يُعَدُّ توفير المسكن المناسب أولوية مطلقة لأيّ إنسان، حيث إنه يمثل الملاذ الآمن لكل مواطن في وطنه، ومن ثمَّ فلا غرابة أن يكون امتلاك البيت الملائم حلم كل مواطن في دول العالم كافةً. وتبذل الكثير من الحكومات في الدول المختلفة جهودًا كبيرةً من أجل تحقيق هذا الهدف، من خلال تقديم القروض السكنية الميسَّرة، أو تأسيس هيئات تعاونية تسعى إلى تسهيل حصول مواطنيها على المسكن المناسب. وقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة قضية توفير المسكن المناسب لمواطنيها أهمية قصوى، منذ تأسيسها على يد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، سعيًا إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي للأسر، وتوفير مقوّمات الحياة الكريمة لها. وتتعدَّد الآليات التي تعتمدها الدولة لتوفير المسكن المناسب للمواطنين، إذ تشمل المنح المجانية، والقروض الميسَّرة، والإعفاء من سداد القروض. 
ويتجسد هذا الاهتمام في الكثير من الحقائق والمؤشرات والعوامل، ومنها الدور المهم الذي يقوم به برنامج الشيخ زايد للإسكان منذ تأسيسه عام 1999، في مجال توفير المسكن الملائم لمواطني الدولة في جميع الإمارات، وتعكس الإحصائيات الموثقة في هذا السياق تنامي هذا الدور بشكل لافت للنظر، فحتى نهاية العام الماضي، أصدر البرنامج أكثر من 67 ألف قرار دعم سكني، بقيمة تجاوزت 17.5 مليار درهم، في جميع إمارات الدولة ومناطقها. وقد توزعت هذه القرارات بين تقديم قروض ومنح، وبناء مساكن جديدة، واستكمال مساكن، وصيانة مساكن، وشراء مساكن، ومساكن حكومية، والوفاء بقرض. وبلغ إجمالي المشروعات المنجَزة والمُسلَّمة لفئة البناء الفردي، منذ إنشاء البرنامج حتى نهاية عام 2019، نحو 35 ألف مسكن، في حين بلغ عدد المساكن التي سلمها البرنامج للمواطنين من خلال الأحياء السكنية 1490 مسكنًا، عبر إنجاز وتنفيذ خمسة أحياء بتكلفة 1.5 مليار درهم.
وضمن الاهتمام المتواصل لقيادتنا الرشيدة بتوفير المسكن المناسب، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، دشن سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مشروع السمحة السكني في أبوظبي، واحدًا من مشروعات الحي الإماراتي السكني المتكامل. ويمتدُّ المشروع، المكوَّن من 250 فيلا سكنية للمواطنين بتكلفة تبلغ 674 مليون درهم، على مساحة تتجاوز 520 ألف متر مربع، وتوفر مشروعات الحي الإماراتي خيارات وخدمات سكنية متنوعة ومتميزة تدعم الاستقرار الاجتماعي، وسيضم المشروع 150 فيلا في السمحة غرب، و100 فيلا في السمحة شرق، وتبلغ مساحة كل فيلا 497 مترًا مربعًا، وتتألَّف من خمس غرف، ومجلس للرجال، وصالة للطعام، وغرفتين للمعيشة العائلية، ومطبخ، ومخزن، وغرفة لغسل الملابس، وغرفة مساعدة، وسكن للسائق، وغيرها من المرافق.
وفي الواقع، فإن هذه المشروعات السكنية تأتي، كما أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، تماشيًا مع توجيهات القيادة الحكيمة ورؤيتها لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، ورفع مستوى معيشتهم وفقًا لأعلى المعايير العالمية وأرقاها، وإطلاق المبادرات والبرامج الإسكانية التي تلبّي تطلعات مواطني إمارة أبوظبي، وتسهم في تعزيز وتطوير بيئتهم السكنية، بالإضافة إلى توفير جميع الاحتياجات السكنية للأسرة الإماراتية. 
واللافت للنظر في تلك المشروعات أمران أساسيان: أولهما أنها مستمرة ومتواصلة، ولم تتوقف أو تتعطل تحت أي ظرف من الظروف، ما يؤكد أنها بالفعل تحظى بأهمية قصوى لدى القيادة الرشيدة، التي تدرك القيمة السامية لحصول كل مواطن على المسكن المناسب له، وترى أن ذلك حق للمواطن، الذي يحظى بكل أوجه الدعم والرعاية من الدولة. وثانيهما تطور تلك المشروعات، خلال السنوات الماضية، لتركز على توفير المسكن العصري القائم على مفاهيم الاستدامة، الذي يتوافر له كل أسباب الخصوصية، ومعايير الأمان من أجهزة إنذار وكواشف دخان وغيرها.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.