أنعم الله تعالى على دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة رشيدة لا تعرف معنى المستحيل، ولا ترضى إلا بتحقيق المركز الأول، وهي قيادة دؤوبة تعمل بكل عزيمة وإصرار لمواجهة كل التحديات وقهرها، وتحقيق ما تتطلع إليه من أهداف، وهذا هو سر نجاح النموذج التنموي الإماراتي الذي بات نموذجاً ملهماً ليس على الصعيد العربي فقط، بل على الصعيدين الدولي والإقليمي أيضاً.
وقد جاء نجاح دولة الإمارات في حصار جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» نتيجة منطقية للاستراتيجية المتكاملة التي اتبعتها الجهات المختصة، وهي الاستراتيجية التي تأسست على عزيمة وإصرار على قهر هذا التحدي والخروج من الظروف الاستثنائية التي فرضتها هذه الجائحة بأقل الخسائر وتحويل المحنة التي انطوت عليها إلى منحة.
وفي الواقع، فإن ما تتمتع به قيادتنا الرشيدة من عزيمة وإصرار على قهر التحديات وتحويلها إلى فرص، هو أمر مستمد من تراث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تمتع بعزيمة قوية مكنته من قهر كل التحديات، ورسخت روح التحدي والإصرار أداةً لمواجهة الصعاب وتحقيق النجاحات المستهدفة.
والمتأمل لخطاب قيادتنا الرشيدة في كل الظروف والمناسبات، لا بد أن تستوقفه هذه الروح الوثّابة التي يتمتع بها، وما يبثه هذا الخطاب بشكل دائم من طاقة إيجابية لقهر التحديات والتغلب على الظروف الاستثنائية والصعاب كافة، ولقد استطاعت دولة الإمارات التغلب على تحديات كثيرة، ونجحت خلال فترة زمنية قصيرة بالنسبة إلى عمر الدول في تحقيق إنجازات أشبه ما تكون بالمعجزات، بشكل أصبحت معه دولة الإمارات نموذجاً لقهر التحديات.
ويمكن الإشارة في هذا السياق، إلى تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على فخره بمجتمع الإمارات بمختلف فئاته من مواطنين ومقيمين الذي استطاع أن يمضي يداً بيد مع الحكومة بمختلف جهاتها، وأن يكون داعماً لجهودها وإجراءاتها، وأن يسهم بأدوار مختلفة نحو تحقيق هدف واحد، وهو أن تكون دولة الإمارات الأفضل تعافياً بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد. كما أكد سموه أن حكومة الإمارات أثبتت مع عودة الأعمال والأنشطة الاقتصادية في مختلف القطاعات أنها حكومة مستقبلية، تستطيع بفضل أبنائها وكوادرها أن تواكب المستجدات كافة، وقادرة بفضل أنظمتها وبنيتها التحتية أن تتأقلم مع مختلف التحديات. جاء ذلك خلال ترؤس سموه، أول أمس الأحد، اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد بتقنية الاتصال المرئي «عن بُعد»، حيث شدد سموه في بداية الاجتماع على أن كل فرد في الإمارات بلا استثناء لديه اليوم دور داعم للجهود الوطنية وفرق العمل في مختلف القطاعات.
ويؤكد ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حقيقة الخطاب المتفائل بشكل دائم لقيادتنا الرشيدة، وما يهدف إليه بشكل أساسي من بث روح التحدي والإصرار في نفوس المعنيين، وقد جاء حديث سموه في مرحلة مهمة، حيث بدأت دولة الإمارات في التعافي بشكل كبير من جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، وبدأت الحياة الطبيعية في العودة التدريجية لما كانت عليه قبل حدوث هذه الجائحة التي غزت العالم على حين غرة، وحولته إلى ما يشبه الجزر المنعزلة، وهذه المرحلة تتطلب من الجميع، كلٌ في موقعه، بذل جهود مضاعفة لتجاوز الظروف الاستثنائية التي خلّفتها تلك الجائحة بشكل كامل ونهائي.
إن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، هي قيادة لا تعرف المستحيل، تمتلك همة عالية، وروحاً وثّابة، وإصراراً قوياً، وعزيمة دائمة وراسخة على تحقيق أهدافنا الوطنية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وقهر كل التحديات التي تواجهنا مهما بلغت درجة تعقيدها، وهذه هي الأدوات التي مكنتنا من تحقيق كل ما نصبو إليه، وأن ننجح في حصار جائحة «كوفيد - 19»، وسوف تعود الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه، والقادم أفضل بإذن الله تعالى.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.