حققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات ملهمة في مجالات التعليم بمراحله كافة، نتيجة اعتمادها منظومة متقدمة ومستدامة راعت في الدرجة الأولى مصالح الطلبة وتعزيز معارفهم ومهاراتهم من خلال اتباع منهجية متقدمة ومتطورة في التعليم، استندت إلى قيادات تعليمية كفؤة، ومناهج تربوية حديثة، وجاهزية ومرونة مكنت الجهات ذات العلاقة من مواصلة عملية التعلم مهما كانت الظروف، ومهما تعددت التحديات وتغيرت الأدوات.
ولأن القيادة الرشيدة تمتلك رؤية استباقية لعملية التعلم، ربطتها بتحقيق مستقبل آمن للأجيال، أثبتت دولة الإمارات في هذه الظروف الاستثنائية، قدرتها على مواصلة عملية التعلم وفق منظومة فاعلة ومتقدمة، حيث قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، خلال جلسة حوارية نظمها الاتحاد النسائي العام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم «إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تولي التعليم في البلاد كل اهتمام، من خلال الاستثمار في القطاع التعليمي لتوفير الوسائل الداعمة التي تمكنها من وضع الخطط المرنة واستحداث الآليات التي تجعلها في مصاف الدول التي واصلت عملية التعليم بكل سلاسة في ظل هذه الظروف». مضيفة سموها أن الدولة عملت على تسخير الإمكانيات كافة، لتطبيق أعلى معايير الجودة في النظام التعليمي، ما انعكس إيجابياً على تفعيل منظومة التعلم عن بُعد لطلبة المدارس والجامعات.
إن ما قدّمته دولة الإمارات للطلبة، خلال الظرف الصحي الاستثنائي الذي يعصف بالعالم، بانتشار وباء كورونا المستجد، الذي أثّر في جميع مجالات الحياة، كان نموذجاً مشرّفاً وملهماً لدول المنطقة والعالم، حيث وفّرت بيئة محفزة لإنجاح منظومة التعلم على الصعد التقنية، وشجعت الكوادر التعليمية والطلبة والأهالي على تبني ثقافة وممارسات تقوم على الشراكة والمسؤولية، ما يشير إلى نجاح توجهات الدولة واستراتيجياتها القائمة على استشراف المستقبل، من خلال رصد التحديات وإيجاد حلول مبتكرة واستباقية ومستدامة، ولاسيما في قطاع التعليم.
لقد حققت دولة الإمارات، منذ اللحظة الأولى لاعتماد منظومة التعلم عن بُعد، كإحدى أدوات احتواء فيروس كورونا المستجد، أثراً فاعلاً في استدامة التعليم، حيث مستقبل الطلبة المعرفي والعلمي هو الأساس، وهو الدافع الأول والهدف الأبرز في صناعة أجيال ناجحة وقادرة على المشاركة في عملية التطور والتنمية المنشودة، إذ تحولت المنازل إلى فصول مدرسية، نهل منها الطلبة العلوم من خلال تواصلهم مع معلميهم، الذين كثّفوا الجهود ووجهوها نحو تحقيق أهداف الدولة عموماً، ووزارة التربية والتعليم على وجه الخصوص، في تحويل التحديات إلى فرص، وعدم السماح لهذه الجائحة من حرمان الطلبة من حقوقهم الإنسانية الأصيلة وأهمها الحق في التعلّم.
وكان للتسهيلات التي قدمتها حكومة دولة الإمارات، من أجل إنجاح عملية التعلم عن بُعد دور بالغ الأثر في إنجاح العملية التعليمية واستدامتها، حيث أمدت المدارس بالوسائل التكنولوجية المتطورة، ووزعت أجهزة إلكترونية وحواسيب لكيلا يقف العوز عائقاً أمام عملية التعلم، إذ سيصل مجموع الأجهزة التي تم توزيعها حتى شهر سبتمبر المقبل، 176,530 جهاز حاسوب، بحسب معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم. كما وفرت دولة الإمارات باقات إنترنت سريعة، وبرامج تدريبية للمعلمين تمكنهم من إيصال المعلومة للطلبة بكفاءة واقتدار، الأمر الذي يفتح الآفاق أمام مستقبل نوعي ومختلف للعملية التعليمية، تكون الريادة عنوانها والتميز سمتها والمسؤولية وتنظيم الوقت والالتزام مرتكزاتها. لقد جعلت دولة الإمارات عملية التعلم في هذه الظروف تجربة ناجحة، تحققت بفعل الاستراتيجية القائمة على استشراف المستقبل من خلال التعلم الذكي، الذي أسهم في الارتقاء بمستويات الطلبة وعزز نقاط قوتهم وأبقاهم على صلة بالعلم والمعرفة وجعلهم يدركون أهمية التعلم الذاتي ويتمكنون من الوصول إلى المصادر التعليمية بحرية ومسؤولية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.