تم العثور على جثتها بعد أيام فقط من دفن جورج فلويد. هذه هي «أولواتوين سالاو» (19 عاماً) التي برز اسمها في تالاهاسي (فلوريدا)، حيث كانت عضواً نشطاً في حركة «حياة السود تهم»، وأصبحت صوتاً بارزاً خلال الاحتجاجات بعد وفاة فلويد. 
وألقت الشرطة القبض على «آرون جلي جونيور»، الذي اعترف، وفقا لوثائق المحكمة، باختطاف وقتل سالاو وزميلتها الناشطة «فيكتوريا سيمز». لكن عندما اجتمع أصدقاء سالاو وعائلتها لإحياء ذكراها يوم السبت، لم يكن التركيز على مأساة وفاتها، بل بالأحرى على الإيمان والقناعات التي أثرت على حياتها.
وقد جعلتها هذه القناعات في طليعة احتجاجات حركة «حياة السود تهم» في تالاهاسي، حيث كانت تؤيد وجهة نظر شاملة للحركة. «نحن نفعل ذلك من أجل إخواننا الذين تُطلق عليهم النار»، بحسب ما ذكرت للمتظاهرين الذين ينعون مقتل «توني ماكديد»، في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفة فيه: «نحن نفعل ذلك من أجل كل شخص أسود». وقد لفتت وجهة نظرها الشاملة لحركة «حياة السود تهم» الانتباه، وكذلك أصولها النيجيرية. من بين العديد من مجتمعات السود في الولايات المتحدة، هناك شعور بأن الأميركيين الأفارقة الذين تم استعباد أسلافهم في الولايات المتحدة، يتسامحون مع الأجيال الجديدة من المهاجرين الأفارقة في البلاد. وأحياناً، كان الاختلاف في الاتجاهات أو نمط الحياة يؤدي إلى إحداث وقيعة في علاقاتهم، مما أدى إلى الشك والاتهامات والشعور العام بعدم التوافق.
لكن، من مينابوليس وهيوستن إلى بوسطن ونيويورك، بدأت أجيال من المهاجرين الأفارقة في رفع أصواتهم في تناغم مع جيرانهم الأميركيين الأفارقة. بالنسبة لهيرمان أينيبيونا، أوغندي يعيش في ماساتشوسيتس، فإن الغضب الذي يشعر به، عندما يرى رجلاً يقتل على يد الشرطة. لذا، فقد انضم إلى الاحتجاجات في بوسطن وورسستر؛ لأن «فقدان أرواح البشر بالإذلال يجب الاحتجاج عليه كمبدأ أساسي للإنسانية». بعد ست سنوات من العيش في الولايات المتحدة، أصبح يتفهم سبب عدم قيام العديد من المهاجرين الأفارقة بالتظاهر، مشيراً إلى «أساطير الهجرة وأعباء المسؤولية وأسلوب الحياة للأفارقة ومعظم المهاجرين في الولايات المتحدة، مما يجعل المشاركة شبه مستحيلة».
وبالنسبة لبعض المهاجرين الأفارقة، فإنهم ما زالوا لا يشعرون بأن لديهم حرية التعبير عن رأيهم. وقالت امرأة من شرق أفريقيا، تمت مقابلتها لإعداد هذا المقال، ولم تكن موضع ترحيب لدرجة أنها لم ترغب في ذكر اسمها: «كنت ضحية لظلم كبير منذ وصولي إلى الولايات المتحدة، بدءاً من تعرضي للبصق عليّ ولإخباري بضرورة العودة إلى أفريقيا، بينما كان القطار يتحرك، إلى التعرض لأبشع أعمال العنف المدفوع بالكراهية، والذي تصنفه الشرطة كنوع من جرائم الكراهية (المعادي للأفارقة)».
ويقول «هيلاري تايلور سيجويا»، وهو خريج أوغندي يدرس العلاقات الدولية بجامعة هارفارد، إنه انضم للاحتجاجات السلمية؛ «لأنني أردت إرسال رسالة قوية للعالم بأننا جميعاً نولد أحراراً ومتساوين، بغض النظر عن لون بشرتنا». ووصف المظاهرات بأنها «متعددة الأعراق والأجيال»، وهو يرى هذا التنوع باعتباره مصدر قوة. وقال: «رأيت العديد من الأشخاص من أفريقيا يشاركون في احتجاجات (حياة السود تهم) لأنهم يواجهون العنصرية أيضاً. ولم أشعر أبداً بأنني دخيل على الاحتجاجات، لأننا جميعاً أتينا من أجل قضية مشتركة، وللمطالبة بمصير متساوٍ، وبناء مستقبل أفضل خالٍ من العنصرية». وهو لا يعتبر العنصرية مشكلة أميركية خالصة. ويقول إن أوغندا «لديها تاريخ سيئ من العنصرية يعود إلى عام 1972، عندما طرد الدكتاتور (عيدي أمين دادا) الآسيويين من البلاد، وأمهلهم 90 يوماً للمغادرة». ويضيف أن تكتيكات الشرطة العنيفة كانت أيضاً مصدر قلق في أوغندا.

أنتوني أكايزي

صحفي نيجيري
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»