أفرزت جائحة كورونا التي تعصف بالعالم في هذه الأثناء، مجموعة من الأولويات التي تجسّدت في إيلاء دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة وشعباً ومؤسسات، الجانب الطبي والتمريضي أهمية كبيرة، وخاصة في ظل ما يبذله العاملون في هذه المجالات من وقت وجهد كبيرين، جندوا فيه أنفسهم لكي يكونوا في الصفوف الأمامية في مواجهة الوباء، رافعين راية العلم والإنسانية خفاقة، ومؤكدين أن لا مجال للتراخي أو غضّ النظر عن حماية أرواح الناس وحياتهم وسلامتهم مهما كلفهم الأمر من ذلك، معتبرين أن لهم دوراً وأهمية كبيرين في الاستجابة لانتشار فيروس كورونا، ليتحولوا بكل ذلك إلى سند حقيقي للوطن في هذه الأزمة.
يوم الـ 12 من مايو الجاري، الذي يحتفل فيه العالم سنوياً بيوم التمريض العالمي، حلّ هذا العام على العالم وعلى دولة الإمارات، والبشرية تخوض معركتها الوجودية ضد محاربة وباء كورونا، حيث وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، تحية تقدير وعرفان للممرضات والممرضين في الخطوط الأمامية على شجاعتهم في مواجهة الجائحة؛ قائلاً سموه: «نحتفي باليوم العالمي للتمريض هذا العام، بينما تقف الممرضات والممرضون بشجاعة في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة كورونا.. تحية تقدير وعرفان لهم في الإمارات والعالم.. دورهم أساسي، وتضحياتهم كبيرة ومقدرة.. مهنتهم تجسد كل معاني الرحمة والرفق والإنسانية».
إن مفردات سموه تشير إلى ما أثبتته كوادر الدولة التمريضية من كفاءة عالية في مواجهة الوباء، وبقدر عالٍ من المهنية والإنسانية عبر تقديم أفضل الرعاية الصحية على صعد التخطيط والقيادة الميدانية والرعاية السريرية؛ وهو ما جسد دورها الكبير والحيوي في تواجد العاملين في هذا القطاع في خط الدفاع الأول لحماية صحة المجتمع في دولة الإمارات، واستحق تقدير ودعم القيادة الرشيدة للدور الذي تلعبه هذه الكوادر في خدمة الناس، وبذل قصارى الجهود من أجل راحة المرضى، ملتزمين واجباتهم بكل إنسانية وإخلاص ووفاء، وخاصة أن مهنة التمريض في هذه الأيام أصبحت تسهم بشكل لافت للنظر في التخطيط، ورسم السياسات، وقيادة أعمال التطوير.
ويشير الواقع الحالي بوضوح إلى قيمة الدور المحوري للتمريض، على مستوى تقديم أفضل الخدمات في المنشأة الصحية، وإحداث طفرة نوعية في أنظمتها وخدماتها، وهو ما يعكسه تأسيس مجلس الإمارات للتمريض والقبالة في عام 2009، التزاماً من الدولة بدعم قطاع التمريض والقبالة، وإدراكاً لأهمية الجودة العالية في هذا القطاع لتعزيز صحة ورفاه سكانها، وهو ما حفز على صياغة توجهات استراتيجية خاصة بقطاع التمريض، وتوفير البيئة وآليات الدعم اللازمين للتوسع في هذا القطاع الحيوي، وتطوير الأبحاث المعنية فيه، وتعزيز دعم مجتمع العاملين في مجال التمريض من خلال التمتع بصحة أفضل، وقدرة مالية أقوى، ومساواة بين الجنسين.
إن الجيش الأبيض في دولة الإمارات، من أطباء وممرضين وفنيين وكل العاملين في المجال الصحي، يستحقون الفخر والاعتزاز بهم، الآن أكثر من أي وقت مضى، لعطائهم اللامحدود من أجل توفير كل ما يلزم لصحة وسلامة المرضى وتحصين المجتمع ضد الوباء، مقدمين نموذجاً يحتذى به في تلبية نداء الواجب، حيث تحولوا إلى مصدر طمأنينة وثقة وأمان، مثبتين أعلى درجات الكفاءة والقدرة على مواجهة هذه المحنة وفق أفضل الممارسات العالمية؛ الأمر الذي يجعلهم من أكثر المستحقين للدعم، من خلال تعزيز مهاراتهم ومعارفهم، وربط كل ذلك بأجندة دولة الإمارات 2021، على مستوى السياسات الصحية الوطنية، والاستثمار في تطوير قطاع التمريض، وتمكينهم من كل سبل التدريب المستمر، ومن أدوات تكنولوجيا المعلومات والأبحاث والابتكار في الممارسات التمريضية.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية