تولي دولة الإمارات العربية المتحدة أولوية قصوى لتمكين الشباب وتأهيلهم وتدريبهم على فضلى المهارات، وإكسابهم كل صنوف المعرفة والعلوم، وذلك ضمن استراتيجيات ورؤى استشرافية، تركز على بناء أجيال متسلّحة بالعلم والمعرفة، وقادرة على الإسهام بروح قيادية في مسيرة تنمية الدولة وتحقيق تطلُّعاتها المستقبلية في المجالات كافة. وتعمل دولة الإمارات على توفير أكبر قدر من الفرص أمام شباب الوطن، للمشاركة الفاعلة في عملية النهضة والبناء التي تشهدها الدولة، وفق استراتيجية وطنية لتمكين الشباب، تتجسَّد أهميتها في مدى التزام الدولة رعايةَ الشباب، بصفتهم الثروة الحقيقية التي يجب الالتفات إلى حاجاتها وأولوياتها واتجاهاتها في المجالات المختلفة.
وانطلاقًا من ذلك كلّه يسير شباب وشابات دولة الإمارات نحو غد مشرق بطموح وعزيمة كبيرَين، لكونهم يثقون بقيادة الدولة الرشيدة التي توفّر لهم كل الأدوات المعرفية والإبداعية اللازمة لبناء مجتمع متضامن ومتمسك بهويته وقيمة، ويحظى بأفضل مستويات المعيشة في ظل بيئة محفّزة ومستدامة. وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع مؤخراً تشكيل «مجلس شباب وزارة الدفاع»، بالتنسيق والتعاون مع وزارة الثقافة والشباب، للعمل على تمكين الشباب في جميع جوانب الحياة، وتعزيز أدوارهم الفاعلة في خدمة الوطن وتطويره، ما يدعم مستهدَفَات الأجندة الوطنية للشباب، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تهيئة البيئة الملائمة للشباب لتمكينهم من تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم المستقبلية، وتوظيف قدراتهم كلّها ليصبحوا نموذجاً يقتدَى به في إحداث التأثير الإيجابي في المجتمع والدولة.
ويأتي تشكيل «مجلس شباب وزارة الدفاع» مكمّلاً للجهود التي تبذلها وزارة الدفاع في مجال تبني المشروعات والبرامج الوطنية التي تحقق الأهداف الاستراتيجية القائمة على إيجاد مجموعة رياديَّة من الشباب تعمل على حماية مكتسبات الدولة في المجالات كافة، وتتمكن من مواجهة التحديات بأفضل المهارات والخبرات التي يتم تعلُّمها واكتسابها، من خلال تبني مجموعة من المبادرات الوطنية التي تعزز من منظومة العمل الشبابي، نظرًا إلى أن هذه الفئة العمرية تعدُّ ركيزة أساسية في بناء مسيرة الدولة التنموية. كما سيتم العمل على تطوير برامج وسياسات تهدف إلى تمكين الشباب، وجعلهم مسهمين حقيقيين في العمل المؤسسي داخل الوزارة، عبر طرح أفكارهم الابتكارية، وتوظيف قدراتهم على حل المشكلات والصعوبات، وتبادل الخبرات والتجارب مع المجالس الشبابية الأخرى في الدولة.
وقد تضافرت الجهود الخاصة بتمكين شباب دولة الإمارات من خلال اعتماد مجموعة من المبادرات والبرامج المحفّزة على الإبداع والابتكار، وإشراك هذه الفئة الاجتماعية في عملية صنع القرار، ما يسهم في رفاه المجتمع واستقراره، فقد جاء تأسيس مجالس مختلفة للشباب لتمثيل قضاياهم وآرائهم، وجعلهم شركاء حقيقيين في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة التي تطمح الدولة إلى تحقيقها في أجنداتها وخططها الاستراتيجية. كما عبَّر قرار مجلس الوزراء الذي ينص على تعزيز مشاركة شباب وشابات دولة الإمارات في مجالس الهيئات والمؤسسات والشركات الحكومية، عن أهمية إيصال أصوات الشباب وأفكارهم ومقترحاتهم لصنَّاع القرار في سبيل إكمال مسيرة التطوير والتنمية، وتأدية الأدوار المستقبلية بكفاءة وفاعلية، من خلال مبادرات وبرامج تركز على بناء كوادر إماراتية شابة، تملك القدرات الكافية لمواكبة التقدم الحاصل في مجالات الحياة كافة، وتساعد على بناء مستقبل مستدام يتحقق فيه المزيد من المنجزات والنجاحات، التي لم تكن لتتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة التي سخَّرت لثروة الدولة البشرية مختلف الموارد والوسائل اللازمة للنهوض بالوطن، والارتقاء به إلى أعلى مراتب ومؤشرات التنافسية على المستويَين الإقليمي والدولي.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.