بين التعليم والتدريس والتثقيف الأكاديمي نجد خدمة مجتمعية ينبغي تكثيفها لأهميتها لكافة فئات المجتمع وهي البحث العلمي. 
العديد من الكُتب التثقيفية تم إصدارها ونشرها لاستيعاب شريحة الباحثين في المجتمع وتطرقت لإيضاح مفاهيم مهارات البحث العلمي وأساليبها وكيفية إنتاج أبحاث علمية من واقع دراسات سابقة بما فيها التقارير الرقمية والإحصائيات، ولكن على ما يبدو في الآونة الأخيرة انخفضت نسبة المخرجات التوعوية والتثقيفية خاصة التي يمكن تبسيطها في مجال الأبحاث العلمية وفي مختلف الجامعات بعد الطفرة الأخيرة في وسائل الاتصال التي تمت مواكبتها مع خلال التواصل الاجتماعي.
لا شك أن الجامعات والمراكز البحثية تحث وتشجع هيئاتها التدريسية والطلبة على إنتاج أبحاث علمية لرفع مستوى إدراك المجتمعات لما يطرأ لديها من مشكلات. لم تقصّر الجامعات في نشر نتاجها البحثي، ولكن السؤال يكمن في كيفية إيصال هذه النتائج البحثية ذو المنتج التوعوي لمختلف شرائح المجتمع. ومن هذا المنبر نستطيع القول بأننا بحاجة إلى دور متخصصة في نشر الأبحاث الأكاديمية ورقياً ورقمياً وأيضاً إنتاج موجزات لها عبر منصات التواصل الاجتماعي التابعة للهيئات التعليمية؛ حتى يتسنى لمختلف الأفراد الاستفادة منها.
نملك مراكز بحثية متميزة في الدولة، لها كينونتها المؤسسية. ولذلك لابد لنا أن نتكاتف لدعم البحث العلمي والتصدي لمغريات الاستسهال المعرفي لدى البعض عبر صفحات التواصل الاجتماعي، والتي قد يكون بعضها مغلوطاً أو آتياً من تأليف أصحابها بلا حجة بحثية أو مرجعية علمية موثقة بطريقة صحيحة.
ومن الواضح أن المواجهة العلمية العالمية للتحدي الذي يشكله «كوفيد-19»، أكدت أهمية البحث العلمي طبياً ومجتمعياً، ولو كانت الأبحاث العلمية تنتج لنا فكراً للتنبؤ بما سيحصل في العالم لكان الضرر أقل بكثير مما نتوقع. البحث العلمي سلاح ناجح لاحتواء الأزمات ومواجهة التحديات، سواء ما يتعلق بالجائحة أو بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.