هل تعلم بأن العقل البشري مزود بقدرات فطرية، يمكنها أن تعطل أو تغير القوانين التي تحكم الطبيعة؟ هل تعلم بأن مجريات الكون قابلة للتغيير؟ إن عقلك مزود بقدرات فطرية تمكنك من تغيير حدث أو منعه باستهدافه فكرياً، يقول الحق سبحانه في الحديث القدسي «ولعبدي ما سأل»، بمجرد أن تسعى اتجاه فكرة معينة متوكلاً على المولى عز وجل، ستبدأ قوانين الكون بالانصياع لرغباتك وتتجلى الأشياء من حولك، إن عملية التفكير بالأشياء من حولنا هي عبارة عن قوة مغناطيسية تجذب الأشياء التي تحدث في حياتك، فمجرد التفكير بها، يرسل إشارات وذبذبات إلى الكون، تلتقط كل الأشياء التي تحمل نفس وتيرة ذبذباتك، فيتجلى تفكيرك في الواقع الملموس، وهذا يندرج تحت مفهوم «قانون الجذب»، وهو قانون كوني يتمتع به كل فرد، ومن خلاله يستطيع إحداث تغيرات جذرية في حياته.
نحن نستخدمه في حياتنا سواء بوعي أو بجهل منا، فمثلاً عندما ينادى لصلاة الاستسقاء -إحدى شعائر صلاة الجماعة – فأنت، بمشيئة الله، تستحضر قانون الجذب لجذب الظاهرة، ربما يجهل الفرد بأن تواجده بين الأعداد الغفيرة في المسجد بتركيز «الوعي الديناميكي» بالصلاة والدعاء والرجاء يساهم في جلب الظاهرة للواقع المادي، وبهذا يرتفع الوعي الجماعي إلى العالم التجاوزي، ويغير قوانين الطبيعة وصولاً إلى الهدف الذي ترغب به الجماعة، فتهطل الأمطار.
يعرف مختصون الطاقة الحيوية بـ «الوعي الدينامكي»، بأنها طاقة منبثقة من الوعي المركزي تزداد تأثيرها وقوتها بتوحيد طاقات الأفراد بهدف خلق «كينونية فكرية»، ويقصد بالكينونة الفكرية القدرة على توجيه الانتباه والتركيز في اتجاه الشيء المستهدف فكرياً، فيحدث ما يسمى بـ «الرنين المتناغم» بين الطاقة العقل وطاقة المادة (الفكرة المستهدفة)، ثم تتجلى وتتسجد الظاهرة في الواقع، وهذا ما تأكده الأبحاث الصادرة من عدة مصادر، ومنها معهد العلوم العقلية Institute of Noetic Sciences في كاليفورنيا المتخصص في البحث بالقدرات العقلية.
كيف يمكن لنا أن نساهم في جذب الأحداث المرغوب بها في ظل هذه الأزمة الصحية؟ إن كل فرد في هذا العالم له دور فعال يمكن أن يقدمه للآخر، ولكنه يجهل مدى عظمته!. بيدنا جذب الأحداث المرغوبة وصناعة مستقبل أكثر إيجابية، تستطيع أنت والجماعة عبر ممارسة الطقوس الجماعية -استشهاد بصلاة الاستسقاء- أن تجسيد الأشياء من عدمه، إن توحدت الطاقات بهدف إرسال دعوات لشفاء والخلاص من الفيروس، فهذه الدعوات قادرة على التأثير في مجريات الكون، إن شعوب العالم اليوم قد أخلت مسؤوليتها، وقدمت بطاقة شكر وامتتنان للأطباء والممرضين، ولكن، هل انحصر دورنا في تقديم بطاقات شكر وملاحقة خبر اختراع مصل لعلاج فيروس كورونا المستجد كوفيد 19؟ أنها لمسؤولية يشترك فيها كل فرد في العالم لمؤازرة الحكومات والأطباء، من أجل إحلال الشفاء والعلاج العالمي، إن مزاولة الطقوس الجماعية بتحديد فترة زمنية وبتاريخ محدد، بهدف إقامة التأمل والصلاة إلى المولى عز وجل من أجل إحلال الشفاء، يمكن أن تحقق نتائج إيجابية، علماً بأن الطقوس الجماعية تولد نتائج ملموسة وتأثيرها في الوجود أقوى من الطقوس الفردية، لذا أدعو لأخذ مباردة بتحديد اليوم والتوقيت لكافة حكومات العالم بتوحيد طاقة شعوبها، من خلال الابتهال والدعاء والرجاء لخلق كينونية علاجية، وإرسالها للمرضى ولرحيل الفيروس.
*أكاديمية وكاتبة وعازفة.