لم يمنع انتشار وباء كورونا عالمياً، دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق مستهدفاتها الطموحة التي لطالما قامت على تحقيق الرقم واحد في العديد من المجالات، وتبوؤ مكانة متصدرة عالمية في العديد من المؤشرات، كان آخرها تخطي الفحوصات التي تم إجراؤها للكشف عن فيروس كورونا المستجد حاجز المليوني فحص، ضمن الخطة الوطنية لزيادة الفحوصات الخاصة بالفيروس، حيث وصل العدد بالتحديد، حتى مساء يوم الاثنين أول من أمس، 2.044.493 فحصاً، فقد قال معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة عبر تويتر في هذا الشأن، إن «منهجية الإمارات في التعامل مع وباء كورونا علمية وشاملة.. وتخطي حاجز المليوني فحص علامة فارقة في الطريق الصحيح».
هذه الأرقام، التي لا تعني أهميتها القيمة العددية، بقدر ما تؤشر إليه من معانٍ إنسانية تتعلق بالحرص على سلامة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، تؤكد القيم والممارسات الفضلى التي تتبعها الدولة في مكافحة انتشار الوباء، وحجم الجهود المبذولة في مختلف المراكز الطبية، ومراكز الفحص والحجر الصحي، والتعاون الذي يبديه مجتمع الدولة من أجل إنجاح الجهود الوطنية في الحد من انتشار كورنا، حيث قال معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، إن هذا الرقم يؤكد عزم دولة الإمارات على الحد من انتشار الفيروس، وإن «هدفنا أن نكون استباقيين في الكشف عن المزيد من الحالات، وخاصة أننا في مرحلة مهمة من مراحل احتواء الفيروس تتطلب من الجميع تحمل المسؤولية واستمرار التعاون لنكون لإخواننا في خط الدفاع الأول عوناً ومع قيادتنا والخروج آمنين، بإذن الله، من هذه المرحلة».
إن تنامي أعداد الفحوصات التي تقوم بها الجهات المتخصصة في دولة الإمارات للكشف عن فيروس كورونا المستجد، ليس الأمر الوحيد الذي يشير إلى الحرص على سلامة المجتمع الإماراتي وصحته، وإنما كشفت البيانات كذلك أن نسبة تعافي المصابين من المرض تخطت 52%، حيث وصلت أعداد الذين شفوا من فيروس كورونا المستجد حتى مساء الاثنين الماضي إلى 15657 حالة، ما ينبئ بنوعية الرعاية الصحية التي تقدمها مستشفيات الدولة، وقدرة العاملين في القطاع الصحي، من أطباء وممرضين ومسعفين، على التعامل مع المرض بكفاءة واقتدار، ووقوفهم على حالات المصابين بأسمى صور البذل والتفاني والإخلاص في العطاء.
إن تبوؤ دولة الإمارات الصدارة العالمية من حيث عدد فحوصات فيروس كورونا المستجد، بما يعادل نسبة 21.82% من إجمالي عدد السكان البالغ 9366829 نسمة، يعني أن توجهها نحو تكثيف الفحوصات جاء انطلاقاً من حرصها على الكشف عن حالات الإصابة بالفيروس بشكل استباقي، الأمر الذي يمكنها من التعامل مبكراً مع المصابين وإخضاعهم للعلاج المطلوب قبل أن يفوت الأوان، وبالتالي يسهل عليها الحد من تفشي الفيروس، ويمنح سكان الدولة مشاعر عميقة من الطمأنينة على صحتهم وصحة أحبائهم، لكونهم يعيشون في دولة همّ قيادتها الأول والأخير أن ينعم الإنسان فيها بحياة ملؤها الرضا والاستقرار والأمن والأمان.
لقد أطلّ عيد الفطر المبارك هذا العام على دولة الإمارات والعالم في ظروف استثنائية وجديدة، ومرحلة تعدّ فارقة في تاريخ البشرية، تتطلب من الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، حتى يتم الانتقال، بعونه تعالى وبهمة أبناء الوطن الطيبين، إلى مستقبل ينعمون فيه بالصحة والسلامة، بعد أن تتم السيطرة على المرض واحتواؤه، لتمثّل دولة الإمارات كما هي الحال دوماً، نموذجاً عالمياً يحتذى به في التعامل مع كافة الأزمات بكل شفافية وثقة، وذلك بفضل رؤية قيادتها الرشيدة التي حثّت على تضافر الجهود والتآزر والتعاضد لأجل صون صحة وسلامة أفراد المجتمع، ومنحهم كل مشاعر السكينة والاطمئنان على حياتهم.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية