بتوجيهات من القيادة الرشيدة، وترسيخاً لثقافة الخير والعطاء التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً، جاءت مبادرة «معاً نحن بخير» التطوعية، التي أطلقتها هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، لتعزيز قيم التضامن، وتفعيل حس المسؤولية المجتمعية، وإيجاد حلول ومشاريع مبتكرة تخدم المجتمع، وذلك بفتح باب المساهمات المالية والتطوعية والعينية للأفراد والشركات، تلبية لاحتياجات المواطنين والمقيمين الأساسية، ودعماً للجهود المبذولة في الدولة للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، ولما يحمله العمل التطوعي من معانٍ إنسانية سامية تتوافق مع توجهات دولة الإمارات، ليكون أحد أهم البرامج على مستوى الدولة. 
وقد حظيت المبادرة بإقبال منقطع النظير، وعكست الاستجابة السريعة لها من قبل المساهمين روح التعاون والتكاتف التي يتمتع بها أبناء المجتمع. وبفضل الجهود الموحدة للمواطنين والمقيمين على أرض الوطن، نجحت المبادرة في جمع مساهمات نقدية وعينية تجاوزت مليار درهم، لدعم أكثر من 400 ألف متضرر من تداعيات جائحة «كوفيد-19». ومنذ إطلاقها وخلال 100 يوم من العطاء الصادق، أظهرت المبادرة القيم النبيلة المتجذرة في نفوس أبناء المجتمع الإماراتي الذين استلهموا هذه القيم، من إرث الأب المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذين أكدوا بتكاتفهم مقولته الخالدة «إن عملية التنمية والبناء والتطوير لا تعتمد على من هم في مواقع المسؤولية فقط، بل تحتاج إلى تضافر كل الجهود لكل مواطن على أرض هذه الدولة».
وتعمل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على ترسيخ القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة التي غرسها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في المجتمع الإماراتي، وتسترشد بها وتسير على نهجها؛ ولطالما أكدت وعملت قيادتنا الرشيدة على ترسيخ هذا النهج الإنساني في إدارة شؤون الدولة كافة واحتواء الجميع في وطن معطاء يحرص على توفير كل احتياجات ومستلزمات المواطنين والمقيمين، ويؤسس لنهج حكيم يقوم على إسعاد البشر من خلال الاهتمام بالإنسان كأولوية مركزية. 
ولعله من المناسب في هذا السياق، الإشارة إلى مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، «إن قافلة الخير ومسيرة العطاء، ماضية إلى الأمام، ولا يمكن أن تشكل الأصوات والمواقف المغرضة أي عقبة في طريق التقدم هذا»، وهو ما يؤكد عزم قيادتنا الرشيدة على مواصلة تعزيز المبادئ الإنسانية التي قامت عليها دولة الإمارات منذ تأسيسها.
والحاصل أن مبادرة «معاً نحن بخير» تعد باكورة مشاريع صندوق الاستثمار الاجتماعي التابع لهيئة «معاً»، وهو الصندوق الأول من نوعه على مستوى الإمارات، الذي تتماشى أهدافه مع الجهود المبذولة لجعل أبوظبي الوجهة الأفضل للعيش والإقامة والرفاهية. وأحد الإنجازات التي كان لها انعكاس إيجابي في حياة الناس، وقد أحدثت المبادرة تأثيراً كبيراً في حياة الكثيرين، خلال مدة قصيرة، وبرهنت التزامها بتحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها، ودعم من تضرروا من تداعيات حائجة (كوفيد-19) لتعزيز التكافل والتضامن المجتمعي، حيث تطوع فيها أكثر من 6 آلاف شخص من مختلف الأعمار والجنسيات بوقتهم وجهودهم وخبراتهم، ما صاغ نموذجاً عصرياً حديثاً لبرامج الدعم الاجتماعي بمعايير مبتكرة لمواجهة التحديات الطارئة والتغلب عليها، وقد دعم المتطوعون المبادرة وفق محاورها الأربعة المتمثلة بالمجال الطبي والتعليمي، بالإضافة إلى الدعم الغذائي وتوفير الاحتياجات الأساسية. 
إن الظروف الاستثنائية التي أحدثتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، قد كشفت من خلال مؤشرات ومبادرات كثيرة، ومنها مبادرة «معاً نحن بخير» عن سيادة روح ومبادئ التكافل المجتمعي الراسخة في مجتمع دولة الإمارات، وهو ما أسهم في تحويل التحديات التي فرضتها الجائحة إلى فرصة لتعزيز الطابع الإنساني الذي تتسم به السياسة الإماراتية على الصعيدين الداخلي والخارجي.