من خلال مجموعة متنوعة من النشاطات والفعاليات، أحيت العديد من المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال الصحة العامة، أمس الأحد، اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والذي يحل كل عام آخر أيام شهر مايو.
وبما أن اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، حل هذا العام في وقت ينتشر فيه وباء كوفيد-19 في دول العالم قاطبة، أثيرت الكثير من الأسئلة حول علاقة التدخين بهذا الوباء، والتي سنحاول الإجابة على بعض منها هنا. أولاً: هل يزيد التدخين من احتمالات العدوى بالفيروس؟ وملخص إجابة هذا السؤال أنه حتى الآن لا توجد دراسات موثقة لتقدير خطر الإصابة بالعدوى بين المدخنين، مقارنة بغير المدخنين. وإن كان سلوك التدخين بأشكاله المختلفة، سجائر، شيشة، غليون، يتطلب تواصل بين أجسام ومعدات قد تكون ملوثة، مثل السيجارة أو الشيشة، وبين أصابع وفم ووجه المدخن، وهو ما قد يزيد من احتمالات العدوى.
ثانياً: هل يزيد التدخين من حدة وشدة الأعراض، ومن الوفاة، إذا ما تعرض المدخن للعدوى؟ وملخص إجابة هذا السؤال أن التدخين يقلل من السعة الحيوية للرئتين، أي ما يمكن استنشاقه من هواء في الشهيق الواحد، كما أنه يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الرئة المزمنة، وبالتالي يزيد من شدة أعراض ومضاعفات الأمراض التنفسية على اختلاف أنواعها. وبما أن كوفيد-19 هو مرض تنفسي معدي، يصيب الرئتين بشكل رئيسي، وبناء على أن التدخين يعيق الوظائف الحيوية للرئتين، يصبح من الصعب على أنسجة الرئة، وعلى أجهزة الجسم بوجه عام، مكافحة الفيروس.
وهو ربما ما يفسر الاختلاف الملاحظ في معدلات الوفيات بين الرجال والنساء، حيث ترتفع هذه المعدلات بين الرجال، الذين ترتفع أصلا بينهم معدلات التدخين مقارنة بالنساء، كما قد يفسر ارتفاع معدلات الوفيات بين بعض الشعوب، والفئات المجتمعية، والمجموعات العرقية، التي ترتفع بين أفرادها نسبة المدخنين أساساً.
ثالثاً: ماذا عن الادعاءات والشائعات بأن النيكوتين في السجائر الإلكترونية يساعد على الوقاية من كوفيد-19؟ وملخص الإجابة على هذا السؤال أنه لا توجد دراسات موثقة حول طبيعة العلاقة بين النيكوتين والوقاية من كوفيد-19، ولذا يجب التعاطي بحذر مع مثل تلك الادعاءات غير المثبتة.
ويكفي أن نذكر هنا أنه بعد 20 دقيقة من التوقف عن التدخين، ينخفض معدل ضربات القلب ومستوى ضغط الدم، وبعد 12 ساعة من التوقف عن التدخين، ينخفض تركيز ثاني أوكسيد الكربون في الدم إلى مستوياته الطبيعية، وبعد أسبوعين إلى اثني عشر أسبوعاً تتحسن الدورة الدموية ووظائف الرئتين، وفي غضون من شهر إلى تسعة أشهر يتراجع السعال المتكرر وضيق التنفس الملازمين للمدخنين.