عرضت بعض القنوات الفضائية لقطات للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في مؤازرته لجو بايدن المرشح الرئاسي عن الحزب «الديمقراطي» أمام الرئيس الحالي دونالد ترامب في الانتخابات التي ستجري في الثالث من نوفمبر المقبل، عبر إلقائه كلمة ذكر فيها أنه (لا يمكن حماية الديمقراطية في أميركا باستخدام الأكاذيب)، ومع أن الجميع لم يحتج إلى جهد لمعرفة من المستهدف بكلمات أوباما، لكن تساءلوا عن أي ديمقراطية يتحدّث باراك أوباما بالذات، وهو الذي ثبت أنه ووزير خارجيته هيلاري كلينتون اضطلعا، دعماً وتوجيهاً، وعلى نحو واضح ومباشر في إطلاق ما سميَّ (الربيع العربي)، الذي استهدف ضرب الدولة الوطنية في المنطقة العربية، ونشر الفوضى والخراب عبر دعم الإسلام السياسي الذي أسقطته الشعوب العربية بقراءتها الواعية للأحداث وقتذاك. ويُذكّرنا أوباما في ظهوره المتلفز بالفترة التي تأسس فيها الحزب «الديمقراطي» الأميركي في عام 1828 بجهود توماس جيفرسون، الذي أصبح في ما بعد الرئيس الثالث للولايات المتحدة، حينما فرح الناس بولادة حزب جديد - بالتوازي مع الحزب «الجمهوري» - يهدف إلى تعزيز الديمقراطية في أميركا، ونشرها في مرحلة لاحقة في كل دول العالم، وأولئك كانوا على حق وقتذاك، وصدقوا في ما فرحوا له، فمن من الناس، قديماً وحديثاً، من لم يُسر لوقع الديمقراطية في نفسه بصفتها الأسلوب (الأفضل) للحياة السياسية، كما جرى الترويج له، على الرغم من أن التجربة العملية أثبتت من خلال المراقبة والتحليل، أن الديمقراطية الغربية ليست بالضرورة أن تكون صالحة لكل المجتمعات البشرية، ولذلك أسباب عدّة لا يسمح المجال بعرضها، لكن تبقى مسألة الديمقراطية مسألة نسبية، في القرن الحادي والعشرين.. قرننا الحالي، وهو القرن المتميز في الواقعية السياسية، والقرارات السيادية، وكشف الأكاذيب وإبراز الحقائق، فقد ثبت أن إطلاق اسم (الديمقراطية) على حزب أو منظمة أو مؤسسة وحتى نظام حكم، ليس بالضرورة أن تكون ممارسته على الأرض متسقة ومتطابقة مع الاسم ومعناه القيمي، بل ما رأيناه ولمسناه في منطقتنا العربية كان على خلاف ذلك تماماً، ولعل الرئيس السابق أوباما الذي جاء من رحم الحزب «الديمقراطي»، كان بطل الممارسات السياسية غير الديمقراطية في الوطن العربي، بل إن إدارته قامت بكل الأعمال التي جاءت الديمقراطية لتحاربها وتقف ضدها، ويكفيه أنه صنع (داعش) بشهادة كاتب خطاباته (بن رودس) وإيميلات هيلاري كلينتون المُفرج عنها مؤخراً.

*إعلامي وكاتب صحفي