إنجاز جديد تسطره دولة الإمارات وتكتبه بأحرف من نور في سجل الإنسانية وتقدّمه للعالم لدعم جهود مكافحة انتشار مرض فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، في سياق سلسلة من الإنجازات والابتكارات والمبادرات التي نقشت اسم هذا الوطن على رأس قائمة الكبار عالمياً في التصدي للوباء، ومكافحته بكل الوسائل والطرق، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل على مستوى العالم كلّه.
هذا الإنجاز الذي تمثّل في تطوير تقنية لاكتشاف كورونا بالليزر يشكل سبقاً علمياً حقيقياً وابتكاراً ثورياً سيسهّل عملية الكشف عن الإصابة بالمرض، ويختصر الزمن اللازم لإنجازها من أيام إلى ثوانٍ معدودة، يأتي في وقت يتلهف فيه العالم إلى كل ما هو جديد في مجال التصدي للجائحة التي تشكل مصدر القلق الأكبر للدول حالياً، نظراً لما تسببت به من خسائر في الأرواح، وما أحدثته من ضغط على نظم الرعاية الصحية، وما ألحقته من أضرار فادحة بالاقتصاد العالمي، وما تشكلّه من تهديد مستمر لنمط الحياة ولصحة المجتمع الإنساني واستقراره وطمأنينته.. لذلك يتطلّع العالم إلى مساهمات فاعلة ومؤثرة تسهم في إزالة الغمة وتخليص البشرية من هذا الكابوس المزعج الذي يجثم على صدرها منذ نحو 6 أشهر، ويقيد حريتها، ويغير ويحكم نمط حياتها.
التقنية الجديدة التي تم تطويرها في إمارات الخير والعلم والتقدم والحضارة، تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة خلال ثوانٍ، ما يسمح بتوسيع دائرة الفحوص على نحو غير مسبوق، ويسهّل على الجهات الصحية اكتشاف حالات الإصابة بالفيروس واتخاذ الإجراءات اللازمة من حيث العزل والعلاج في أسرع وقت ممكن، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المريض نفسه بتسريع الاستجابة لحالته وعلاجه قبل تطورها وتفاقمها، وعلى جهود احتواء المرض ومحاصرته من خلال الاكتشاف السريع والمبكر لحالات الإصابة وعزلها، وتقليل فرص مخالطتها لآخرين، وبالتالي تقليل فرص انتقال الفيروس وانتشاره، يضاف إلى ذلك كله انعكاسها الإيجابي في مجال تحسين إدارة الموارد الطبية وتوجيهها على النحو الأمثل واستغلال التجهيزات الصحية وتوجيهها بدقة نحو المواقع الأكثر احتياجاً إليها، وبما يخدم منظومة إدارة الأزمة، ويساعد على تحقيق الأهداف المخطط لها بكفاءة.
التقنية الجديدة التي جاء الكشف عنها بعد نحو أسبوعين فقط من اكتشاف آخر قدّمته الإمارات للعالم في إطار مساعيها لدعم وتعزيز الجهود الدولية الهادفة إلى التصدي لهذا العدو الخفي الذي يهاجم بشراسة ولا يستثني بقعة على وجه الأرض ولا يفرق بين إنسان وآخر، ولا يستهدف عرقا أو لوناً أو معتقداً دون غيره، وهو علاج مرضى كورونا بالخلايا الجذعية الذي شكّل قفزة مهمّة في علاج المرضى من ذوي الحالات الخطرة عبر استخلاص الخلايا الجذعية من الدم وإعادة تنشيطها وإدخالها إلى الجسم باستنشاقها عبر رذاذ ناعم، حيث حقق نتائج إيجابية ومشجعة للغاية، وهما إنجازان واكتشافان سيعززان، بلا شك، مكانة دولة الإمارات على الصعيد العلمي، باعتبارها مركزاً دولياً للأبحاث والابتكار والتكنولوجيا، ويؤكدان ريادتها في استخدام التقنية وتطويعها وتطويرها بما يصب في مصلحة الإنسانية، ويخدم جهود تحسين نوعية الحياة وجودتها.
الإنجاز الإماراتي يأتي في وقت يعاني فيه العالم كلّه مشكلتين: تتمثل الأولى في الوقت الطويل نسبياً الذي تستغرقه الفحوص التقليدية لإظهار النتائج. والثانية في عدم دقة وسلامة وسائل فحص أخرى أعلنها في وقت سابق لكنها أربكت جهود مكافحة المرض في العديد من دول العالم بسبب التضارب الذي حدث في نتائجها في كثير من الأحيان، وفي وقت يتسابق فيه العلماء للوصول إلى أسرع التقنيات وأدقها لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، ليمنح أملاً جديداً للعالم بقرب التغلب على الجائحة من خلال التوسع في إجراء الفحوصات وتعزيز القدرة على تتبع الحالات، وكبح تفشي المرض، وخصوصاً بين القوى العاملة.
إنجازات إماراتية تتوالى، وبصمات تميّز، وابتكارات تتحرى خير الإنسانية، وتسعى إلى تحقيق السلامة لها ستثمر بلا شك في أن تكون الإمارات مسهماً رئيسياً في تخليص العالم من كورونا، وطي صفحته في سجلات التاريخ.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.