أتابع الإعلام الموجه ضد الإمارات عامة ودبي خاصة، وأجد في ثناياه شحنات من الحسد والغيرة. فدبي زمن «كورونا» أكثر مدعاة للانبهار مقارنة بكثير من الدول، وهي إمارة تحمل في طياتها إمارات المستقبل الباهر. وسننثر في عيون هؤلاء الحانقين جزءاً يسيراً من مبهرات دبي، فقد أطلق «مركز محمد بن راشد للفضاء» منصة علمية توفر عدداً من الدراسات التحليلية حول الظواهر الطبيعية والبشرية، ومدى تأثيرها على موارد البيئة في الإمارات، وتعد المنصة هي الأولى من نوعها في المنطقة التي تركز على دراسة البيئة بشكل معمق، مبنية على أنظمة الاستشعار عن بُعد، ومعالجة الصور ونظم المعلومات الجغرافية والذكاء الاصطناعي.
«كورونا» لم يستطع كسر شوكة المستقبل واللامستحيل في مشاريعه الواضحة لكل عين مبصرة.
لم يوقف «كورونا» قطار التنمية في دبي؛ لأن نهرها جار، فها هي CNN في تقرير لها تسلط الضوء على مدينة للتجارة الإلكترونية يجري بناؤها في دبي‬⁩، منطقة التجارة الحرة الجديدة «دبي كوميرس سيتي»، ستوفر قاعدة لتجار التجزئة عبر الإنترنت، حيث تبلغ قيمة المشروع المجاور لمطار دبي الدولي 3.2 مليار درهم (870 مليون دولار)، ويعتبر الأول من نوعه في المنطقة.
فقط، العاجزون عن فعل التنمية المستدامة هم الذين يلوكون ألسنتهم بالنقد الهدام، فدبي قادرة على أن تأكل أكبادهم، باستحداث مشاريع خلاقة تضع أزمة كورونا وراء ظهرها وومضات المستقبل الواعد أمام ناظريها.
لقد حان وقت العد التنازلي لإطلاق «مسبار الأمل»، حيث تم تحديد 15 يوليو 2020، الساعة 5:51:27 بتوقيت اليابان (00:51:27 بتوقيت الإمارات)، موعداً لانطلاق المسبار في مهمته من المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان. وفقاً للمخطط، ينطلق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، باستخدام منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة MHI H2A، وتم اختيار هذه المنصة؛ نظراً لأدائها المتميز وسمعتها الحسنة في أوساط تكنولوجيا الفضاء. ومن المتوقع أن يصل «مسبار الأمل» إلى مدار كوكب المريخ في فبراير 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي.
هذه دبي الإمارات، وضعت قدمها في الفضاء، في الوقت الذي يقف المتربصون بها حيارى.
ونشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عبر حسابه على «تويتر» خبراً لمحطة CNN تحت عنوان «يستعد مسبار الأمل الإماراتي للانطلاق إلى كوكب المريخ».
لقد غدا هذا الطموح المشروع شأناً سيادياً يشغل بال القيادة، وتبشر به الشعب الذي ينتظر هذه اللحظة الفارقة بفارغ الصبر. أما الإنسان في قلب القيادة، فنستقيها من تقرير خيرات «مبادرات محمد بن راشد العالمية» لعام 2019، حيث بلغ حجم إنفاق هذه المبادرات 1.3 مليار درهم، وعدد المستفيدين من 108 دول حول العالم 71 مليون شخص، وعدد المتطوعين فيها 124539 فرداً من الدول المستفيدة. هذه «المبادرات» انطلقت عام 2015، وتعد المؤسسة الأكبر من نوعها على الصعيد الإقليمي.
وعلى الصعيد المحلي، فإن مسيرة العطاء لم تتوقف يوماً، وهو ما غرد به سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، قائلاً: «في 2004 كانت الانطلاقة المباركة لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر بدبي، اليوم وبعد مرور 15 عاماً، وصل عدد المشاريع الوقفية 700 وقف بإجمالي أصول بلغت 6 مليارات درهم، واستدامة العطاء هو المنهج الذي نسير عليه في مختلف مشاريعنا الخيرية».
هذه دبي.. صعودٌ إلى السماء.. وعطاءٌ إنساني ونماء.