درجة من الاستعداد للتفاوض والمضي قدما لبناء الثقة بين جميع الأطراف.
