يبدأ مليون طالب وطالبة في دولة الإمارات العربية المتحدة عامهم الدراسي الجديد يوم الأحد 30 أغسطس 2020، في ظل استمرار تحدي «كوفيد - 19» وما يفرضه من تدابير استثنائية. وقد حظيت الاستعدادات لبدء العام الدراسي باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، إذ حضر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يوم الثلاثاء 25 أغسطس 2020، اجتماعاً خُصِّص للاطلاع على الخطط والإجراءات التي ستُتَّبع خلال العام الدراسي لتضمن للطلبة بيئة آمنة تماماً، من دون أن تتأثر جودة التعليم التي تعدُّها الدولة هدفاً لا يمكن التنازل عن تحقيقه.
وخلال الاجتماع، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «كلنا ثقة بقدرة مؤسساتنا التربوية وقيادتنا التعليمية وكوادرنا المؤهلة في الميدان على إدارة ملف التعليم على الوجه الأمثل». وتعود الثقة التي عبَّر عنها سموه إلى حقيقة نجاح الدولة في مواجهة تحدي «كوفيد - 19» خلال الأشهر الأخيرة من العام الدراسي الماضي، والاستجابة السريعة للظروف المفاجئة آنذاك، والتكيُّف مع قيود الإغلاق وإجراءات التباعد الجسدي في بيئة مُثقلة بالمخاوف ونقص المعلومات. ومن هنا، فإن القدرة على إحراز النجاح ستكون أكبر مع تراكم الخبرة والدروس المستفادة خلال الأشهر الماضية.
ويعتمد تشغيل المنشآت التعليمية، في العام الدراسي الجديد، على وثيقة شاملة باللغتين العربية والإنجليزية، تتضمَّن التعليمات والإجراءات المطلوبة بدقة ووضوح كاملَين. وقد شارك في إعداد هذه الوثيقة جهات عدة، من بينها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدوائر والهيئات الصحية المحلية، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والهيئات التعليمية المحلية، وجهات أخرى. ويضمن هذا التعاون رؤية شاملة تُراعَى فيها الأبعاد المختلفة لكل الإجراءات.
وبالطبع كانت إجراءات الوقاية والحماية محطَّ اهتمام، إذ تضمَّنت البروتوكولات الصحية المعتمَدة «إجراءات لدخول المنشأة التعليمية مثل فحص كوفيد - 19، وفحص الحرارة، والتباعد الجسدي، والتعقيم والتطهير، والتغذية، وتأمين خدمات النقل، والتدريب والتوعية، وخطة المراقبة والتفتيش، وغيرها، إلى جانب تفعيل غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم على مدار 24 ساعة».
وتشير مراجعة الخطط، التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الدولة للتعليم العام، إلى أنها انتهجت أفضل الطرق الملائمة للظروف الحالية، باختيار «التعليم الهجين» الذي يجمع بين التعليم داخل المدرسة، والتعليم عن بُعد؛ لأن مثل هذا الإطار المرن هو الأقدر على تلبية الاحتياجات المختلفة للطلبة وأولياء أمورهم. ولعل من مكاسب هذه الأزمة أنها فتحت الطريق أمام اختبار آليَّة التعليم عن بُعد، لتعزيز الاستفادة منها في المستقبل، وهو ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بقوله، إن «منظومة التعلم عن بُعد ستكون جزءاً لا يتجزأ من منظومتنا التعليمية المدرسية والجامعية، هذا هو المستقبل». كما أن الزيادة المتدرّجة لنسبة الدوام، من 25% إلى 50%، ثم 75%، وصولاً إلى 100%، هي زيادة مرنة بدورها تلائم التوقُّعات بشأن التطورات المحتملة لـ«كوفيد - 19» خلال العام الدراسي، وتزايد الآمال في التوصل إلى لقاح له مع نهاية العام الجاري. 
وتنبغي الإشارة إلى أن هذه الخيارات الواسعة أصبحت متاحة بفضل قوة البنية التحتية الرقمية، والتطور المتسارع لتكنولوجيا الاتصالات في الدولة، وجاهزيتها العالية التي جعلت التعليم عن بُعد متاحاً للجميع، كما ترتكز على الجاهزية الصحية، والقدرة على إجراء عدد هائل من الفحوص الطبية، وتطبيق الإجراءات الوقائية المطلوبة. ومثل هذه الجاهزية هي التي تُسهم في تعزيز القدرة على وقاية الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية والإدارية وحمايتهم من الإصابة بـ«كوفيد - 19»، ومن ثم حماية المجتمع كله.
وأخيراً يبرز في خطط العام الدراسي الجديد التركيز على دور الأسرة في إنجاحها، وهو ما أوضحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بقوله: «إن مسؤولية تأمين بيئة تعليمية صحية هي مسؤولية مشتركة بين المدرسة والبيت». وهناك تفاؤل كبير بأن الأسر وأولياء الأمور على قدر هذه المسؤولية، وأنهم جديرون بالفعل بثقة القيادة الرشيدة بأبنائها المخلصين.

عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.